Skip to content

بول هنت.. مؤسس”اتحاد المعاقين جسديًا ضد العزل”وملهم التغيير ببريطانيا

بول هنت.. مؤسس”اتحاد المعاقين جسديًا ضد العزل”وملهم التغيير ببريطانيا

المحرر: فاطمة الزهراء بدوي - وكالات

توفي في مثل هذا اليوم، 12 يوليو، بول هنت، أحد أبرز مؤسسي حركة حقوق ذوي الإعاقة في بريطانيا، ترك إرثًا فكريًا ونضاليًا لا يزال يُلهم المدافعين عن العدالة الاجتماعية حتى اليوم، وعاش تجربة مؤلمة داخل مؤسسات الرعاية؛ لكنها تحولت إلى وقود لتغيير واقع آلاف الأشخاص ذوي الإعاقات في المملكة المتحدة.

في سن التاسعة عشر، انتقل بول إلى دار رعاية تُدعى “لي كورت” Le Court، وهي أول مؤسسة أسسها ليونارد تشيشاير للأشخاص ذوي الإعاقة، وداخل هذا المكان، اصطدم هنت بجدران من القواعد الجامدة والعلاقات غير المتكافئة بين المقيمين والموظفين.

وبدلاً من الاستسلام، انخرط مع مجموعة من زملائه في نضال داخلي لإثبات حقهم في تقرير مصيرهم اليومي، من الطعام إلى النشاطات الشخصية، فأسسوا مجلة داخلية كانت منبرًا لتوثيق التحديات ومشاركة قصص التمرد السلمي.

بول هنت في لقاء تلفزيوني

تجربته في “لي كورت” دفعته للتفكير بشكل أوسع حول موقع ذوي الإعاقة داخل المجتمع، والتمييز الذي يلاحقهم، والحاجة الماسة لإعادة صياغة العلاقة بين الفرد والدولة.. هذه الأسئلة كانت نواة مشروعه الأهم، وهو تحرير كتاب جماعي صدر عام 1966 بعنوان “الوصمة: تجربة الإعاقة”، جمع فيه مقالات لعدد من الكتاب ذوي الإعاقة، كاشفًا عن ملامح ما سُمّي لاحقًا بـ”حركة التحرر الجديدة”.

في الستينيات، انضم إلى مجموعة الضغط المعروفة باسم “جمعية الدخل للمعاقين”، والتي قادها ذوو الإعاقة أنفسهم وطالبت بإدخال دعم مالي شامل للأشخاص غير القادرين على العمل، هذه الخطوة كانت جريئة في سياق ما قبل قانون المساواة، وكانت تعكس وعيًا متقدّمًا بدور الدولة ومسؤولياتها الاجتماعية.

جاء التحول الحاسم في مسيرته في سبتمبر 1972، حين نشر رسالة في صحيفة “الجارديان”، دعا فيها ذوي الإعاقة لتشكيل تنظيم مستقل يواجه التمييز بشكل مباشر؛ وتجاوب العديد مع الدعوة، وأسفر ذلك عن تأسيس “اتحاد المعاقين جسديًا ضد العزل”، المعروف اختصارًا بـ UPIAS، بالشراكة مع الناشط فيك فينكلستاين، وصاغ هذا الاتحاد ما أصبح لاحقًا النموذج الاجتماعي للإعاقة، الذي يحمّل المجتمع مسؤولية الحواجز التي تعيق ذوي الإعاقة، وليس الإعاقة ذاتها.

رغم رحيل بول هنت في عام 1979، وهو في الثانية والأربعين من عمره، فإن أفكاره صارت مرجعية أساسية في العمل الحقوقي حول العالم، وإرثه تجاوز المؤسسات البريطانية، ليصل إلى كل من يناضل من أجل إزالة الحواجز الاجتماعية والثقافية أمام الأشخاص ذوي الإعاقة.

رحلة بول كانت قصيرة زمنيًا، لكنها غيّرت مسار التاريخ الحقوقي لذوي الإعاقة، وأسست لحركات تطالب بالمساواة، والاندماج، والكرامة الإنسانية.

المقالة السابقة
وزارة العمل المصرية تعلن نشرة وظائف جديدة لذوي الإعاقة
المقالة التالية
مأساة أم أمريكية رزقت بـ 3 توائم من ذوي الإعاقة ..والسبب تأخر العلاج