دمشق: جسور ـ أخبار
أكد فريق “منسقو الاستجابة” في سورية أن معظم مخيمات النازحين في الشمال السوري، تعاني من نقص حاد في المساعدات الإنسانية والإغاثية، ولا تحصل على أدنى مستوى من الخدمات المعيشية والصحية والتعليمية، ويعيشون في خيام متهالكة.
وجاء ذلك في استبيان أجراه فريق منسقو الاستجابة حول واقع المساعدات الإنسانية ضمن مخيمات النازحين في الشمال السوري بالتزامن مع بدء دخول فصل الشتاء، حيث شمل الاستبيان أكثر من 73,484 نازحاً من مختلف الفئات العمرية، ضمن أكثر من 611 مخيماً منتشراً في محافظة إدلب وريفها، إضافة إلى مناطق ريف حلب الشمالي، وضم الاستبيان أكثر من 33,473 من النساء واليافعات، إضافة إلى 6,332 طفلاً وطفلة و 1,273 من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وبيّن استبيان “منسقو الاستجابة” عدم وجود أي نشاطات إنسانية منذ أكثر من عام ونصف في 22 % من المخيمات التي شملها الاستبيان.
وأظهرت نتائج الاستبيان أن نحو 89% من الأشخاص لا يحصلون على المساعدات الغذائية، في حين يحصل 11% منهم على المساعدات لكن بشكل متقطع.
وكشف الاستبيان أن أكثر من 94% من المشمولين بالاستبيان لا يتوفر ضمن مخيمهم نقطة طيبة، في حين تتوافر لدى 6% فقط سواء ضمن المخيم أو في محيط المخيم ضمن نطاق 500 متر.
وأكد استبيان “منسقو الاستجابة” أن 91% من النازحين لا يحصلون على المياه بشكل منتظم إضافة إلى ترحيل للنفايات، في حين كان 9% يحصلون على تلك الخدمات بصعوبة.
وعلى مستوى التعليم، أظهر الاستبيان أن أكثر من 96% من الأطفال لا يتوفر ضمن مخيماتهم مدرسة أو منشأة تعليمية، أما البقية فيحصل على التعليم من منشأة تعليمية بالقرب من المخيم الذين يقطن فيه.
وأشار الاستبيان إلى أن 98% من المشمولين بالاستبيان تحدثوا عن انتهاء العمر الافتراضي للخيام التي يقطنون بها نتيجة العوامل المختلفة، أما باقي الحالات ضمن الاستبيان فقد اضطر معظمهم إلى شراء الخيمة من حسابهم الشخصي.
أما المعاناة الأكبر داخل المخيمات فهي الطرقات الداخلية، حيث بين الاستبيان أن 82% من النازحين تحدثوا عن غياب مشاريع إصلاح الطرقات وتعبيدها وتحسين خدمات الصرف الصحي والمطري، في حين تحدث 18% عن مشاريع داخل المخيمات التي يقطنون بها، لكن أكدوا بالمجمل أن تلك المشاريع ستنهار مع بداية الهطولات المطرية كونها منفذة بشكل بدائي.
وشدد فريق منسقو الاستجابة على أن الاستبيان كشف عن أن استجابة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية تواجه نقصاً حاداً في التمويل، والتي لم تتجاوز أكثر من 27% منذ بداية العام الحالي، مما يحد من قدرتها على تغطية كافة احتياجات النازحين.
وأكد الفريق أن تفاقم نقص الخدمات الصحية في المخيمات، يهدد بخطر تفشي الأمراض المعدية، وخاصة في أوساط الأطفال وكبار السن، وذلك بالتزامن مع محدودية الوصول إلى المياه النظيفة، حيث يشكل توفير المياه النظيفة والصرف الصحي أحد أكبر التحديات في المخيمات مع تزايد أعداد السكان في المخيمات.
وتحدث فريق منسقو الاستجابة عن ظروف السكن غير الملائمة، حيث يعيش العديد من النازحين في خيام متهالكة غير مجهزة بشكل كاف، وهو ما يعرض العائلات للمخاطر المناخية والأمراض، فضلاً عن عواقب نفسية وصحية سلبية بسبب الظروف غير الإنسانية.