Skip to content

دوري الرجبي لذوي الإعاقة يحتفل بالهوية والثقافة في أستراليا

دوري الرجبي لذوي الإعاقة يحتفل بالهوية والثقافة في أستراليا

المحرر:

أستراليا- جسور- فاطمة الزهراء بدوي

احتفل ملعب ريدفيرن في سيدني الأسترالية بأحد أبرز أحداث رياضة الرجبي في البلاد، حيث أقيمت المباراة السنوية بين “نجوم السكان الأصليين” و”نجوم دوري الرجبي لذوي الإعاقة” ضمن فعاليات أسبوع NAIDOC، المخصص لتكريم الشعوب الأصلية وثقافاتهم.

جسّد الحدث، الذي حضرته جماهير من مختلف الفئات، الروح الرياضية والتضامن الثقافي، إلى جانب التأكيد على حق الأشخاص ذوي الإعاقة في ممارسة الرياضة بشروط منصفة وشاملة.

رغم اختلاف القواعد، حافظت المباراة على متعة الرجبي الحقيقية؛ من محاولات الركض بطول الملعب، إلى التمريرات الذكية والتصديات القوية، وكان هدف فريق نجوم السكان الأصليين الفوز بالكأس للمرة الثالثة تواليًا، إلا أن النتيجة جاءت لصالح الفريق المنافس، الذي تفوق بنتيجة 26–4.

من أبرز اللاعبين المشاركين، بيل بوسيل، الرجل اليورتا يورتا والويرادجوري، الذي يتعايش مع الشلل الدماغي، وهو الملقب بـ”بنيب” من قبل زملائه، تجاوز توقعات الأطباء الذين قالوا إنه لن يتجاوز سن العاشرة، ويحتفل الآن بعيد ميلاده الثامن والأربعين، بعد أكثر من مئة مباراة في دوري الرجبي لذوي الإعاقة، وبالنسبة له هذه المباريات تمثل ما هو أبعد من مجرد رياضة فهي مجتمع متكامل وداعم.

أما الفنان والمصارع تود دوروارد، فشارك بتصميمه لزي الفريق الخاص بالسكان الأصليين منذ عام 2023، وهو الذي يعاني من ضعف بصري وصمم، وصف التجربة بأنها طريقة لممارسة ثقافته على أرض الملعب، حيث تسبق المباريات طقوس التدخين التقليدية كترحيب بالأرض وتنقية الأجواء من الأرواح الشريرة.

يرى مؤسس دوري الرجبي لذوي الإعاقة في ولاية نيو ساوث ويلز، جورج تونا، في الرياضة وسيلة “لإنقاذ الأرواح”، مشيرًا إلى شهادات اللاعبين الذين أكدوا أن انضمامهم غير مجرى حياتهم.

منذ تأسيسه في 2010، نما الدوري من مجموعة أصدقاء إلى منافسة رسمية مدعومة من اتحاد NRL، وتشمل ثمانية من أصل عشرة تصنيفات إعاقة معتمدة في الألعاب البارالمبية.

التحدي الأكبر في هذه البطولة هو دمج جميع التصنيفات في مباراة واحدة، وقد وُضعت رموز بصرية مثل السراويل الحمراء للمس والتدخلات، والسوداء للتصدي الكامل، القواعد مُعدلة كذلك: لا يوجد اشتباك، والتمرير الخاطئ يُحتسب كتدخل.

جيل جديد من اللاعبين يشق طريقه بثقة، مثل روان جروومز البالغ 14 عامًا، المصاب بمتلازمة الحذف 22q11.2. بفضل هذا الدوري، تحول من طفل غير مهتم بالرياضة إلى لاعب حيوي يشاهد المباريات برفقة جده ويتدرب بحماس، قالت جدته إنه سجل هدفه الأول بدعم كامل من زملائه، ما رفع ثقته بنفسه بصورة لافتة.

تسعى أستراليا لاستضافة النسخة الثانية من كأس العالم لدوري الرجبي لذوي الإعاقة العام المقبل، وتعمل بالتعاون مع فريق جولد كوست تايتنز لتأسيس سلسلة أصل الولاية، حلم يراود المؤسسين منذ الانطلاق.. بالنسبة لتود دوروارد، المسألة لا تتعلق بالنتيجة، ولكن بالفخر بالهوية والانتماء والشعور بأنهم “أسرة واحدة”.

المقالة السابقة
مبادرة إماراتية لتوظيف ذوي الإعاقة السمعية في سلسلة مطاعم عالمية بالشارقة
المقالة التالية
جامعة إندونسية تدعم طلاب ذوي إعاقة بأجهزة مساعدة ومرافقين متطوعين