Skip to content

حكاية شاب صعيدي فقد ذراعه وكف يده فأصبح بطلاً في رياضة العدو

حكاية شاب صعيدي فقد ذراعه وكف يده فأصبح بطلاً في رياضة العدو

مصر- جسور- شيماء اليوسف

تعرض أحمد مجدي لحادث صعق كهربائي، عندما كان في الصف الثالث الابتدائي، تسبب في بتر أحد ذراعيه، وكف الذراع الآخر، بعد فترة من العزلة، والإحباط،  وبدعم من أسرته، عاد إلى حياته الدراسية، وثم قرر ممارسة لعبة رياضية، ليصبح بعد بضع سنوات، بطل مصر في رياضة العدو، خمس سنوات متتالية.

جسور” ترصد أهم المحطات في حياة أحمد، منذ حادث الصعق الكهربائي من أحد أعمدة الإنارة، مرورا بلحظات اليأس والإحباط، ثم استعادة الهمة، والخروج من العزلة، بإستئناف الدراسة، ومواجهة التحديات، بعدما فقد ذراعه وكف يده.

أحمد في لحظة تفكير عقب انتهاء التدريبات

رفضت أسرته فكرة انعزاله بعد الحادث، وشجعته على العودة إلى الدراسة، والتفوق، حتى أصبح من الأوائل في جميع المراحل الدراسية، استعان بطرف صناعي لمساعدته على الحركة، يقول لـ”جسور”: “أبويا قالي متخفش، إحنا جنبك، واللي نفسك تعمله هنساعدك لحد ما تحققه.”

أحمد يواصل التدريبات بقوة

التحق بكلية الحقوق بجامعة المنيا، وتخرج فيها حديثًا، وخلال دراسته حصل على بطولة مصر في العدو، لمسافتي 100 و200 متر خمس مرات متتالية، بين عامي (2021 و2025) وجد في هذه الرياضة شغفه، وأصبحت جزءًا من يومه، لا يتخلى عنه.

يتذكر مشاركته الأولى في سباقات العدو، باعتبارها يومًا استثنائيًا مليئًا بالتوتر، لكنه خرج منه بإنجاز غيّر مسار حياته. وبرغم كونه متسابقًا جديدًا، نجح في تحقيق الفوز في أول جولة، يقول: “أول سباق كنت لسه ضيف جديد على اللعبة، والغريب إني فزت. حسيت بانتصار على اليأس.”

يمثل خط النهاية بالنسبة له أكثر من مجرد لحظة وصول، فهو رمز للأحلام والطموحات التي يسعى لتحقيقها، كل بطولة يشارك فيها تمثل له نتيجة تدريبه المستمر، وبداية لهدف جديد لا يتوقف عن السعي خلفه.

درس أحمد مجدي القانون، وهو المجال الذي ساعده على توسيع رؤيته لمستقبله، دون وضع سقف لطموحاته، حرص على تنظيم وقته بين الدراسة والتدريب، فكان يذهب صباحًا إلى الجامعة، ثم يعود ظهرًا ليستعد للتدريب، ويعود مرة أخرى إلى النادي لممارسة العدو، بينما يقضي المساء في صالة الألعاب الرياضية للتدرب على رفع الأثقال.

واجه خلال هذه المرحلة صعوبات في تقسيم الوقت، بين الدراسة والتمرين، يقول: “كنت بجهز نفسي قبل البطولة، وبفصل نفسي عن أي حاجة تانية، وكل تركيزي بيكون على السباق والفوز”.

يعترف بفضل مدربيه كابتن هشام راضي، والدكتور حسين الشيمي، والدكتور محمد مدحت، لدعمهم له، حتى يحقق إنجازاته الرياضية. لكنه في الوقت نفسه يشعر بالانزعاج من قلة الإمكانيات، وضعف الموارد المخصصة للرياضة، وهو ما يحد من قدرته على الاستمرار في تدريباته بالمستوى الذي يطمح إليه.

كما يواجه صعوبة في الحصول على فرصة عمل مناسبة، مضيفا: “كل اللي بخطط له حاليًا إني ألاقي فرصة عمل بدخل مناسب، أقدر أعيش منه حياة كريمة، تساعدني أحقق حلمي الرياضي.”

يرى أحمد مجدي أن الصعوبات والتحديات تصنع قصص النجاح الحقيقية، موجها رسالته للأشخاص ذوي الإعاقة، بالتمسك بأحلامهم، قائلاً: “لازم تستمروا وتكملوا مشواركم وتحققوا أهدافكم. التحديات هي اللي بتصنع الأبطال.”

المقالة السابقة
شركة أمريكية تنتج سلسلة أفلام سينمائية لمؤلفين وكتاب من ذوي الإعاقة
المقالة التالية
النائبة جهاد إبراهيم لـ”جسور”: الكرسي المتحرك منحني الحرية وحاربت لأصبح أماً