تعيش أسرة الطفلة «سيلا» ذات الاثني عشر عامًا، وهي من ذوي الإعاقة، حالة من الحزن العميق والذهول بعد أن فوجئت بدفن جثمان ابنتهم في السعودية قبل الموعد المحدد، ومن دون حضور أي من ذويها، في واقعة صادمة أثارت استياء واسعًا وتدخُّلًا عاجلًا من وزارة الصحة وأمير منطقة القصيم.
وحسب موقع «سبق» السعودي، فإن الطفلة «سيلا» كانت منومة في مركز التأهيل الشامل بمنطقة القصيم نتيجة معاناتها من ضمور جسدي، قبل أن تتدهور حالتها الصحية ويتم نقلها إلى مستشفى الرس العام، حيث توفيت صباح يوم السبت الماضي.
ووفقًا لرواية أسرتها، فقد تم إنهاء كافة الإجراءات النظامية المتعلقة بالوفاة داخل المستشفى، وتم التنسيق مع مغسلة الموتى على أن يكون موعد الدفن عصر الأحد، بعد وصول أقارب الأسرة من خارج المنطقة للمشاركة في توديعها، إلا أن العائلة عند وصولها إلى المغسلة تفاجأت بأن الجثمان قد تم دفنه بالفعل السبت دون إبلاغهم أو التنسيق معهم.
المفاجأة الأكبر كانت عندما دخل أفراد الأسرة إلى المغسلة للتأكد من الجثمان المتبقي، حيث اكتشفوا أنه يعود لشاب يبلغ من العمر 19 عامًا، وليس لابنتهم «سيلا»، مؤكدين أن الطفلة كانت تعاني من إعاقة وضمور جسدي ظاهر لا يمكن الخلط بينها وبين أي جثمان آخر، كما أشاروا إلى أن القبر الذي وُريت فيه الطفلة لاحقًا مخصص عادةً للكبار، ما زاد من دهشتهم واستيائهم من الخطأ الجسيم الذي وقع في إجراءات التسليم والدفن.
وزارة الصحة أبلغت الأسرة بنتائج التحقيقات التي أجرتها لجنة مختصة، والتي خلصت إلى معاقبة الموظف المسؤول بخصم ثلاثة أيام من راتبه، ونقله إلى إدارة أخرى داخل المستشفى، وهو إجراء اعتبرته الأسرة غير كافٍ ولا يتناسب مع حجم الخطأ الذي حرمهم من وداع ابنتهم الوداع الأخير.
من جهته، وجّه صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز، أمير منطقة القصيم، بتشكيل لجنة عاجلة للوقوف على تفاصيل الحادثة والتحقق من الإجراءات المتبعة في تسليم جثمان الطفلة بالخطأ داخل مستشفى محافظة الرس، مع رفع نتائج التحقيق بشكل فوري.، كما شدد سموه على ضرورة محاسبة كل من ثبت تقصيره، مؤكدًا على أهمية تطبيق أعلى معايير الدقة والمسؤولية في التعامل مع الحالات الطبية والإدارية، خاصة ما يتعلق بحقوق المرضى من ذوي الإعاقة وذويهم.