أكدت السيدة إلهام الفارس، وهي أم لأبناء من ذوي الإعاقة، أهمية مرحلة ما بعد التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة، والتي تبدأ من عمر 21 عامًا، مشيرة إلى أن هذه المرحلة تمثل محطة حيوية لصقل الشخصية، وتقوية المهارات، وتحقيق الاندماج في المجتمع.
وفي لقاء تلفزيوني عبر برنامج «مساء الخير يا كويت» على قناة الكويت، دعت الفارس أولياء أمور ذوي الإعاقة إلى البحث عن مراكز تأهيل مناسبة لأبنائهم بعد التخرج، بهدف تنشيط ذاكرتهم، واكتشاف هواياتهم، وتنمية مهاراتهم الفنية والرياضية، مثل الرسم والتمثيل والطبخ، بالإضافة إلى إشراكهم في الرحلات الترفيهية، لما لذلك من أثر إيجابي في إدماجهم بالمجتمع ومنحهم طاقة نفسية إيجابية.
وشددت الفارس على ضرورة وعي أولياء الأمور بأهمية هذه المراكز، والبدء في البحث عنها قبل تخرج الأبناء من المدارس، مع مراعاة أن تكون قريبة من المنزل لتجنب شعور الأبناء بالملل أو العصبية، ولتيسير تلبية احتياجاتهم اليومية، مثل دخول «الحمام»
وأضافت: «يجب أن تحتوي هذه المراكز على القليل من التعليم والكثير من الترفيه، لأن هذا هو المطلوب في هذه المرحلة العمرية»، مشيرة إلى أن «الكويت مليئة بالأماكن الترفيهية والثقافية التي يمكن لذوي الإعاقة زيارتها والاستفادة منها».
ولفتت الفارس إلى أن الأشخاص من ذوي الإعاقة يتمتعون بقدر عالٍ من الشفافية والصراحة في التعبير عن مشاعرهم، موضحة أن حبهم أو رفضهم لأي شخص أو مكان يكون ظاهرًا بشكل مباشر، وهو ما يتطلب من المجتمع والأسر وعيًا في التعامل معهم.
وفي سياق حديثها، انتقدت الفارس بعض أولياء الأمور الذين لا يُلحقون أبناءهم من ذوي الإعاقة بمراكز تأهيلية بعد التخرج، ووصفت هذا التصرف بأنه «حكم قاسٍ» على الأبناء. وسردت قصة حقيقية لشاب من ذوي الإعاقة لم يُلحقه والده بأي مركز بعد التخرج، ما أدى إلى بقائه في المنزل لفترات طويلة، وتعرضه للإهمال والفراغ، ودخوله في حالة من العدوانية والمشاكل النفسية، فضلًا عن اكتسابه الوزن الزائد بسبب قلة الحركة، وحرمانه من رؤية أصدقائه أو حتى الخروج إلى الهواء الطلق.
واختتمت الفارس حديثها بالقول: «نتمنى كأولياء أمور وجود مراكز تأهيلية في كل منطقة، سواء كانت تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية أو وزارة التربية والتعليم، حتى تكون قريبة من كل بيت».