فريق ألماني من ذوي الإعاقات يشارك في الدوري البافاري الإقليمي لكرة القدم

فريق ألماني من ذوي الإعاقات يشارك في الدوري البافاري الإقليمي لكرة القدم

المحرر: سماح ممدوح حسن - ألمانيا

يتنافس فريق كرة قدم مكون من 12 لاعبًا من ذوي الإعاقات الذهنية والجسدية في بطولة الدوري البافاري الإقليمية، في مدينة كوبورج الألمانية الواقعة في بافاريا، هذا الفريق لا يمثل فقط منافسًا رياضيًا عاديًا بل هو نموذج حي للإرادة والتحدي والاندماج الاجتماعي.

وقد نشرت منصة DW الألمانية  تقريرا عن الفريق يتحدث فيه مدافع الفريق فرانك هيمان:”أنا ثاني أكبر شخص في النادي ووجودي هنا يعني كل شيء. نحن فريق والفريق إما يفوز معًا أو يخسر معًا”.

هيمان الذي يعاني من صعوبات تعلم والتواء في العنق والعمود الفقري ونوبات الصرع، يعمل في ورشة عمل تديرها الكنيسة، تُعنى بتوفير فرص عمل للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يقوم بصناعة أجزاء السيارات، ويواجه هيمان تحديات يومية في عمله خصوصًا عندما تتغير الإعدادات في الآلات حيث لا يستطيع قراءة الحروف والأرقام على لوحة التحكم.

على الجانب الآخر يوجد هانس صديق هيمان وزميله منذ عشر سنوات، واللذان يعيشان بشكل مستقل بفضل بيئة عملهما الداعمة، يقول هانس”لم أكن أستطع تحمل البقاء في المنزل والنظر إلى السقف طوال الوقت، كنت بحاجة إلى يوم روتيني منظم” هانس الذي حصل على شهادة الثانوية وبعض التدريبات الإضافية يعمل حاليًا في إدارة المصنع، ويقدم دعمًا في الإنتاج.

مضيفا:”أستطيع العمل في المكتب وهو عملي الأساسي، لكن عندما يحتاج العمل إلى عامل إضافي، أساعدهم من وقت لآخر”، ويُظهر التعاون بين الموظفين التخصصيين وكيفية تكييف بيئة العمل مع احتياجات ذوي الإعاقة. فعندما يرغب هيمان في العمل على مهام جديدة يساعده فريق الإنتاج بضبط المعدات وتوجيهه خطوة بخطوة، ويكسب هيمان 700 يورو شهريًا مع إمكانية زيادة الدخل بحسب الإنتاجية، ويتوقع أن يحصل على معاش تقاعدي بعد 20 عامًا.

مدير العمل يشير إلى أن الهدف ليس الربح فقط بل توفير بيئة عمل آمنة ومناسبة، حيث تُلزم القوانين الألمانية أصحاب الأعمال الذين لديهم أكثر من 20 موظفًا بتوظيف نسبة معينة من ذوي الإعاقة مع دفع تعويضات في حال عدم تحقيق ذلك. ومع ذلك، توفر العديد من الشركات الألمانية فرص عمل حقيقية ومناسبة لهذه الفئة ما يعود بالنفع على الجميع.

وتعبر الموظفة أندريا عن شعورها بالراحة والرضا قائلة: “أشعر بالراحة وأنا أعمل هنا وأستمتع بهذا العمل ولا أريد العمل فى مكان آخر.”

تقدم ورش العمل هذه نموذجًا ناجحًا في دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل كما يمتد هذا الدمج إلى مجال الرياضة، حيث حصد فريق فرانك هيمان لقب البطولة الإقليمية لكرة القدم الخاصة بذوي الإعاقة، مما يعكس أهمية الرياضة كوسيلة للتواصل والتأكيد على القدرات والحقوق.

هذا النجاح الرياضي والاجتماعي هو رسالة قوية بأن الإعاقة ليست نهاية الطريق بل بداية جديدة للتحدي والإصرار على المشاركة الفاعلة في المجتمع.

المقالة السابقة
مطالبات بمنح ذوي الإعاقة في أيرلندا الشمالية بطاقات سفر مجانية
المقالة التالية
تسول مُنظم.. عصابات تستغل ذوي الإعاقة في شوارع كينيا