Skip to content

الفرعون الصغير مصطفى نوفل..  أول موديل مصري مصاب بمتلازمة داون

الفرعون الصغير مصطفى نوفل..  أول موديل مصري مصاب بمتلازمة داون

لا توجد تعليقات

القاهرة – جسور- شيماء اليوسف

استطاع الشاب المصري مصطفى نوفل، ابن محافظة الغربية، الواقعة وسط دلتا النيل، أن يحقق شهرة واسعة في مصر، وأن يضع اسمه بين النماذج الملهمة لذوي الإعاقة.

مصطفى نوفل، هو أول موديل من ذوي الإعاقة في مصر. خاض جلسة تصوير مبهرة حملت اسم “الفرعون المصري الصغير”، وحلم حياته أن يُصبح وجهًا عالميًا لعلامة تجارية كبيرة. لم يكن طريقه سهلًا، لكنه لم يستسلم، وتوج هذا المشوار بتكريم والدته كأم مثالية من رئاسة مجلس الوزراء والمجلس القومي لشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة.

الرئيس السيسي يستقبل مصطفي نوفل

لم تكن الطريق أمامه ممهدة، بل كانت مليئة بالعقبات والتحديات الاجتماعية والنفسية، لكنه لم يستسلم. صمد، وثابر، وقرر أن يكون كما يريد هو، لا كما يريد الآخرون. لم ينتظر أن يُمنح الفرصة، بل صنعها بيده، حتى أصبح نموذجًا يُحتذى به، وأيقونة من أيقونات الإرادة والنجاح. وقفت خلف هذا النجاح والدته، التي كرست كل جهدها لمساعدته في صناعة ذاته.

يحمل مصطفى نوفل، في رصيده مشاركات مشرفة في بطولات رياضية وفنية، وتكريمات عديدة من مسؤولين في الدولة، وصولًا إلى تكريمه من قبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

شارك في “ملتقى أولادنا الدولي” وحصد المركز الأول في لجنة تحكيم تضم ممثلين من 36 دولة عن فيلمه الوثائقي “لا للتنمر”، كما حصل على أوسكار مهرجان الإبداع الفني عن استعراضه لأغنية “تسلم الأيادي”. نال ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية في رياضات مختلفة كالتنس والوثب الطويل والجري، وتم تتويجه بلقب “أيقونة الغربية” في حملة “بنفكر لبكرة”. واليوم، يحلم مصطفى بأن يصبح أول عارض أزياء من أصحاب الهمم يتصدر براندًا عالميًا، لا كترند عابر، بل كمهنة تليق بتميّزه.

مصطفى نوفل موديل مصري من ذوي الإعاقة

ولكن… كيف بدأ الحلم؟ وكيف تحوّل التحدي إلى قصة حياة؟

تقول والدته في حديثها لمجلة “جسور” كل شيء بدأ في رمضان، عندما وُلد مصطفى بعملية قيصرية. فتحت عيني بعد الإفاقة من البنج، فوجدته نائمًا بجواري، وشعرت بشيء خارق؛ كأن ملاكًا يحلّق فوقنا، ممسكًا بعصا تتلألأ منها نجوم ذهبية سقطت علينا ثم اختفى. ظننتها هلاوس التخدير، لكنني الآن أدرك أنها كانت رسالة إلهية مبطنة بالرحمة.

تستكمل سردها قائلة: بمرور الدقائق، لاحظنا أن الطفل لا يبكي. دخل زوجي وقال بقلق: “نريد أن نطمئن عليه عند طبيب الأطفال.” وعدت إلى المنزل بدونه، فرحة بأمومتي الأولى، لكن الفرحة سرعان ما انقلبت صدمة. دخلت الغرفة فوجدت زوجي منهارًا بالبكاء، وقال لي: “مصطفى من الأطفال المنغوليين.” لم أفهم في البداية، وبدأت أبحث عن تفسير آخر، محاوِلةً إقناعه بأن عينيه فقط ضيقتان كعينيّ. لكن الحقيقة كانت أمامنا: مصطفى وُلد بمتلازمة داون.

تكريم الطفل مصطفي نوفل

لم يكن الطريق سهلاً، أمام رحلة التحدي التي مر بها مصطفى وأسرته، بل كان ملغمًا بالكلمات الجارحة والنظرات المشفقة، حتى من أقرب الناس. حتى أن كثيرون من المعارف نصحوا الأسر بإيداعه في دار رعاية بحجى عدم هدر طاقة والديه في طفل لا مستقبل له” ولكن الأم كان يتردد على ذاكرتها الملاك الذي كان يحرسه بعد ولادته، مما جعلها تشعر أن مصطفى لم يأتِ عبثًا، بل هو رسالة من الله؛ اختبار لقوتها وإيمان لتتشبث به.

رفضت الأم أن تتعامل معه على أنه طفل “ذو ظروف خاصة”، بل عاملته كأي طفل، له ما له وعليه ما عليه. علّمت مصطفى أن يكون مستقلًا، وأن يعتمد على نفسه. وتضيف: “اليوم، أمشي بجواره وأفخر به شابًا جميلًا، قوي الإرادة، واسع الطموح، مختلفًا في شكله لكنه مشابه لنا في إنسانيته وقدرته”.

توجه والدة مصطفى نوفل، سالة لكل أم رزقها الله بطفل مثل مصطفى كما تصف: لا تستمعي للمحبطين، حتى لو كانوا من أقرب الناس. ابنك ليس عبئًا، بل نعمة. وتحدّيك في إثبات وجوده هو الطريق لكشف من هم المعاقون حقًا؛ أولئك الذين أعاقت عقولهم فكرة الاختلاف.

المقالة السابقة
انطلاق فعاليات “يوم فخر التنوع العصبي” في ألمانيا غدًا بمشاركة 50 دولة
المقالة التالية
مراهقة أيرلندية تتحدى حكومة بلادها دفاعًا عن حقوق أطفال التوحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed