أستراليا – جسور
تُشارك الباحثة الشابة، روث فاراجر Ruth Faragher، التي تبلغ من العمر 29 عامًا وتعيش بمتلازمة داون، في مشروع بحثي فريد يهدف إلى تحديد اللحظة التي تتحول فيها الحماية إلى قيد يُعطل استقلالية البالغين من ذوي الإعاقة الذهنية، ونجحت روث في خوض تجارب معيشية متعددة مثل السكن المشترك والعمل والسفر مع الأصدقاء، كما تؤمن بأهمية أن يتعلم الإنسان من أخطائه.
ويأتي هذا المشروع ، حسب ما نشرته ABC News الأسترالية، ضمن 15 مشروعًا بحثيًا بقيادة أشخاص من ذوي الإعاقة، تمولها الشراكة الوطنية للأبحاث في مجال الإعاقة (NDRP)، استجابة لتوصيات لجنة التحقيق الملكية التي أُعلنت عام 2023 بشأن الانتهاكات والعنف وسوء المعاملة التي يتعرض لها ذوو الإعاقة في أستراليا.
البحث، الذي تقوده أستاذة التعليم الشامل بجامعة كوينزلاند، البروفيسورة روندا فاراجر Rhonda Faragher، وهي والدة روث، يهدف إلى إيجاد توازن بين الأمان ومنح الأفراد الفرصة للنمو وتعلم الاستقلال.
تقول روندا إن الإفراط في الحماية قد يمنع الأشخاص من خوض تجارب ضرورية لتكوين ذواتهم، والهدف الأساسي، كما توضح، هو إرشاد مقدمي الرعاية والعاملين بنظام الدعم الوطني للإعاقة (NDIS) إلى متى ينبغي التدخل ومتى يجب السماح بالاعتماد على النفس.
اعتمدت المرحلة الأولى من المشروع على توظيف وتدريب أشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية كمساعدين بحثيين شاركوا في تصميم مقترح المشروع، في خطوة تؤكد أهمية إشراك أصحاب الخبرة الحقيقية في مسارات التغيير.
تقول ماري سايرز Mary Sayers، المديرة التنفيذية لشراكة الأبحاث، إن اختيار موضوع الأمان كان نتيجة مباشرة لما كشفته لجنة التحقيق من عنف وإهمال ممنهج، موضحة أن الأبحاث الحالية تمثل بداية مسار جديد تُقاد فيه الحلول من قِبل أصحاب التجربة الحقيقية.
ستتناول المشروعات الأخرى الممولة قضايا مثل العنف الأسري تجاه عائلات ذوي الإعاقة، وفحص مدى سلامة العيش في البيوت الجماعية، ومن المتوقع أن تستمر المشروعات ما بين ستة وعشرة أشهر، بالتعاون مع الجامعات والمجتمعات الأصلية والمنظمات الداعمة لذوي الإعاقة والثقافات المتعددة.
أكد داريل ستيف، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “داون سيندروم أستراليا” ورئيس اللجنة الاستشارية للمشروع، أن التقدم في تنفيذ توصيات لجنة التحقيق لا يزال محدودًا، بالرغم من فداحة الشهادات التي استمعت إليها اللجنة.
وفي النهاية، يُنتظر أن تسهم هذه الأبحاث في تطوير سياسات أكثر عدالة وواقعية، بحيث توازن بين دعم الأشخاص ذوي الإعاقة واحترام حقهم في خوض الحياة بكل ما تحمله من احتمالات.