لاقت تجربة مطار كانساس سيتي الدولي (MCI) في توفير خدمة إرشاد بصري مباشر وفوري للمسافرين المكفوفين أو ضعاف البصر، من خلال تطبيق Airaالذي أُطلق في أغسطس الماضي، نجاحًا وترحيبًا من الركاب ذوي الإعاقات البصرية، واعتُبر خطوة مبتكرة لتعزيز سهولة الوصول وتجربة السفر للجميع.
ولكن، هل هذه المبادرات والخطوات كافية لتمكين ذوي الإعاقة عامة من السفر بسهولة ويسر دون عوائق؟ وهل ستختفي حوادث منع بعض المعاقين من إكمال رحلاتهم؟.

كيف تعمل الخدمة
يربط التطبيق المستخدمين بمترجم بصري مدرب عبر البث المباشر من كاميرا الهاتف، يمكن للمسافرين طلب المساعدة في التنقل داخل المطار، تحديد بوابة الصعود، أو حتى العثور على وجبة خفيفة، الخدمة متاحة مجانيًا داخل حدود المطار، حيث يتم تفعيل الوصول إلى خدمة Aira المدفوعة دون أي تكلفة على المسافر، ويكون المترجمون متاحين على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
خلال عرض تجريبي، قام أحد وكلاء Aira، ويليام، بإرشاد الفريق إلى بوابة الصعود، وشرح لافتات المطار، وحدد انحدارات الأرض، حركة الركاب والمعالم القريبة، كل ذلك عبر كاميرا الهاتف، ما أظهر قدرة التطبيق على دعم المسافرين في الوقت الفعلي.
تعزيز الخدمات المتاحة
تأتي هذه الخطوة ضمن جهود المطار لتوفير بيئة أكثر سهولة وشمولية، إلى جانب ميزات أخرى مثل غرفة حسية للمسافرين الحساسين للمؤثرات الحسية، وطاولات تغيير بحجم البالغين، وبرنامج Sunflower Lanyard، الذي يتيح للمسافرين إظهار الحاجة لدعم إضافي أو صبر من الطاقم، ومحاكاة تجربة السفر الجوي في كانساس سيتي، لتدريب المسافرين قبل الرحلة على إجراءات الأمن والصعود للطائرة.
آراء المستخدمين والمسؤولين
قال جاستن ماير، نائب مدير الطيران في المدينة: «هذا التطبيق يساعد المسافرين ضعاف البصر على التنقل بثقة، ويضمن أن يتمكن جميع الركاب من تجربة سفر سلسة وآمنة».
أما بول ميمز، أحد المستخدمين المكفوفين للتطبيق منذ 2017، فقال: «التقنيات المساعدة تمنح الاستقلالية والاعتماد على النفس، وتمكنك من القيام بمجموعة واسعة من المهام بثقة».
وأوضح مسؤولو المطار أنهم يراقبون تجربة المستخدمين وتفاعلهم مع التطبيق، ويخططون لتوسيع أدوات الوصول وفقًا للاحتياجات المستقبلية لضمان بيئة سفر شاملة للجميع.
تجارب دولية مشابهة
تتسارع المطارات العالمية في تبني تقنيات مبتكرة لتوفير تجربة سفر سلسة وآمنة للمسافرين المكفوفين أو ضعاف البصر، مما يعكس التزامها بتعزيز الشمولية والتمكين.
في مطار فيوميتشينو في روما، تعاون مع تطبيق Be My Eyes لتوفير دعم مرئي مباشر للمسافرين المكفوفين، مما يسهل عليهم التنقل داخل المطار، قراءة لوحات المعلومات، والتفاعل مع الأكشاك الذاتية، ويعزز استقلاليتهم وثقتهم أثناء السفر.
أما في مطار سان أنطونيو الدولي، فقد تم تقديم خدمة Aira مجانًا للمسافرين المكفوفين أو ضعاف البصر، بالإضافة إلى برامج مثل Pups & Planes للتخفيف من القلق أثناء السفر، مما يساهم في خلق بيئة سفر مريحة وشاملة للجميع.

التحديات المستمرة
رغم التقدم الملحوظ، لا تزال حوادث منع بعض المسافرين ذوي الإعاقة من إكمال رحلاتهم تتكرر، مما يثير تساؤلات حول فعالية هذه المبادرات.
على سبيل المثال، في أغسطس 2025، تم ترك امرأتين مكفوفين في مطار نيو أورلينز بعد تأخير دام خمس ساعات، حيث تم إعادة حجز الركاب الآخرين دون إعلامهما، لتصبحا الوحيدتين على متن الرحلة الأصلية.
وفي حادثة أخرى، أُجبرت راكبة مقعدة على تسلق 17 درجة سلمًا بمفردها للوصول إلى الطائرة في مطار ياباني، بعد أن رفضت الشركة السماح لأصدقائها بمساعدتها، ما أثار انتقادات واسعة.
تسلط هذه الحوادث الضوء على عدة تحديات رئيسية، منها عدم كفاية التدريب والتوعية لدى الموظفين، مما يؤدي إلى سوء التعامل مع المسافرين ذوي الإعاقة، وعدم التواصل الفعّال بين شركات الطيران والمطارات، مما يسبب ارتباكًا في تقديم الخدمات، ونقص البنية التحتية المناسبة، مثل المصاعد والكراسي المتحركة، في بعض المطارات.
نحو حلول شاملة
على الرغم من وجود قوانين تحظر التمييز ضد ذوي الإعاقة، إلا أن تنفيذها يظل غير متسق، مما يترك المسافرين المكفوفين في مواجهة تحديات مستمرة.
لذلك، من الضروري أن تتبنى المطارات وشركات الطيران سياسات شاملة ومتكاملة، تشمل تدريب الموظفين، تحسين البنية التحتية، وتعزيز التواصل لضمان تجربة سفر آمنة ومريحة للمكفوفين، مع التركيز على التوسع في الخدمات الرقمية والتقنيات المساعدة لتغطية جميع مراحل الرحلة.