بعد جراحة دقيقة.. الفلسطينية مريم تنجو من الموت وتبدأ رحلة التعافي

بعد جراحة دقيقة.. الفلسطينية مريم تنجو من الموت وتبدأ رحلة التعافي

المحرر: سحر شيبة - غزة
الفلسطينية مريم تنجو من الموت

بعد أيام عصيبة من القلق والترقب. الفلسطينية مريم تنجو من الموت. بعد أن أجرت عملية جراحية دقيقة، في خطوة جديدة ضمن رحلة علاج طويلة. للتعافي من إصابة خطيرة في الرأس.

وقد نجح الأطباء في استخراج السوائل المتجمعة تحت فروة رأسها. وسط متابعة طبية مكثفة لحالتها الصحية. التي ما زالت توصف بالحرجة والمقلقة.

ومع ذلك. تخضع الطفلة مريم إبراهيم، التي لم تكمل عامها الثاني عشر. لمراقبة طبية على مدار الساعة، في محاولة للسيطرة على المضاعفات التي تهدد استقرار حالتها الصحية. بينما تتشبث أسرتها بالأمل. وتتمنى مرور هذه المرحلة بسلام.

الفلسطينية مريم تنجو من الموت بعد إجراء جراحة دقيقة

تقول والدة مريم إبراهيم لـ«جسور» : «بحمد الله خرجت ابنتي مريم من غرفة العمليات. بعد أن أجرى الأطباء لها جراحة لسحب السوائل الموجودة تحت فروة الرأس. كانت العملية ضرورية جدًا، لأن هذه السوائل كانت تضغط عليها، وتزيد من آلامها وتعبها، كما كانت ترفع من خطورة حالتها الصحية».

مريم في المستشفى بعد نجاج العملية الجراحية
مريم في المستشفى بعد نجاج العملية الجراحية

وتضيف الأم: «الأطباء أخذوا أيضًا عينة للفحص المخبري، ونحن ننتظر ظهور النتائج خلال اليومين القادمين، ونسأل الله أن تكون مطمئنة. هذه الفترة صعبة جدًا علينا، نعيش كل ساعة على أعصابنا، لكننا متعلقون كثيرًا برحمة الله».

وتوضح والدة مريم تفاصيل المرحلة العلاجية المقبلة. قائلة: «الأطباء أخبرونا أن هناك احتمالًا – لا قدّر الله- لعودة تجمع السوائل مرة أخرى، وفي حال حدوث ذلك، سيتم إجراء تدخل جراحي جديد، مع تركيب أنبوب تصريف تحت الجلد. لفترة مؤقتة، إلى جانب ارتداء غطاء ضاغط للرأس لمنع تجمع السوائل مرة أخرى».

وتستطرد: «مريم حاليًا تحت الملاحظة الطبية الدقيقة على مدار 24 ساعة، لأن حالتها لم تستقر بعد، إذ تعاني من صداع شديد وتعب عام، ولا تزال تعاني من تشنجات وارتفاع في درجة الحرارة. يأتي ويذهب، وكل ذلك يتطلب متابعة طبية دقيقة جدًا».

الحالة لم تستقر.. والفرحة ما زالت مؤجلة

وعن مشاعرها بعد خروج ابنتها من العمليات، تقول الأم: «أنا سعيدة لأنها خرجت من العملية بسلام، لكن فرحتي ما زالت ناقصة. قلبي دائمًا قلق، وأخشى أي تطور مفاجئ، وأقضي الليل مستيقظة، أراقب أنفاسها لأطمئن أنها بخير».

وتضيف الأم بنبرة يملؤها الأمل: «رغم كل هذا الوجع، لدي يقين كبير بالله. أرى تعب ابنتي وصبرها، وأقول إن الله بالتأكيد سيعوّضها عما رأته. أتمنى أن أراها تضحك من قلبها من جديد. وأن تعود طفلة مثل باقي الأطفال. بلا ألم أو خوف».

مريم قبل إجراء الجراحة فى الجمجمة
مريم قبل إجراء الجراحة فى الجمجمة

وحرصت والدة مريم على توجيه رسالة شكر، قائلة: «كل الشكر والتقدير للأطباء والطواقم الطبية الأردنية. الذين يتابعون حالة مريم بكل اهتمام وإنسانية. يقفون إلى جانبها خطوة بخطوة، ويطمئنوننا دائمًا قدر ما يستطيعون. وهذا يحدث فارقًا كبيرًا معنا نفسيًا».

وتؤكد الأم: «رحلة العلاج ما زالت طويلة وصعبة، لكننا متمسكون بالأمل. وندعو الله أن يشفيها شفاءً تامًا، وأن يجبر خاطرها. فقد رأت عناءً يفوق عمرها بكثير».

لحظة تغير فيها كل شيء

وفي نهاية حديثها، تعود والدة مريم بذاكرتها إلى اللحظة التي بدأت فيها المأساة في غزة. تقول: «ما حدث لمريم قلب حياتنا كلها. بعد الغداء تقريبًا، في الساعة الثالثة عصرًا، كانت في الحمام تستحم، وكنت أنا أغسل الملابس، وفجأة وقع هجوم صاروخي. دمر كل شيء في لحظة».

وتستطرد: «أنا نفسي أُصبت في الحنجرة، وتعرّض الوتر الأيسر للشلل. ودخلت العناية المركزة خمسة أيام على أجهزة التنفس الصناعي، وكنت فاقدة للوعي، ولم أكن أعرف أي شيء عن مريم أو مصيرها».

وتتابع الأم بألم: «بعد ستة أيام علمت أن ابنتي أُصيبت في رأسها، وأن هناك كسرًا في الجمجمة. وأن شظية استقرت في دماغها. كانت على جهاز التنفس الصناعي، وحالتها خطيرة جدًا. واضطر الأطباء إلى إزالة العظمة الأمامية من الجهة اليسرى بسبب النزيف، وظلت العظمة محفوظة في ثلاجة المستشفى إلى حين استقرار حالتها».

وتختم الأم حديثها قائلة: «منذ ذلك الوقت، ومريم تعاني من تشنجات. وارتفاع في درجة الحرارة. وصداع مستمر، وتعب شديد، وألم نفسي كبير. فقدت ابنتي طفولتها فجأة، لكن ما زال لدينا أمل أن تستعيد عافيتها. وأن يجبر الله خاطرها».

المقالة السابقة
سلطنة عمان تكرم المبدعين من ذوي الإعاقة في الفن والثقافة والرياضة
المقالة التالية
وفاة الناشط الأمريكي في حقوق ذوي الإعاقة بوب كافكا عن عمر 79 عامًا