اليوم العالمي للإبصار.. 900 مليون شخص مهددون بالعمى وضعف البصر

اليوم العالمي للإبصار.. 900 مليون شخص مهددون بالعمى وضعف البصر

المحرر: ماهر أبو رماد
اليوم العالمي للإبصار

اليوم العالمي للإبصار، يحتفل به العالم في يوم الخميس الثاني من أكتوبر كل عام، كمحطة دولية للتوعية بحق الإنسان في الرؤية، وضرورة توفير خدمات رعاية العين للجميع، دون تمييز أو عوائق مالية، وسط تحذيرات من إصابة ملايين الأشخاص بضعف البصر الشديد والعمي لخلال السنوات القادمة.

الاحتفال باليوم العالمي للإبصار يمكن اعتباره خطوة استباقية لتقليل أعداد المكفوفين حول العالم وذوي الإعاقة البصرية بدرجاتها، ووالتأكيد على ان تقديم الرعاية والعلاج اللازمين لمن فقدوا البصر أو يعانون من مشكلات في الرؤية لم يعد رفاهية.

يشرف على تنظيم اليوم العالمي للإبصار الوكالة الدولية للوقاية من العمى (IAPB) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية (WHO)، إضافة إلى شبكة من الشركاء الدوليين، وتهدف المناسبة إلى تسليط الضوء على أهمية إدماج خدمات صحة العين ضمن الرعاية الصحية الأساسية، ودعم الخطط الوطنية للوقاية من العمى، خاصة في المجتمعات ذات الموارد المحدودة.

الواقع العالمي للرؤية: بيانات 2019

وفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية World Report on Vision الصادر في أكتوبر 2019، يعاني 2.2 مليار شخص حول العالم من أحد أشكال ضعف البصر، سواء من مسافات قريبة أو بعيدة، بينهم مليار حالة كان من الممكن انقاذه أو الوقاية منها أو لم تتلق العلاج المناسب.

الأطفال ضمن المهددون بضعف البصر أو فقدانه
الأطفال أيضًا مهددون بضعف البصر أو فقدانه

التقرير ذاته أشار إلى أن السببَين الأكثر شيوعًا للإصابة بالعمى وضعف البصر عالميًا هما، الأول الأخطاء الانكسارية غير المصححة، مثل قصر النظر وطول النظر، والثاني إعتام عدسة العين (Cataract)، الذي يمكن علاجه بسهولة عبر جراحة بسيطة، إلا أن الملايين لا يحصلون على فرصة لإجراء تلك العملية لأسباب كثيرة، أغلبها مادي.

رغم بساطة هذه الحلول، إلا أن فقط 36٪ من المرضى الذين يعانون من ضعف البصر بسبب الأخطاء الانكسارية تلقوا العلاج المناسب، و17٪ فقط من حالات إعتام عدسة العين حصلت على التدخل الجراحي، حسب تقرير WHOفي العام 2019.

كما قدّرت منظمة الصحة العالمية الخسائر الاقتصادية الناتجة عن ضعف البصر عالميًا بـ نحو 411 مليار دولار أمريكي سنويًا من حيث انخفاض الإنتاجية .

تحديث رقمي

في دراسة العبء العالمي للأمراض Global Burden of Disease – GBD 2020، والتي نشرت نتائجها في عام 2021، وشاركت فيها منظمة الصحة العالمية، جاءت الأرقام على النحو التالي:

–  43.3  مليون شخص مصابون بالعمى الكامل.

– 295.1  مليون يعانون من ضعف بصري متوسط إلى شديد.

– 257.8  مليون لديهم ضعف بصري خفيف.

– 510  ملايين يعانون من طول النظر الشيخوخي غير المصحح.

وتمثل هذه الأرقام أساسًا في تحليل حالة الإعاقة البصرية عالميًا، ووضعت مرجعية للحكومات والمنظمات المعنية بتطوير خطط تدخل فعالة في السنوات التالية.

العمى لدى الأطفال

منظمات دولية مثل اليونيسف والصحة العالمية أشارت في تقارير متعددة، آخرها عام 2020، إلى أن نحو 500,000 طفل يُصابون بالعمى سنويًا لأسباب يمكن الوقاية منها في معظم الأحيان، أبرزها: نقص فيتامين A.، واعتلال الشبكية لدى الأطفال الخدّج (ROP)والمياه البيضاء الخلقية، والحصبة والعدوى المبكرة.

اليوم العالمي للإبصار
تحذيرات من تزايد فاقدي البصر في السنوات القادمة

ووفقًا للبيانات، فإن أغلب هذه الحالات تقع في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تندر البنية التحتية الطبية اللازمة لتشخيص وعلاج أمراض العيون لدى حديثي الولادة.

تقرير 2022: تدنّي جودة العمليات الجراحية

في تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر عام 2022، تم التركيز على قضية التغطية الجراحية الفعالة لإعتام عدسة العين، إذ كشفت البيانات أن 43.8٪ من المرضى الذين خضعوا لجراحات المياه البيضاء لم يحصلوا على التحسّن المرجو في الرؤية بعد الجراحة.

التقرير أشار إلى أن السبب غالبًا يعود لغياب معايير الجودة في بعض الحملات الجراحية، لا سيما في البلدان النامية، وهي إشكالية نادت منظمات مثل “عين العالم” بمعالجتها منذ عام 2009 عبر تطوير معايير جودة في عمليات العيون الميدانية.

توقعات عام 2050

في دراسة بحثية نُشرت في أكتوبر 2023 في مجلة The Lancet وأشرف عليها البروفيسور روبرت بورن من جامعة أنجليا روسكين Anglia Ruskin University، وُضعت توقعات مقلقة لمستقبل ضعف البصر والعمى.

بناءً على تحليل أكثر من 500 دراسة دولية، توقعت الدراسة أنه إذا لم تُتخذ إجراءات جذرية، فإن عدد الأشخاص الذين سيعانون من ضعف بصر شديد أو عمى بحلول عام 2050 قد يبلغ 900 مليون إنسان.

وأشارت الدراسة إلى أنه رغم انخفاض معدل العمى المصحّح حسب العمر بنسبة 28.5% خلال 30 عامًا، إلا أن العدد الفعلي للمصابين ارتفع بنسبة 50.6% بسبب النمو السكاني وتقدّم الأعمار، في وقت لا تزال فيه العديد من الدول – بما فيها دول ذات دخل مرتفع مثل المملكة المتحدة – تفتقر إلى وجود مسوح رسمية شاملة لأمراض العيون.

تفاوتات جغرافية واجتماعية واضحة

توضح تقارير منظمة الصحة العالمية (2022) أن 90٪ من حالات ضعف البصر والعمى تُسجل في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث تُمثل تكلفة العلاج وبعد المرافق الصحية عائقًا رئيسيًا أمام الوصول إلى الرعاية الصحية المناسبة التى تجنب ضعف أو فقدان البصر.

أما من ناحية الفوارق بين الجنسين، فقد بيّنت بيانات IAPB لعام 2021 أن النساء أكثر عرضة لفقدان البصر بنسبة تصل إلى 55% مقارنة بالرجال، بسبب تحديات اجتماعية واقتصادية تعيق وصولهن إلى خدمات الفحص والعلاج.

حلول عملية وخطط استجابة

استنادًا إلى توصيات تقرير WHO لعام 2022، فإن الإجراءات التالية تمثل مفاتيح أساسية للحد من العمى القابل للتجنّب:

  • فحص البصر المدرسي وتوفير نظارات للطلبة في سن مبكرة.
  • توسيع تغطية جراحات الكتاراكت في المناطق الريفية وبأسعار مناسبة.
  • التشخيص المبكر للجلوكوما ومراقبة مرضى السكري لتجنب مضاعفات الشبكية.
  • تحسين رعاية الخدّج لتقليل حالات اعتلال الشبكية الخِدّجي.
  • تحسين جودة الجراحات وضمان تحقيق الأثر العلاجي الكامل.

اليوم العالمي للإبصار من التوعية إلى التأثير

في كل عام، تشهد الاحتفالات بـ اليوم العالمي للإبصار مشاركة مئات المنظمات والجهات الصحية الحكومية وغير الحكومية، حيث تنظم فعاليات متنوعة تشمل فحوصات مجانية للعيون في المدارس والعيادات المجتمعية، وحملات توزيع نظارات وعدسات على الفئات محدودة الدخل، وورش توعية ومحاضرات علمية عن أمراض العين والوقاية منها، إلى جانب تنظيم ندوات إعلامية لرفع الوعي بأهمية الفحص الدوري.

وتستغل بعض الدول المناسبة لإطلاق برامج وطنية لصحة العين، تدمج الرعاية البصرية ضمن أنظمة التأمين الصحي والخدمات الوقائية الأساسية.

الرؤية حق إنساني

اليوم العالمي للإبصار ليس مجرد تاريخ يتم الاحتفاء به سنويا على صفحات المواقع الإخبارية وشاشات الفضائيات، بل هو منصة مناصرة وصرخة دولية لوقف العمى القابل للتجنّب.

فيمكن لنظارة بسيطة، أو جراحة منخفضة الكلفة، أو فحص دوري للسكري، أن يُحدث فارقًا جذريًا في حياة الملايين، وإذا لم تُتخذ خطوات جدية الآن، فإننا قد نصل إلى عام 2050 بواقع يُعاني فيه ما يقارب مليار شخص من ضعف البصر أو العمى.

المقالة السابقة
الحويلة: الاهتمام بالصحة النفسية للأبناء استثمار في مستقبل الوطن
المقالة التالية
في يوم العصا البيضاء.. مصر تطلق مبادرة لتسهيل الخدمات لذوي الإعاقة البصرية

وسوم

أمثال الحويلة (403) إعلان عمان برلين (476) اتفاقية الإعاقة (617) الإعاقة (143) الاستدامة (1115) التحالف الدولي للإعاقة (1088) التشريعات الوطنية (860) التعاون العربي (530) التعليم (84) التعليم الدامج (66) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1109) التنمية المستدامة. (85) التوظيف (65) التوظيف الدامج (843) الدامج (57) الدمج الاجتماعي (646) الدمج المجتمعي (164) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (74) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (523) الكويت (87) المجتمع المدني (1092) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1084) تمكين (91) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (532) حقوق الإنسان (77) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (378) ذوو الإعاقة (158) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1049) ذوي الإعاقة (542) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (401) سياسات الدمج (1070) شركاء لتوظيفهم (392) قمة الدوحة 2025 (662) كود البناء (462) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (348) مجتمع شامل (1079) مدرب لغة الإشارة (648) مصر (94) منظمة الصحة العالمية (671)