لا تزال طبول الحرب تدوي في السودان الشقيق، في صراع يدفع ضريبته الأبرياء من المدنيين أرواحهم، وإن نجوا من الموت، تحولهم شظايا المدافع وطلقات الرصاص إلى معاقين، لا يستطيعون الحركة بسبب فقد السمع أو البصر، أو أحد الأطراف، أو حتى جميعها.
خبر سار أن تقرر الجهات الحكومية إعادة تشغيل أحد المصانع المتوقفة عن العمل، لكنه خبر حزين أيضًا، لأن الأسباب الحقيقية وراء إعادة تشغيل مصنع للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية هو تزايد أعداد مصابي الحرب وذوي الإعاقات الحركية.
الخبر الذي بثته وكالة الأنباء السودانية أمس السبت يقول: إن نائب والي ولاية كسلا السودانية ووزير التنمية الاجتماعية المكلف عمر عثمان آدم، وقعا مذكّرة تفاهم مع الفريق ركن عصام الدين سعيد كوكو المدير العام للهيئة العامة للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية للمعاقين، بهدف إعادة تنشيط مركز صناعة الأطراف الصناعية وتوفيرها للمحتاجين في الولاية، وفي عموم البلاد، وأن قرار إعادة التشغيل يأتى استجابة لتزايد أعداد ذوي الإعاقة ومصابي الحرب.
وجاء توقيع المذكرة بمقر وزارة التنمية الاجتماعية بحضور الجهات المعنية، في ظل تزايد أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية جراء تداعيات الحرب التي تشهدها المنطقة مما أبرز الحاجة الماسّة لتوفير الأطراف الصناعية وتقديم خدمات صحية متكاملة لهم.
وأكد نائب الوالي لوكالة الأنباء السودانية، حرص حكومة ولاية كسلا على تنفيذ بنود الاتفاقية والعمل على دعم مركز الأطراف الصناعية بشكل يضمن تقليل التكلفة على المستفيدين مع أهمية تيسير حصول ذوي الإعاقة على الأجهزة التعويضية اللازمة. كما أشاد بالجهود التي تبذلها الهيئة العامة للأطراف الصناعية وتعاونها مع المنظمات الدولية لضمان توفير المواد المستوردة للمركز.
من جانبه عبر المدير العام للهيئة عن تقديره للتعاون الكبير من حكومة الولاية، مؤكدًا أن المذكرة تمثل نقطة انطلاق لتعزيز الشراكة والتنسيق المشترك من أجل تحسين جودة الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة.
وكشف الفريق كوكو عن خطوات مهمة تشمل توحيد تحصيل الرسوم بين المركز الرئيسي والمراكز الولائية ووضع لائحة مالية واضحة لتنظيم عمليات الصرف وحقوق المراكز المختلفة، بالإضافة إلى تدريب وتأهيل الكوادر الفنية لضمان تقديم خدمات متميزة.
وأشار إلى بدء العمل في مركز كسلا بالتعاون مع الهيئة الدولية للصليب الأحمر التي تعد الشريك الأساسي في توفير المواد المستوردة، مما يسهم في رفع كفاءة المركز وتحسين تجربة المستفيدين.
هذه المبادرة تعكس التزام ولاية كسلا ووزارة التنمية الاجتماعية في توفير الدعم والرعاية اللازمة لذوي الإعاقة، وتؤكد على أهمية التنسيق بين الجهات المختلفة لتحقيق استجابة سريعة وفعالة لمتطلبات هذه الفئة.