الصحفي عمرو طبش.. عدسة غزاوية وثقت الحق في العلاج لمنع الإعاقة الدائمة

الصحفي عمرو طبش.. عدسة غزاوية وثقت الحق في العلاج لمنع الإعاقة الدائمة

المحرر: محمود الغول - مصر
الصحفي عمرو طبش يصور إحدى الفتيات في غزة

الصحفي عمرو طبش في 24 أبريل 2025، نشر مقطع فيديو صادم التقطه للطفل أسامة كمال الرقب. طبش وصف الطفل بأنه «تحول إلى جلد وعظم»، مشيرا إلى أن السبب هو «سوء التغذية الحاد» والحصار.

هذه اللقطة الصادمة تجسد بدقة مهمة الصحفي عمرو طبش: «تسليط الضوء على معاناة الأطفال المرضى والمصابين» كأداة ضغط إنسانية. إن عمل الصحفي عمرو طبش يهدف مباشرة إلى «المساعدة في علاجهم» لإنقاذهم من المصير المزدوج.. إما الموت أو «الإعاقات المستديمة».

الصحفي عمرو طبش الشاهد في قلب العاصفة

الصحفي عمرو طبش مصور فوتوغرافي فلسطيني يبلغ من العمر 27 عاما. يعمل طبش كصحفي مستقل، مما يمنحه مرونة فريدة لتغطية القصص الإنسانية العميقة. تعد منصاته على وسائل التواصل الاجتماعي أدوات النشر الأساسية له. وفقا لمنصات توزيع المحتوى، يتم ترخيص محتواه بشكل متكرر وتستخدمه مؤسسات إخبارية دولية كبرى. إن عمل الصحفي عمرو طبش ليس مجرد وظيفة، بل هو مهمة محفوفة بمخاطر مميتة، وهو ما يجعله «عملا تضامنيا» بحد ذاته.

لقد دفع طبش ثمنا جسديا مباشرا لاستمراره في التوثيق، حيث تعرض لإصابتين. الأولى كانت في نوفمبر 2023 جراء انهيار حائط عليه. والثانية كانت في مايو 2025 خلال القصف العنيف الذي استهدف محيط المستشفى الأوروبي. إن استمراره في العمل بعد إصابات متكررة يوضح أن مهمته تتجاوز السلامة الشخصية. إن دافعه يزداد عمقا حين ندرك أن الأزمة تمس زملاءه، مثل الشهيد حسام المصري، الذي كان يبحث يائسا عن «العلاج في الخارج» لزوجته.

الصحفي عمرو طبش ومنهجية التوثيق

لفهم كيفية نجاح الصحفي عمرو طبش في «تسليط الضوء» الفعال، يجب تحليل منهجيته في التوثيق. إنه يبني قضيته بشكل هرمي، بدءا من الأسباب الجذرية وصولا إلى النتائج الكارثية. يبدأ طبش من الاحتياجات الأساسية، حيث وثق «كفاح الأطفال الفلسطينيين للحصول على وجبة طعام في رفح». هذا يضع الأساس البصري لفهم قضايا «سوء التغذية».

طالع: إجلاء 10 أطفال جرحى من غزة لتلقي العلاج في إيطاليا وتركيا وبلجيكا

تعتبر قضية الطفل أسامة الرقب المثال الأبرز على نجاح منهجية الصحفي عمرو طبش في تحقيق الهدف. ففي 24 أبريل 2025، نشر طبش الصور والفيديوهات الصادمة لأسامة، واصفا إياه بـ «هيكل عظمي» بسبب «سوء التغذية الحاد» والحصار. وفقا لتقارير COGAT (الرواية الإسرائيلية)، زعمت الرواية الإسرائيلية أن حالة أسامة ناتجة عن «مرض وراثي خطير».

إلا أنه بعد إجلاء الطفل للعلاج في إيطاليا، جاء الدليل القاطع. فقد أكد تقرير طبي صادر عن مستشفى فيرونا أن ادعاء الرواية الإسرائيلية كان «غير صحيح»، وأكد أن الطفل يعاني من «جوع شديد ونقص حاد في التغذية». إن هذا يثبت أن توثيق الصحفي عمرو طبش كان بمثابة «دليل إنساني» قاوم التضليل الإعلامي.

توضيح: COGAT هو الاسم المختصر لما يسمى بمكتب تنسيق الحكومة في المناطق. وهي التسمية الإسرائيلية الرسمية لوحدة في وزارة الحرب الإسرائيلية التي تشتغل بتنسيق الشؤون المدنية في «المناطق». والتي تقصد بها السلطات الإسرائيلية «الضفة الغربية وقطاع غزة».

منع الإعاقة المستديمة والأزمة الصامتة للأطفال المصابين

الحق في العلاج يواجه حقيقة مرعبة: غزة توشك أن تنتج جيلا كاملا من الأطفال ذوي الإعاقات الدائمة. وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية، وثقت إصابة أكثر من 12,000 طفل في غزة، بمعدل 70 طفلا تقريبا كل يوم. إن المأساة تكمن في أن العديد من هذه الإعاقات ليست حتمية بسبب الإصابة الأولية، بل هي نتيجة مباشرة لانهيار النظام الصحي. وفقا للدكتورة تانيا حاج حسن، فإن الإعاقات الحالية هي «عواقب لبتر كان يمكن منعه».

عمل الصحفي عمرو طبش هو محاولة لتوثيق عملية التحول إلى معاق. إنه يوثق اللحظة الحرجة التي تتحول فيها إصابة قابلة للعلاج إلى إعاقة دائمة بسبب نقص الموارد. فالصحفي وثق مثلا مصير الطفل عمرو الحمس، الذي أصيب بالشلل ولديه شظايا في الدماغ، وهو التجسيد الحي لـ «الإعاقة المستديمة» التي كان يمكن تجنبها.

عمرو طبش مع الطفل محمد سلوت الذي تم إجلائه إلى أحد المستشفيات في إيطاليا
عمرو طبش مع الطفل محمد سلوت الذي تم إجلائه إلى أحد المستشفيات في إيطاليا

 صندوق خاص بالإعاقة في غزة

أصبح الإخلاء الطبي هو الحل الوحيد لسببين: انهيار المنظومة الصحية، والحاجة للرعاية المتخصصة غير المتوفرة إطلاقا في القطاع. وفقا لتقديرات اليونيسف، انهار عدد الأطفال الذين كان يتم إجلاؤهم شهريا من 296 إلى 22 بعد إغلاق معبر رفح حينها، مما يعني أن قائمة الانتظار ستحتاج إلى «أكثر من سبع سنوات» لإخلائها. هذا البطء ليس مجرد تأخير، بل هو «حكم إعدام» فعلي.

إن عمل الصحفي عمرو طبش يحول حالة الطفل من «رقم في قائمة انتظار» بيروقراطية إلى «قضية إنسانية عالمية». إنه يطبق ضغطا عاما هائلا على صانعي القرار لكسر «العوائق البيروقراطية» وفتح البوابات للعلاج. الحق في العلاج هو ما تقاتل من أجله عدسة طبش.

حسب المعطيات السابقة، فإن عمل عمرو طبش يتجاوز تعريف الصحافة التقليدية. إنه يقع عند التقاطع الدقيق بين التوثيق الميداني، والنشاط الإنساني، والشهادة القانونية. خلال العامين الماضيين، أثبت طبش أن «تسليط الضوء» هو شكل حيوي وفعال من أشكال «العمل التضامني».

عدسته لا توثق فقط الأطفال الذين «أصيبوا بإعاقات»، بل هي تقاتل من أجل أولئك الذين هم «على وشك أن يصابوا بإعاقات مستديمة» بسبب نقص العلاج. إن مهمة الصحفي عمرو طبش هي كسر الصمت العالمي. فهو يرفع عدسته ليجبر العالم على التحرك.

المقالة السابقة
«كلمة على ورق».. كتاب يوثق معركة غسان جبرا مع الضمور العضلي في لبنان
المقالة التالية
الطفلة جنة تصارع مرضًا وراثيًا نادرًا وتحتاج للعلاج خارج غزة

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)