في احتفالية «الأب القدوة 2025» التي نظمتها وزارة التضامن الاجتماعي بجمهورية مصر العربية بالتعاون مع مؤسسة العربي لتنمية المجتمع، برزت قصص إنسانية مؤثرة لآباء جسّدوا معنى التضحية والصبر، واستحقوا عن جدارة لقب «الأب القدوة لابن من ذوي الإعاقة»، كان من بينهما محمد أحمد عطية علي من محافظة الإسماعيلية، ورسمي فوزي عزيز بختان من محافظة البحر الأحمر.
محمد أحمد عطية.. حين تصنع الإرادة البصيرة
تبدأ حكاية الأب محمد عطية في الإسماعيلية، عندما اكتشف ولادة نجله الثاني أنه فاقدا للبصر، لكن تلك اللحظة لم تكن نهاية حلمه بل بدايته، آمن أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، فألحق ابنه بمدارس النور والأمل للمكفوفين، وظل إلى جواره خطوة بخطوة، يشجعه ويؤكد له أنه يثق بقدراته.
تفوّق الابن دراسيًا، وبرزت موهبته في العزف على آلة السمسمية، ليصبح أحد أشهر العازفين في محافظة الإسماعيلية، لم يتوقف دعم الأب عند حدود التعليم، بل شجّع ابنه على ممارسة أنشطة متعددة مثل إلقاء الشعر ورياضة الكاراتيه، إيمانًا بأن الطاقة الإيجابية تصنع التميز.
ومع مرور السنوات، أثمرت جهوده حين حصل الابن على منحة دراسية بجامعة الجلالة لدراسة التجارة، ليصبح مثالًا للإرادة والإبداع رغم التحديات.

رسمي فوزي عزيز.. صبر لا ينكسر
أما الأب رسمي فوزي عزيز بختان من محافظة البحر الأحمر، فقصته تلخص معنى الثبات أمام الألم. تعرض هو وابنه لحادث أليم تسبب في إصابة الابن بشلل رباعي وضمور في الإدراك الحسي، كما أفقده القدرة على الكلام والسمع والحركة.
لم يتوقف الألم عند ذلك الحد، إذ أصيبت إحدى بناته بإعاقة ذهنية نتيجة علاج خاطئ، ورغم هذه الظروف القاسية، وقف الأب وزوجته كجدار من الصبر والإصرار، لم يستسلما لليأس، بل واصلا رعاية الأبناء الأربعة بحب وإيمان.
بجهودهما وتضحياتهما، تخرّجت الابنة الكبرى في كلية الآداب والتربية، ونالت الثانية بكالوريوس صيدلة، فيما التحقت الثالثة بالمدرسة الفكرية، لتبقى الأسرة كلها شاهدة على انتصار الإرادة على الإعاقة.

قدوة في الإنسانية
قصتا عطية وعزيز ليستا مجرد حكايتين عائلتين، بل رسالتان من الأمل والرحمة، تؤكدان أن الأبوة ليست فقط رعاية مادية، بل إيمان، وتفانٍ، وعطاء بلا حدود. إنهما مثالان حيان لآباء حوّلوا الألم إلى طاقة، والإعاقة إلى إنجاز، فاستحقا أن يُكرَّما كـ”آباء قدوة” يضيئون طريق الآخرين بالأمل.


.png)

















































