روزا باركس تظل رمزًا عالميًا للنضال من أجل الحقوق المدنية في أمريكا. فمنذ رفضها التخلي عن مقعدها في حافلة مونتجومري، ألهمت الملايين من الناس في أمريكا والعالم للتمسك بحقوقهم.
وعلاوة على ذلك، لم يقتصر تأثيرها على الحقوق العرقية فقط، بل نهلت الحركة الحقوقية لذوي الإعاقة أيضًا من شجاعتها وصبرها ونضالها.
روزا باركس تلهم أصحاب الكراسي المتحركة
فعلى سبيل المثال، في شيكاغو عام 1984، وضع مجموعة من النشطاء الذين يستخدمون الكراسي المتحركة أنفسهم أمام الحافلات احتجاجًا على هيئة النقل في المدينة، التي قررت شراء أكثر من 350 حافلة جديدة. ومع ذلك، رفضت الهيئة تجهيز أي من هذه الحافلات بأجهزة رفع للكراسي المتحركة، مما أدى إلى عدم تمكن هؤلاء الناشطين من استخدام وسائل النقل العامة بشكل طبيعي.
وبذلك، يظهر أثر روزا باركس ليس فقط في الحركات الحقوقية العرقية، بل في تحفيز الحركات الأخرى للمطالبة بالعدالة والمساواة، بما في ذلك حقوق ذوي الإعاقة، مما يعكس أهمية شجاعتها وصبرها كمصدر إلهام دائم للمجتمعات حول العالم.

الحقوق المدنية لذوي الإعاقة مستوحاة من باركس
لقد استخدموا أسلوب العصيان المدني بطريقة مستوحاة من باركس، تمامًا كما فعلت في مونتجومري. وكتبوا على بطاقات أسمائهم: «اسمي روزا باركس». لتذكير الجميع بصلتهم بمثالها التاريخي.
بهذه الطريقة، أظهروا أن النضال من أجل الحقوق لا يقتصر على العرق أو اللون. بل يشمل أيضًا القدرة على التنقل والمشاركة في المجتمع بشكل كامل.
قالت أنيتا كاميرون، الناشطة في مجال حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة: «استلهمنا من روزا باركس ومن تكتيكات مارتن لوثر كينج وغاندي. نحن الذين نستخدم الكراسي المتحركة لم نتمكن حتى من الصعود إلى الحافلة. فكيف يمكن للآخرين أن يتجاهلوا حقوقنا؟»
رغم أن باركس لم تنضم إلى الاحتجاجات لاحقًا في ولاية ديترويت، إلا أن تأثيرها بقي حاضرًا في الحركة. لقد أظهرت للناشطين أنه يمكن تحدي القوانين والسياسات الجائرة بطريقة سلمية وفعالة.
هذا الإلهام ساعد على إطلاق سلسلة من الحملات القانونية والاحتجاجية في مختلف المدن الأمريكية.
تطور الحركة الحقوقية لذوي الاحتياجات الخاصة
بفضل هذه الجهود، شهدت الحركة الحقوقية لذوي الاحتياجات الخاصة تقدمًا ملموسًا. وأدت الاحتجاجات والمناصرة إلى زيادة الوعي بأهمية الوصول إلى وسائل النقل العامة.
ومع مرور السنوات، توجت هذه الجهود بسن قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة ADA. في عام 1990، ليضمن حقوق الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في كل مجالات الحياة، بما فيها التنقل.

بالإضافة إلى ذلك، ألهم إرث باركس حركات أخرى. مثل حركة حقوق LGBTQ+. فقد أظهرت لهم أن النضال من أجل المساواة ممكن إذا واصل الناس العمل معًا بإصرار.
كما أوضح أليكس إليجودين، مؤسس منظمة Wheeling Forward وقال «إرث روزا باركس يثبت أن النضال من أجل الحقوق ممكن في كل المجالات. سواء كانت الحقوق العرقية أو حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة أو حقوق الأقليات الأخرى. الإيمان والعمل يؤتيان ثمارهما»
في النهاية، يوضح إرث روزا باركس أن المقاومة السلمية والإصرار يمكن أن يغيرا العالم. كما يذكرنا بأن الحقوق لا تُمنح، بل تُنتزع من خلال العمل الجماعي، والشجاعة، والمثابرة.


.png)

















































