أناقة كلاسيكية.. عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة بالأردن

أناقة كلاسيكية.. عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة بالأردن

المحرر: عبد الصبور بدر - الأردن

شكّل 35 طفلًا وشابًا من ذوي الاحتياجات الخاصة مساحة إبداعية وفضاءً مفتوحًا للتعبير الفني. وذلك خلال عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة. نظمه مركز روح الشرق في العاصمة الأردنية عمّان.

ومن خلال هذا الحدث قدّم المشاركون 50 تصميمًا للملابس مستوحاة مباشرة من رسوماتهم وأشغالهم اليدوية. وفي الوقت ذاته جاء التنفيذ بإشراف 15 مصممًا ومصممة من معهد بيكاسو للفنون والموضة.

بهجة على الوجوه في عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة

وفيما امتد العرض قرابة ساعة من الزمن أمام عدسات الكاميرات والأضواء. شارك فيه طلاب ومشاركون من مختلف الفئات العمرية. وفي المقابل جمعت التصاميم بين الرؤى الحالمة والأناقة الكلاسيكية. علاوة على ذلك حضرت الألوان المتناغمة لتروي خلاصة خبراتهم الشخصية في التعلّم والتأهيل.

مسار تدريبي متدرج يقود إلى الاحتراف

ومن جهة أخرى عملت مديرة مركز روح الشرق فلسطين عوض على مدار أربعة أشهر متواصلة على تدريب 32 طالبًا وطالبة من ذوي الاحتياجات الخاصة. وذلك تمهيدًا لتقديم عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن أنشطة غير تقليدية يعتمدها المركز. وفي هذا الإطار يعود تأسيس المركز إلى عام 2006. حيث تبنّى منذ بداياته نهجًا يبتعد عن النمطية ويركز على الإبداع المنتج والتمكين المجتمعي.

مشاركة من جميع الفئات العمرية

وفي السياق نفسه أوضحت عوض أن هذا العرض يُعد الثالث في مسيرة المركز. كما أشارت إلى أن البرنامج ركّز بصورة أساسية على بناء الثقة والانضباط وتعزيز الحضور على المنصة. وبالتوازي شمل التدريب مهارات المشي المتوازن وتركيز النظر والمحافظة على الانتباه. إضافة إلى ذلك جرى التعامل مع استخدام الكرسي المتحرّك بوصفه عنصر قوة يعزّز الحضور ولا يحدّه.

تصاميم تحوّل التجربة الشخصية إلى لغة بصرية

ومن ناحية فنية أوضحت مصممة الأزياء ملاك أرشيد من معهد بيكاسو أن التصاميم اعتمدت على رسومات وأشغال تطريز نفذها المشاركون في مراحل سابقة.

وفي الوقت نفسه تنوعت القطع المعروضة بين الفساتين والسترات الملونة. كما جاءت بلمسة شرقية أشرفت عليها مصممة الأزياء الألمانية هايكة فيبر التي أقامت في دمشق لسنوات طويلة. وإلى جانب ذلك أسهم الطلاب بلمسات أساسية شملت التطريز وتركيب الأقمشة والرسم عليها.

تصاميم تعتمد على التطريز

وبالتزامن مع العرض تفاعل الجمهور بشكل لافت مع عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة الذي أُقيم في عمّان خلال يونيو الحالي. إذ امتلأت القاعة بأكثر من 300 شخص. وفي المقابل تلقى المشاركون تشجيعًا واسعًا عكس تقديرًا حقيقيًا للتجربة. ونتيجة لذلك خرج العرض بصورة متماسكة اتسمت بالاحتراف.

من عرض فني إلى مشروع تمكين مستدام

وفي حديث إعلامي قالت عوض إن عرض عام 2021 لم يحظَ بزخم كافٍ بسبب الجائحة. لكنها في المقابل أكدت أن التجربة الحالية شكّلت نقلة نوعية.

كما شددت على أن الهدف لا يقتصر على العرض ذاته. بل يمتد إلى مأسسة برامج التعلم الحرفي. خاصة في ظل محدودية هذه الخدمات على نطاق واسع. ومن هنا يشكّل عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة بوابة حقيقية لفرص أوسع في التعليم والعمل.

جانب من عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة

وبيّنت عوض أن المركز بدأ بتعليم الخياطة للأشخاص الذين يعانون من التوحّد والشلل الدماغي ومتلازمة داون وصعوبات التعلّم والتأخر العقلي والإعاقات الحركية. ثم تطور تدريجيًا ليصبح مركزًا متكاملًا يضم برامج متعددة ويعلّم نحو 14 حرفة.

وفي الوقت نفسه يركز على اكتساب المهارات الحياتية اليومية. كما ينخرط الطلاب في برامج طويلة الأمد قد تصل إلى ثماني سنوات. وفي نهاية المطاف ينتهي هذا المسار بالحصول على فرصة عمل تتناسب مع قدرات كل طالب. وهو ما يؤكد أن عرض أزياء لذوي الاحتياجات الخاصة ليس حدثًا عابرًا. بل نموذجًا عمليًا للدمج والتمكين المجتمعي.

المقالة السابقة
الأزهر الشريف يكرم ذوي الإعاقة فى احتفاليته السنوية اليوم
المقالة التالية
مي محمد سيد.. ابنة مصر التي قهرت الظلام و«كلام الناس» بالقرآن