Skip to content

“القومي للبحوث”: 90% من الأمراض الوراثية في مصر بسبب زواج الأقارب

“القومي للبحوث”: 90% من الأمراض الوراثية في مصر بسبب زواج الأقارب

المحرر: سحر شيبة

مصر – جسور

يتكرّر مشهد زواج الأقارب، خصوصا في المجتمعات التي تغلب العادات والتقاليد، على  العلم، دون وعي أو  إدراك لحجم الكارثة الصحية المحتملة، والتي يكون ضحيتها أطفال أبرياء. فوراء كل قصة حب، أو مشروع زواج داخل الأسرة، قد يولد طفل يحمل مرضا وراثيا مزمنا، وإعاقات دائمة،  كان يمكن تجنّبها بقليل من الوعي.

المراكز البحثية تقرع ناقوس الخطر، والإحصاءات تتحدث عن واقع مؤلم، مفاده أن  زواج الأقارب يُنذر بمزيد من الأجيال المُعرّضة لخطر الإصابة بأمراض مثل التوحّد، الضمور العضلي، فقر الدم المنجلي، وبعض المتلازمات العصبية التي قد تؤدّي إلى إعاقات دائمة.

الإعاقات الوراثية ثمنٌ باهظ يدفعه الأطفال 

في ظل هذا الواقع الخطير، يُطرح تساؤل مُلِحّ: هل أصبحت هذه العادة الاجتماعية سببًا خفيًا لتوارث الإعاقة؟ وما مدى إدراك المجتمعات العربية للمخاطر الصحية المُترتّبة على استمرارها؟ وهل تكفي الفحوصات الطبية قبل الزواج للحدّ من هذه الكارثة؟

تُجيب الدكتورة إكرام فطين، أستاذ الوراثة البايوكيميائية بالمركز القومي للبحوث المصرية على هذه التساؤلات قائلة: إنّ الأمراض الوراثية غالبًا ما تنتج عن صفات مُتنحية، لذلك ننصح دائمًا بتجنّب زواج الأقارب.

وتُضيف:خلال اكتشاف الأمراض في مركز تشخيص الأمراض الوراثية بالمركز القومي للبحوث، وجدنا أن نسبة تتراوح ما بين 88 إلى 90 بالمئة من الأمراض ناجمة بشكل رئيسي عن زواج الأقارب، مضيفةً أنّه يتسبّب في العديد من الأمراض الوراثية، خاصةً أنّ التحاليل التي يقوم بها المُقبلون على الزواج من الأقارب لا تشمل كل الأمراض، وتُغطّي فقط 20 بالمئة من هذه الأمراض.

وأضافت أنّ زواج الأقارب مسؤول عن أمراض كثيرة مثل مرض “غوشيه” ومرض “ميتا كروماتيك ليوكو ديستروفي” وغيرها، وأن هناك أمراض كثيرة نقوم بتشخيصها يوميًا في المركز القومي للبحوث بسبب زواج الأقارب، ومعظمها تكون بين الأطفال، وبعض الأعراض تظهر عند سنّ أكبر، بين 18 أو 20 عامًا، وبعضها يظهر عند سنّ 30 عامًا، لكن الأغلبية تظهر في سنّ الطفولة.

وفي السياق ذاته شدّدت الدكتورة غادة الحسيني، مسؤول عيادة صِغَر حجم الرأس والصرع، بالمركز، على ضرورة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية، خاصة في الأمراض العصبية والأمراض الخاصة بالمخّ والحالة الذهنية.

وقالت الحسيني إن العادات والتقاليد الخاطئة  في الصعيد والمناطق الريفية، هي سبب رئيسي لرفض الكشف عن الأمراض الوراثية، حيث يعتبرونه عارا تُوصم به العائلة، و يرفضون تمامًا الاعتراف بوجود مرض وراثي بالعائلة، ومن ثم بدء رحلة العلاج.

موضحةً أنّ السبب الآخر في انتشار الأمراض الوراثية هو زواج الأقارب، هذه العادة العربية التي لا يمكن التخلّص منها، ولكن يمكننا الوقاية من الأمراض الوراثية عن طريق عمل الفحوصات اللازمة قبل الزواج للطرفين، ومعرفة الصفات المُتنحية، حيث إنّ الأمراض الوراثية تختلف في انتقالها إلى الجنين، فهناك بعض الأمراض يستلزم أن يكون كلا الوالدين حاملَين للجين لينتقل المرض إلى الطفل، بينما تحدث أمراض أخرى في حال كان أحد الوالدين حاملًا للجين.

مضيفة  أنّ زواج الأقارب يتسبّب أحيانًا في ظهور أمراض وراثية مرتبطة بالأحماض العضوية والأمينية، والتي قد تزيد عن الحدّ مُسبّبةً أمراضًا، أشهرها مرض الفينايل ألانين (PKU)، وهو مرض يُسبّب الإعاقة الذهنية إذا لم يُكتشف في الأسبوع الأول من الولادة، وتغذيته بأنواع من الألبان المُخصّصة، فإنّ الطفل يتعرّض للإعاقة الذهنية، وهذا المرض هو السبب الرئيسي الذي دفعنا لإجراء المسح الوراثي للمواليد، لأنّ تشخيص المرض خلال الأسبوع الأول والالتزام بالألبان المخصصة، يمكننا من علاج الطفل حتى ينمو بشكل طبيعي، لأن كل أسبوع يتأخّر فيه العلاج يتراجع فيه معدل ذكاءه.

وأضافت الدكتورة غادة الحسيني أنّ رحلة تشخيص المرض الوراثي تمرّ بعدّة مراحل يقوم من خلالها الطبيب بالتعرّف على شجرة العائلة، والجين المسؤول عن المرض، ومن ثم التشخيص المناسب، موضحةً أنّ هناك العديد من الأمراض التي لم نصل فيها إلى تشخيص حتى الآن، وبالتالي فهي أمراض قيد البحث ولم تُكتشف بعد.

كما أوضحت أنه في حالة التأكّد من وجود مرض وراثي بالعائلة، يتمّ متابعة الأجنّة في حالة حدوث أي حمل مع أطباء الأمراض الوراثية.

المقالة السابقة
رجل من ذوي الإعاقة يطعم الحمام في القاهرة يلقى تفاعلًا عبر فيسبوك
المقالة التالية
دراسة:40% من المسنين ذوي الإعاقة بكوريا الجنوبية يعيشون بمفردهم