Skip to content

“صُنع في المتحف” معرض فني لأعمال ذوي الإعاقة بنيويورك

“صُنع في المتحف” معرض فني لأعمال ذوي الإعاقة بنيويورك

المحرر: سماح ممدوح حسن- نيويورك

أقيم فى نيويورك بالولايات المتحدة معرضٌ فنيٌ فريد بعنوان “صُنع في المتحف” بمتحفBuffalo AKG للفنون، ليمنح الجمهور فرصة لتأمل أعمال فنية لفنانين من ذوي الإعاقة وليسلط الضوء على نصف قرن من الجهود في جعل الفنون متاحة للجميع.

معرض دائم يروي قصصًا غير مرئية

يفتح المعرض أبوابه للجمهور مجانًا حتى 20 أكتوبر، ويتضمن أكثر من 400 عمل فني متنوع بين النسيج والفنون المختلطة والنحت، جميعها من تنفيذ فنانين محليين من ذوي الإعاقة، بعض هذه الأعمال أُنجز داخل المتحف ذاته ضمن برامج شراكة مع مؤسسات مجتمعية ما منح الفنانين فرصة للتفاعل المباشر مع المساحة الإبداعية للمتحف.

يقول الفنان بول تشاندلر أحد المشاركين في المعرض: “الهدف من هذا المعرض هو تعليم الناس أننا لسنا مجرد كائنات أو حالات طبية. الأشخاص ذوي الإعاقة هم بشر أولًا وقبل كل شيء ولديهم قدرات، فقط تختلف عن الآخرين.”

بالنسبة لتشاندلر فهذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها عمله داخل المتحف بعد مشاركات سابقة ضمن برنامج Starlight.

ويضيف بفخر:”أنا متحمس جدا. فهذا يُمثل نقطة تحول في مسيرتي الفنية.”

لا يقتصر المعرض على تقديم أعمال فنية بل يعكس أيضًا تاريخًا من الريادة في مجال إتاحة الفنون. ففي عام 1973 أطلق متحف AKG أول برنامج مخصص لإتاحة المعارض للأشخاص ذوي الإعاقة تحت عنوان ” Matter at Hand” وهو ما عُدّ في حينه خطوة سبّاقة. في وقت لم تكن فيه حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة قد تحولت إلى تشريعات وطنية واسعة.

جاء ذلك في وقتٍ شهدت فيه الولايات المتحدة تغييرات جذرية على صعيد السياسة العامة مع بداية إلغاء المؤسسات المغلقة للأشخاص ذوي الإعاقة والعمل أكثر على دمجهم في المجتمعات المحلية، وبالرغم من صدور قانون التأهيل الفيدرالي عام 1973 إلا أن الحماية الشاملة التي أتى بها قانون الأميركيين ذوي الإعاقة لم تصدر إلا بعد حوالي 20 عامًا وتحديدًا عام 1990.

كارين دوفال مديرة برامج الوصول والتعليم الفني بالمتحف تؤكد أنه من النادر وجود  متحفًا في الولايات المتحدة يمتلك برنامجًا متخصصًا في الإتاحة كجزء أساسي من قسم التعليم. وأن يُوظف طاقمًا خاص لهذا الغرض”.

يُظهر المعرض كيف استمرت هذه الرؤية على مدى خمسة عقود. ليس فقط من خلال البرامج بل عبر دعم الفنانين الذين يترجمون هذه الفلسفة إلى أعمال فنية ملموسة.

يقول تشاندلر:”معظم أعمالي مصنوعة يدويًا من الخرز والقلائد والغرز. وهي مصممة خصيصًا لتناسب الأشخاص الذين لديهم حساسيات حسية، أو من يعانون من ضعف البصر أو التوحد.”

وتابع:”لا يستطيع الجميع الرؤية. فبعض الناس يعتمدون على اللمس وهذا ما يجعل الفن الملموس مهمًا جدًا. فالأشخاص المصابون بطيف التوحد مثلًا، يتفاعلون بطرق مختلفة تمامًا. وكل شخص منهم فريد”.

تشاندلر لا يخجل من هويته بل يراها مصدر قوة. يقول: يمكنك أن تصفني كشخص من ذوي الإعاقة ولكني شخص صريح وفخور بما أنا عليه. أنا فخور بإني أعاني عُسر القراءة. ولو أردت رؤية هذا الفخر فأنظر إلى عملي فأنا أفتخر بما أستطيع عمله.

المعرض لا يقدّم أعمالًا فنية جميلة فحسب بل يفتح نافذة لفهم أعمق لتجربة الإعاقة من خلال الإبداع، إنه دعوة للمجتمع لرؤية ذوي الإعاقة ليس من منظور الحاجة بل من منظور القوة والتمكين والإنتاج الفني الرفيع.

المقالة السابقة
إعلان الفائزين بمسابقة فوازير “جسور” الليلة.. بث مباشر على تيك توك
المقالة التالية
جواز بمواصفات خاصة.. مبادرة جديدة لدعم الخريجين ذوي الإعاقة بسوق العمل