الولايات المتحدة – جسور- فاطمة الزهراء بدوي
تنطلق اليوم الجمعة فعاليات مجتمعية، ضمن المؤتمر السنوي الافتراضي، الذي ينظمه المجلس الأمريكي للمكفوفين (ACB) في الولايات المتحدة، وتركز الأنشطة على خلق بيئة داعمة ومتصلة للأشخاص من ذوي الإعاقات البصرية والسمعية، حيث تتيح لهم المشاركة في لقاءات يومية، وتفاعلات اجتماعية عن بُعد، عبر منصات صوتية سهلة الوصول.
يُعقد الحدث عبر وسائط إلكترونية تحت تصنيف “فعاليات مجتمعية”، ويُبث بالكامل من خلال قناة ACB Media 5، بالإضافة إلى إمكانية تشغيله عبر أجهزة Amazon المنزلية من خلال أمر صوتي مباشر: “ask ACB Media to play 5.” هذه الطريقة تعزز وصول المستفيدين من ذوي الإعاقة لتجربة رقمية لا تتطلب جهداً كبيراً في التفاعل أو الوصول، خاصةً ممن يعتمدون على التقنيات المساعدة في حياتهم اليومية.
يبدأ برنامج الفعاليات في الساعة التاسعة صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة بجلسة بعنوان “ACB Presents The Daily Schedule”، وهي فقرة صباحية تهدف إلى منح المشاركين انطلاقة يومية تفاعلية ومُبهجة. يتضمن هذا الجزء سؤال اليوم، واستعراضًا للجدول الكامل للأنشطة، مع مساحة مفتوحة للمشاركين للتعارف والتفاعل الحر.
الفقرتان الأساسيتان في منتصف اليوم وبداية المساء تحملان عنوانًا مشتركًا: “Community Happy Hour”، وتُعقدان على التوالي عند الثانية عشرة ظهرًا والسادسة مساءً. وتُعد هذه الساعات الاجتماعية فرصة مفتوحة لتبادل القصص، واستعراض تجارب المشاركة، ومشاركة انطباعاتهم حول الجلسات والمحاضرات السابقة. هذه الفقرة تخلق إحساسًا بالانتماء من خلال جو مريح غير رسمي، يُشبه اللقاءات الودية الواقعية، ولكن ضمن بيئة افتراضية مرنة.
يعد المؤتمر مساحة للتفاعل الاجتماعي، ويتضمن أيضًا العديد من الجلسات التي تهدف إلى تعزيز مهارات القيادة والمناصرة، خاصةً لمن يرغبون في تمثيل قضايا ذوي الإعاقة البصرية والسمعية في مجتمعاتهم. هذه الفعاليات باتت منبراً مؤثراً سنوياً، وتُعقد بدقة تنظيمية عالية تعكس جهود سنوات من العمل المجتمعي في الولايات المتحدة لتحسين جودة الحياة وتعزيز مشاركة ذوي الإعاقات في المشهد العام.
من الملاحظ في الأعوام الأخيرة ازدياد التركيز على الدمج الرقمي، حيث لم تعد المؤتمرات تقتصر على الحضور الفيزيائي، حيث باتت تتكامل مع البث التفاعلي، مما سمح للأشخاص في المدن والولايات البعيدة أو حتى خارج البلاد بالانضمام. هذا التحول لم يكن مجرد خيار تنظيمي ولكن ضرورة فرضها الواقع الصحي والاجتماعي ما بعد الجائحة، وحوّل مؤتمرات مثل ACB إلى نموذج عالمي يُحتذى.
أهمية مثل هذه الفعاليات تتجاوز اللحظة الآنية؛ إذ تسهم بشكل مباشر في بناء شبكات دعم وتفاهم بين المجتمعات، وتكسر العزلة التي قد يعيشها كثير من الأفراد بسبب إعاقتهم. كما تشجع على تطوير الأدوات والخدمات الرقمية التي تراعي التحديات البصرية والسمعية، وتُعيد تشكيل المفهوم التقليدي للمؤتمرات من حيث الشكل والمضمون.
ومن خلال أدوات تفاعلية بسيطة، مثل طرح الأسئلة، والتصويت اللحظي، والدردشات الصوتية المفتوحة، يتم إشراك الجميع دون استثناء، وهو ما يُكسب المؤتمر بعدًا إنسانيًا وتجريبيًا لا يمكن توفيره في اللقاءات الجامدة أو الأحادية الاتجاه.
من الجدير بالذكر أن المجلس الأمريكي للمكفوفين يلعب دورًا رياديًا منذ سنوات في الضغط من أجل سياسات أكثر عدلًا وشمولًا، سواء في التعليم أو سوق العمل أو البنية التحتية الرقمية، وهذه الفعاليات تُجسد جانبه العملي الميداني في دعم هذه الجهود.