Skip to content

أستراليا تخفض ميزانية علاج الأطفال ذوي الإعاقة في المناطق النائية

أستراليا – جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

أعلنت الوكالة الوطنية للتأمين ضد الإعاقة، في أستراليا (NDIA) عن تخفيض مخصصات السفر لأخصائيي العلاج الطبيعي، العاملين مع الأطفال ذوي الإعاقة في المناطق الإقليمية والنائية، بدءًا من يوليو المقبل، وفقًا لما نشرته شبكة ABC News Australia. وهو ما أثار قلق أسر كثيرة.

يتضمن القرار فرض سقف للبدلات المخصصة لتنقل مقدمي الخدمة خارج العيادات، في محاولة لخفض “المطالبات المفرطة”، حسبما صرحت NDIA، مؤكدة أنه إجراء تنظيمي لتشجيع الكفاءة التشغيلية. غير أن العديد من العائلات ومقدمي الرعاية يرون في هذه الخطوة خطرًا مباشرًا على حصول أطفالهم على الرعاية المتخصصة في بيئاتهم اليومية.

من بين هذه العائلات، برسيلا هايلي، التي انتقلت من منطقة ريفية في كوينزلاند إلى مدينة داروين لتأمين جلسات مباشرة لابنتها ستيفاني، المصابة بشلل دماغي رباعي الأطراف. وقالت الأم، في تصريحات لـABC، إن ابنتها تحتاج إلى وجود الأخصائية داخل الحضانة لتقييم حالتها، وتوفير الأجهزة المناسبة لحركتها، مضيفة: “لو كنت أعلم أن هذه الخدمات ستُقطع، لربما بقيت في منزلي وأكملت عبر الإنترنت”.

حذرت جمعية العلاج الطبيعي الأسترالية من أن التخفيضات ستؤثر بشكل غير متناسب على المشاركين في برنامج NDIS من سكان المناطق البعيدة، حيث يصعب وصولهم إلى العيادات. وصرحت هيذر مالكوم، رئيسة فرع الجمعية في الإقليم الشمالي: “كثير من مقدمي الخدمات لن يستطيعوا السفر، مما سيجبر العائلات على الانتقال للمدن أو دفع تكاليف إضافية”.

بدورها، عبرت مادي إيفانز عن قلقها على مستقبل ابنها أوسكار، المصاب بمتلازمة وراثية نادرة. مؤكدة أن جلسات العلاج الطبيعي ساعدته على تطوير مهاراته الحركية والتواصلية، رغم كونه غير ناطق. وأضافت أن محاولة دمجه في جلسات علاج جماعية فشلت سابقًا، مشيرة إلى أن التخفيضات الجديدة قد تعني تراجعًا في مستوى الرعاية.

وبحسب ABC News، ستشهد الولايات مثل الإقليم الشمالي، وتسمانيا، وجنوب وغرب أستراليا، خفضًا قدره 40 دولارًا في الساعة في تعريفة العلاج الطبيعي، بينما سينخفض السعر بـ10 دولارات في باقي الولايات.

إميلي جوردان، أخصائية علاج طبيعي تدير عيادة متنقلة تزور مجتمعات السكان الأصليين، قالت إن “السفر في الإقليم الشمالي ليس ترفًا، بل ضرورة تُخطط لأسابيع.”. مضيفة أن التغييرات الجديدة ستجعل من الصعب الحفاظ على العلاقة العلاجية الممتدة التي بنيناها مع الأطفال.

ورغم تأكيد NDIA أن هذه التغييرات جاءت استجابة لملاحظات المشاركين، شددت جمعية العلاج الطبيعي على أن الأثر طويل المدى سيتحول من عبء على ميزانية التأمين إلى عبء على القطاع الصحي العام. وأوضحت مالكوم أن غياب الدعم المبكر قد يؤدي إلى ازدياد الحالات التي تحتاج تدخلًا عاجلًا في المستشفيات.

الجمعية طالبت الحكومة الفيدرالية بوقف تنفيذ القرار، محذرة من عواقب اجتماعية وصحية ومالية لا يمكن احتواؤها لاحقًا.