أعلنت وزيرة الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الكويتيه الدكتورة أمثال الحويلة، عن إطلاق مبادرة رقمية غير مسبوقة لتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الوصول الكامل والسهل إلى الخدمات الحكومية والمحتوى الرقمي، وذلك عبر أدوات وتطبيقات معزّزة بتقنيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع شركة مايكروسوفت العالمية.
وأكدت الحويلة في تصريحاتها لـموقع “الجريدة” الكويتي أن هذه المبادرة تأتي في إطار التوسّع في التحول الرقمي وبدعم مباشر ولا محدود من القيادة السياسية في الكويت، والتي أولت اهتمامًا واسعًا بكل ما يخص الأشخاص ذوي الإعاقة حرصًا على دمجهم الكامل في المجتمع وتيسير حياتهم اليومية.
وتهدف المبادرة إلى إتاحة المواقع والبوابات الإلكترونية الحكومية أمام الأشخاص ذوي الإعاقة عبر معايير شمولية عالمية، تشمل محتوى رقميًا قابلًا للتخصيص ودعمًا خاصًا لمجتمع الصم وضعاف السمع، من خلال إتاحة لغة الإشارة كوسيلة للتواصل الرقمي سواء بلغة الإشارة العامة أو باللهجة الكويتية الخاصة.
وتوفر المبادرة أكثر من 30 خاصية مساندة مصمّمة لتسهيل عملية التصفح والوصول للمعلومات والخدمات وتخدم طيفًا واسعًا من الإعاقات، مثل ضعف البصر وعمى الألوان وعسر القراءة واضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة (ADHD) والتعلّم الإدراكي والإعاقات الحركية والنوبات والصرع.
كما تتيح المبادرة توافقًا تقنيًا مع معايير الوصول الرقمية “WCAG” وتعمل على تحسين تجربة المستخدم من خلال أدوات دعم ذكية تشمل تكبير النصوص والتحكم في الألوان وتحويل النصوص إلى صوت وغيرها من المميزات التي تضمن تجربة تصفح مرنة وسهلة.
ومن أبرز الابتكارات التي تتضمنها المبادرة. تطوير تقنية تفاعلية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والترجمة الحية بلغة الإشارة عبر “أفاتار رقمي” متحرك يُعرض مباشرة إلى جانب النص أو داخل صفحة الخدمة لترجمة المحتوى إلى لغة الإشارة بشكل لحظي. ويدعم هذا النظام اللغة العربية بالكامل ويتيح مزامنة ذكية مع النصوص والمحتوى الصوتي، فضلًا عن إمكانية تخصيص تجربة المستخدم من حيث السرعة والحجم وطبيعة التفاعل، بما يتوافق مع الاحتياجات الفردية لكل مستخدم.
وأشارت الوزيرة فى تصريحاتها إلى أن المبادرة تشكّل ركيزة أساسية في جهود الكويت للارتقاء بمستوى تصنيفها في مؤشر الأمم المتحدة لتميّز الحكومة الإلكترونية “EGDI” عبر تعزيز الشمول الرقمي وإزالة الحواجز أمام الفئات التي كانت تواجه صعوبات في الوصول إلى الخدمات الرقمية.
واختتمت الحويلة تصريحها بالتأكيد على أن هذه المبادرة تمثل امتدادًا لالتزام الدولة بتمكين ذوي الإعاقة وتحقيق الدمج التام في مختلف القطاعات، قائلة: “نحن لا نكتفي بإطلاق الخدمات بل نضمن توافقها مع احتياجات الإنسان بمختلف قدراته. وهو ما تحقق اليوم بفضل دعم القيادة السياسية وحرصها على توفير حياة أكثر سهولة وكرامة لهذه الفئة المهمة في مجتمعنا”.