في غرفة ضيقة بمستشفى الخدمة العامة شمال غزة يرقد الطفل محمود يوسف صلح الحويطي، البالغ من العمر 13عامًا، بين الأجهزة الطبية، عاجزًا عن تحريك نصف جسده الأيسر، بعد أن أصابته شظايا صاروخ إسرائيلي، استهدف منزل عائلته الملاصق لمستشفى الأهلي المعمداني يوم الأربعاء الماضي.
الصاروخ الإسرائيلي لم يترك فقط إصابة خطيرة في جسد محمود، ولكن حوله إلى طفل يتيم الأم في لحظات، إذ استشهدت والدته في الإنفجار وأيضا وشقيقته ذات الثلاث سنوات على الفور.
يحكى السيد يوسف والد محمود لـ جسور تفاصيل عن يوم سقوط الصاروخ الذي استهدف أسرته:”ابني البكر محمود أصيب إصابة بالغة، إذ استقرت إحدى الشظايا في رقبته بين الفقرة الثالثة والرابعة قريبة جدًا من النخاع الشوكي، وفقد قدرته الكاملة على الحركة في يده اليسرى”.
إصابات معقدة وألم دائم
التقرير الطبي لحالة محمود تؤكد أنه تعرض لإصابة شديدة في العنق أثّرت على الأطراف العلوية والسفلية من الناحية اليسرى، كما أصابت الشظايا رئته اليسرى وتسببت في نزيف داخلي دفع الأطباء إلى تركيب أنبوب خارجي لتصريف الدم. مضيفا: “ابني الآن طريح الفراش يتألم بشدة ولا يجد ما يخفف عنه”.
عجز طبي ونقص في المستلزمات
ورغم محاولات الطاقم الطبي، إلا أن ضعف الإمكانات يحول دون تقديم الرعاية اللازمة.
يقول والد محمود: “أبسط العلاجات مثل الأكامول والمسكنات والمضادات الحيوية غير متوفرة، وإن وجدت فهي نادرة أو منتهية الصلاحية، وحتى الحاجات الأساسية مثل الحليب والبيض التي يحتاجها الطفل غير موجودة”.
ويؤكد الأب المكلوم أن ابنه لم يتمكن من الخروج ضمن الدفعة الأخيرة من الأطفال الذين نُقلوا للعلاج في الخارج بسبب حداثة إصابته وتعقيدات إجراءات السفر، إذ لم يحصلوا بعد على “نموذج رقم 1” اللازم للتحويلات الطبية إلى خارج غزة.
نداء عاجل
والد محمود يطالب بإنقاذ نجله من الموت، ومساعدته بشكل عاجل، مناشدا منظمة الصحة العالمية ومؤسسات حقوق الطفل والجهات المعنية أن تخرجه من قطاع غزة للعلاج في الخارج، كي يعيش حياة كريمة مثل باقي أطفال العالم، مضيفا ” لا أريد أن أفقده كما فقدت زوجتي وطفلتي الشهيدتين، الوقت ينفذ ولا نملك أي إمكانيات”.