Skip to content

“اليونسكو” تعزز دمج ذوي الإعاقة في الإعلام بـ”سيشل” بسبب التغير المناخي

“اليونسكو” تعزز دمج ذوي الإعاقة في الإعلام بـ”سيشل” بسبب التغير المناخي

جزيرة سيشل- جسور- سماح ممدوح حسن

سلطت منظمة اليونسكو، وشركاؤها، الضوء على قضية، الكوارث المرتبطة بالتغير المناخي، في دولة سيشل، لاستكشاف كيف يمكن للمؤسسات الإعلامية، تعزيز التواصل مع الأشخاص ذوي الإعاقة، في تلك الجزيرة الشهيرة، في أوقات الأزمات.

استضافت سيشل، فى آواخر يونيو الماضي، ورشة عمل لمدة ثلاثة أيام حول التخطيط للاستعداد والاستجابة للكوارث، بتنظيم مشترك بين مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، وإدارة مخاطر الكوارث في سيشل ومنظمة اليونسكو. وجاءت هذه الورشة ضمن مبادرة “الإنذارات المبكرة للجميع” العالمية، وتهدف إلى تعزيز قدرة الإعلاميين على تقديم معلومات دقيقة وشاملة وفي الوقت المناسب قبل الكوارث وأثناءها وبعدها. وقد جمعت الورشة بين جلسات تخطيط استراتيجي للمسؤولين الإعلاميين وتدريبات عملية للصحفيين، وركّزت على التواصل بشأن المخاطر، والتغطية وقت الأزمات، وبناء القدرة على الصمود.

وبوصفها دولة جزرية صغيرة نامية (SIDS)، فإن سيشل معرضة بشكل خاص للمخاطر المناخية، مما يجعل من الضروري بناء أنظمة تواصل resilient ومشمولة للجميع.

من جانبه قال دانيال سيتوب، رئيس إدارة المخاطر في إدارة مخاطر الكوارث في سيشل: “نحن نُرسّخ أسس نظام أكثر شمولًا لإدارة مخاطر الكوارث، نظام يعترف باحتياجات جميع الفئات المعرضة للخطر، بما في ذلك الأشخاص ذوى الإعاقة، التواصل الشامل هو عنصر أساسي في تقوية الصمود وضمان عدم ترك أحد خلفنا.”

وقد ركّزت جلسة رئيسية قادتها اليونسكو، على التغطية الإعلامية الأخلاقية والمساواة، في تناول قضايا الإعاقة، وقد أدارت الجلسة أكريتي خاريـل، المتخصصة في الإعلام والتواصل باليونسكو، وسلطت الضوء على قوة السياسات التحريرية الشاملة، والمحتوى القابل للوصول، والممارسات الإدارية المنصفة في تعزيز حقوق الإنسان وتقوية المجتمعات.

وقالت خاريـل:”لا ينبغي تصوير الأشخاص ذوي الإعاقة على أنهم متلقون سلبيون للمساعدة، بل يجب الاعتراف بهم كمشاركين فاعلين، ومصادر موثوقة للمعلومة.،في أوقات الأزمات، تمتلك وسائل الإعلام المسؤولية والقدرة على رفع أصواتهم وضمان حضورهم في عمليات التواصل بشأن المخاطر.”

واستنادًا إلى الدليل العملي والدورات التخصصية التي تقدمها اليونسكو حول المساواة في التناول الإعلامي لقضايا الإعاقة، قدّمت الجلسة توجيهات عملية للصحفيين ورؤساء التحرير، أبرزها، اعتماد سياسات تحريرية وإدارية شاملة، واستخدام لغة محترمة تضع الإنسان أولًا، مع مراعاة تمثيل التنوع الكامل لتجارب الإعاقة بشكل أصيل، وضمان وصول المحتوى الإعلامي عبر مختلف المنصات والصيغ.

أصوات محلية تدعو للإعلام الشامل

أثارت الجلسة تفاعلًا كبيرًا بين المشاركين، خصوصًا من الصحفيين والمدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة، والذين شددوا على الحاجة العاجلة لممارسات إعلامية أكثر شمولًا.

قالت كريستين وينسلو، مؤسسة منظمة “Ramp Up, Rise Up” المعنية بذوي الإعاقة: “رغم تحسن التغطية الإعلامية لقضايا الإعاقة، إلا أن الشمول الحقيقي ما زال متقلبًا. يجب أن تصبح لغة الإشارة أثناء الطوارئ معيارًا إلزاميًا لا خيارًا، وتوظيف مقدّمين من ذوي الإعاقة سيكون مؤشرًا حقيقيًا على التقدم.

أما رسان فانييه، رئيس التحرير في مؤسسة البث الوطنية في سيشل (SBC)، فقال:”نلتزم بصحافة أخلاقية تمثل تنوع سيشل. وجلسة اليونسكو جدّدت التزامنا بتدريب طاقمنا على الممارسات الشاملة وضمان أن تكون منشآتنا ومحتوياتنا متاحة للجميع.”

وعلّقت الصحفية فيديا جابي من صحيفة “Nation Seychelles”:”كانت هذه أول مرة ننظر بعمق إلى مفهوم الشمولية داخل غرفة الأخبار. وتبين لنا أن تغييرات تحريرية بسيطة قد تُحدث تأثيرًا عميقًا على المجتمعات التي نخدمها.”

ودعت الجلسة الصحفيين إلى تجاوز التصوير النمطي أو السطحي للأشخاص ذوي الإعاقة، وإنتاج محتوى يُركّز على أصواتهم وقيادتهم وتجاربهم الحياتية، خصوصًا خلال الأزمات. كما شُجع المشاركون على إدماج منظور الإعاقة في جميع مجالات التغطية، من السياسة والصحة إلى التغير المناخي والتعليم.

وسلطت الصحفية فلافيه جوديث سيتوب من صحيفة “Today in Seychelles”  الضوء على أهمية الوصول الشامل للمحتوى الإعلامي:”يجب أن تكون الأولوية لتيسير الوصول. يجب أن تتضمن المقالات والمحتويات المرئية خصائص مثل الترجمة بلغة الإشارة، والتعليقات النصية، وصيغ سهلة القراءة. هكذا لا نضمن فقط تمثيل ذوي الإعاقة في القصص، بل نضمن إشراكهم الكامل كجمهور.”

امتد تأثير الورشة إلى ما هو أبعد من الممارسات الإعلامية الحالية ليشمل أيضًا الجيل القادم من الصحفيين. فمع استعداد جامعة سيشل لإطلاق برنامج البكالوريوس الجديد في الصحافة والتواصل، تُسهم رؤى جلسة اليونسكو في بناء المناهج الدراسية.

قال صامويل موندوا، أستاذ في قسم التعليم واللغات والإعلام بالجامعة:”تركيز اليونسكو على أن التغطية الأخلاقية والشاملة تشكل أساسًا قويًا لبرنامجنا الجديد. ويسمح لنا بالتماشي مع أفضل الممارسات العالمية، مع تكييف المحتوى ليناسب السياق المحلي في سيشل.”

ومن خلال التعاون الوثيق بين الهيئات الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة، والمؤسسات الإعلامية، تُحرز سيشل تقدمًا حقيقيًا في دمج الشمول ضمن استراتيجيتها للاستعداد للكوارث. تُعد ورشة العمل حول التخطيط والاستجابة نموذجًا لكيف يمكن للإعلام، حين يكون متجذرًا في مبادئ الأخلاق والشمول، أن يساهم في بناء مجتمعات أكثر صمودًا وإنصافًا ووعيًا.

المقالة السابقة
مشروع قانون ترامب “الجميل” يهدد 15 مليون شخص من ذوي الإعاقة
المقالة التالية
المملكة المتحدة تعتذر رسمياً لرجل يعاني من إعاقة ذهنية بسبب منسق رعاية