حلت السيدة حنان العنزي مؤسسة ومديرة شركة جسور العالمية ضيفة على قناة الإخبارية الكويتية، في لقاء خاص للحديث عن تجربتها الرائدة في مجال الدمج المجتمعي لذوي الإعاقة، من خلال مبادرات مبتكرة تجمع بين التوعية والتدريب والإعلام، والاحتفاء بالنجاح المتصاعد لمنصة “جسور“.
في بداية الفقرة عرض البرنامج تقريرا صوتيا عن أوضاع ذوي الإعاقة في الكويت وجهود الدولة من أجل تمكينهم وتحويل مصطلح الشمول إلى سلوك يمارس على أرض الواقع، وهذا نص التقرير “تضع دولة الكويت قضية تمكين ذوي الإعاقة في صدارة اهتماماتها لتعزيز رؤيتها التنموية “كويت جديدة 2035″ التي تسعى لتحويل البلاد إلى مركز مالي وعالمي، يقوم على الاستثمار في الإنسان وبناء رأس مال بشري، قادر على خدمة الوطن.
وجاء في التقرير” تبرز أهمية هذه الرؤية في كونها لا تقتصر على البنية التحتية أو الاقتصادية فحسب، بل تشمل أيضًا تعزيز العدالة الاجتماعية، وضمان تكافؤ الفرص لجميع فئات المجتمع، وقد خطت دولة الكويت خطوات مهمة في هذا المجال عبر إصدار القانون رقم 8 لسنة 2010 بإنشاء الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة وهي مؤسسة مستقلة تُعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفر لهم خدمات متعددة تشمل الرعاية الطبية والاجتماعية والتعليمية، إضافة إلى تسهيلات وظيفية وإعفاءات خاصة”.

وأضاف” كما يُلزم القانون الجهات الحكومية والقطاعين الخاص والنفطي بتخصيص نسبة 4% من الوظائف للأشخاص ذوي الإعاقة في إطار سياسة الدمج المجتمعي والاقتصادي، وعلى أرض الواقع، أطلقت دولة الكويت مبادرات نوعية أبرزها مشروع “شركاء لتوظيفهم” الذي جمع بين مؤسسات الدولة وجامعة الكويت، والقطاع الخاص، بهدف تدريب وتوظيف ذوي الإعاقة في مجالات متعددة، بما يتماشى مع التزامات دولة الكويت الدولية، ويترجم رؤية 2035 إلى ممارسات عملية”.
وهنا جاء الحديث عن “جسور” بشكل خاص، حيث قال التقرير”كما دخلت مؤسسات غير ربحية على خط الدعم، مثل منصة “جسور” التي تعمل كجسر يربط بين الأفراد والهيئات وتوفير برامج توعوية وتدريبية، وتنسق مع الجهات الرسمية كهيئة الرياضة والهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة لتوسيع دائرة الأنشطة والخدمات.
وأكد أن التجربة الكويتية في هذا المجال تؤكد أن تمكين ذوي الإعاقة ليس مجرد التزام قانوني أو مسؤولية اجتماعية، بل هو استثمار وطني يساهم في بناء مجتمع متكامل يشارك جميع أبنائه في خدمة الوطن وتحقيق طموحاته التنموية.
وأضاف، للحديث في هذا الشأن وأيضا استعراض نجاحات شركة جسور كمنصة إعلامية رائدة في الكويت والوطن العربي، تعنى بشؤون ذوي الإعاقة، تستضيف قناة الإخبارية الكويتية في برنامجها “بانوراما تنموية” السيدة حنان العنزي مؤسسة ومديرة منصة جسور العالمية غير الربحية، للحديث عن تجربتها الرائدة في مجال الدمج المجتمعي لذوي الإعاقة، من خلال مبادرات مبتكرة تجمع بين التوعية والتدريب والإعلام.
قالت العنزي إنّ الشرارة الأولى لبداية قصة جسور هي أنها كانت “حلمًا ورؤية وشغفًا” مدللة على ذلك بأنها تعمل في المجال الخيري منذ أكثر من 15 عامًا.
وأضافت:” تعاونا مع كل الجمعيات الخيرية والمبادرات في الكويت، فأنا تستهويني المشاريع التي تخدم الإنسان وحاجاته الضرورية الحياتية”.
وأكدت العنزي على حرصها على التواصل المباشر مع أسر ذوي الإعاقة، وقالت:”أنا حريصة جدًا على أن أجلس مع الأسر وأسمع منهم، وفعلنا دور الكشف الميداني عندنا في العمل الخيري في الكويت، فلما كنت أدخل إلى بعض الأسر، وكان لدي وقتها مشروع الأجهزة التعويضية لبعض الأسر المحتاجة لهذه الأجهزة، كنت أجلس معهم وأحاورهم، فالتَمَست أن عملية الدمج والتمكين ليست مفعّلة بالكامل”.
وأوضحت أن الكويت سباقة في تقديم الدعم المالي لفئة ذوي الإعاقة، سواء داخل الكويت او خارجها، لكن عدم التمكين الحقيقي، حسب رؤيتي ومعرفتي، سببه عائقين، الأول من الشخص نفسه بتخوّفه من المجتمع، والثاني من المجتمع بعدم تقبّل فكرة الاندماج الكامل.
وأضافت، كان عندي هدف أن أغيّر هذا النهج، وأن تكون الكويت سبّاقة في أن يكون الدمج حقيقيًا، وهذا ما وصلني ولمسته في كلمة صاحب السمو أمير البلاد، عسى الله يحفظه ويطيل في عمره، في أحد لقاءاته في النادي الكويتي للمعاقين، وبحكم عملي في القطاع الخيري كنت أحد المدعوين لهذا اللقاء، فأثناء الخطاب وجّه سمو أمير البلاد كلامه إلى المجتمع المدني، وطلب أن يكون هذا الدمج حقيقيًا، وهذا يدل على قربه من احتياجات الشعب واحتياجات ذوي الإعاقة.
وأكملت: لا أعرف كيف أشرح شعوري عن سماعي هذا الكلام، لكني شعرت أنه طلب من أب لابنته، فأخذت على عاتقي أن أعمل بكل طاقتي لتحقيق رؤية صاحب السمو أمير البلاد في هذا الصدد.
وأضافت، كلمة صاحب السمو أمير البلاد أشعر أنها التزام، وكأن والدي طلب مني شيئًا لا بد أن أحققه، فإذا والدك طلب منك شيء، لن تنفذيه إلا على أكمل وجه، لذا فكلمة صاحب السمو أمير البلاد هاجس بالنسبة لي أريد تنفيذه باسم الكويت إن شاء الله.
ومن خطاب أمير البلاد كانت الانطلاقة.
وقالت العنزي: “انطلقت في إنشاء جسور كمؤسسة غير ربحية تدعم وتمكّن ذوي الإعاقة، أصدرنا مجلة جسور، وهى الأولى من نوعها في العالم المختصة بذوي الإعاقة، هي مجلة كويتية ومنصة كويتية، الآن عمرها عام، انطلقت ووصلت أصداؤها إلى كل العالم.
وعن الأهداف الأخرى لمنصة ومجلة جسور، بخلاف مدّ الجسور بين ذوي الإعاقة والأصحاء أو تيسير وتسهيل التواصل بينهما، عدّدت العنزي الأهداف الأخرى لها ولمؤسسة جسور، تقول: كلمة جسور تختصر صراحة رؤيتنا، جسور من الجسارة والإقدام، وهذا ما أسعى أن يكون في أولادنا من ذوي الإعاقة، وأيضًا مدّ جسور التواصل بين ذوي الإعاقة والمجتمع والعكس، عندنا الكثير من المبادرات والمشاريع التي عملنا عليها وحققناها داخل الكويت وخارجها
وعن السبب وراء اختيار جسور العمل على فئة ذوي الإعاقة، قالت العنزي”إن النظرة العامة لهذه الفئه نظرة شفقة أكثر من تسليط الضوء على انجازاتهم، لذا فقد وجهت طاقتي لتغيير هذه النظرة من الشفقة إلى الاحترام والتقدير والإنجاز، لأن انجازاتهم عظيمة”.

وفي حديثها التلفزيوني قالت العنزي، نصل لذوي الإعاقة من خلال منصة جسور ومواقع التواصل الاجتماعي، وبخلاف ذلك أنا حريصة جدا على وجودي بالقرب منهم، والتحاور معهم.
وأضافت”لدينا ورش تدريب وتأهيل، وأيضا نادي جسور، هذا النادي عبارة عن (جروبات) خاصة للدردشة، أسمع منهم، لا أتجاهل كبير أو صغير حتى لو شعرت أن هناك حاجة لمقابلة شخصية مع أي شخص، أقابله وأسمع منه، وأكتشفت فيهم أفكار مبدعة، وهم يلهموني ويعطوني أفكار لتحقيقها وإنجازاها للتيسير عليهم، فعندما تسمعين من الشخص المعني بالمسألة تكون الرؤية أكثر وضوحا”.
وعن أبرز مخاوف هذه الفئة التي تمنعهم من التعامل مع المجتمع بطريقة طبيعية، أكدت: “بكل أمانة وصدق، أنا توصلت وعرفت أن أهل الأشخاص ذوي الإعاقة لهم دور كبير مع هذه المخاوف، فمثلًا دعيني أذكر لك حادثة قريبة، عند أحد الأشخاص طلبت منه أن يحضر لدورة أبجديات المبارزة، وحرصت على أنها تكون دمج ما بين الأصحاء وذوي الإعاقة، وأيضًا حرصت أن يكون المدرب هو من ذوي الإعاقة حتى يحاكي حاجتهم، وهو بطل أبطال العالم، نوجه له تحية الكابتن طارق القلاف، ونفذنا المبادرة برعاية كريمة من شركة وربة للتأمين، أشكرهم على هذه الرعاية، فكان لدينا شخص متردد في الانضمام للدورة، لكني قمت بتشجيعه على الحضور حتى لو على سبيل التجريب، وكان من أصحاب الإعاقة الحركية، فلما حضر معنا، ظل مترددًا في البداية ولم يكن متحمسًا للاندماج كما لاحظت، وعندما أراد المغادرة شجعته على الحضور في اليوم التالي، وأخبرته إني بنفسي أنتظرك من أجل الحديث في موضوع معين، وعندما سألني عن الموضوع لم أخبره إلا إذا أتى في اليوم التالي، وفي اليوم الثاني بدأ يحب المجموعة واندمج معهم، وأصبحوا أصدقاء، وعندما انتهت المبادرة، ظل يحكي لي كيف يتعامل مع المجموعة وكيف اندمج معهم، وهذا الشخص الذي كان في السابق مترددًا طلب مني أن أدعو لاجتماع لأولياء أمور ذوي الإعاقة، لأنه أراد أن يوجه كلمة لوالدته، وأصر أن يسمع بقية الأهل ما سيقول، عندها استغربت طلبه، وبالفعل حققنا له ما أراد”.
واستطردت العنزي: “في الاجتماع وقف الشاب ووجه لوالدته كلمة، وقال لها: يمه مع كامل احترامي لك أنا عمري الآن 32 سنة، هل طلبت منك في يوم أني أتزوج؟ وهذا يعني أننا انتقلنا لمرحلة مختلفة تمامًا من الشخصية، وأكمل: لقد اكتشفت أني أعيش في قوقعة من الخوف الزائف”.
وعن ما خرجت به المؤسسة من هذا الحديث بين الابن وأمه قالت: “أثبتنا أن الخوف الزائد من قبل الأهل نريد تغييره، هذه هى الثقافة التي نريد تفعيلها، فقد قال الشاب لأمه: أنا اليوم عندي راتب، أنا مندمج في المجتمع، أنا أريد الزواج، أنا منطلق للحياة، أرجوكم كأولياء أعطونا الفرصة للاندماج مع المجتمع”.
من أهم المشاريع التي نفذتها شركة جسور مجلة جسور، وهي مطبوعة بلغة برايل للمكفوفين، وهو ما يدفع القارئ لمعرفة ما تحتويه وللاطلاع على كيفية قراءة المكفوفين بهذه الطريقة.
قالت حنان العنزي: عندما أردنا تنفيذ فكرة المجلة كان عندي مبدأ العدل، أي أن تكون الدائرة تشمل الجميع، فالقراءة والتعليم حق للجميع، وهذا ما تربينا عليه في بلدنا، سمة العطاء غير المحدود، والمجلة تصدر باللغة العربية للقارئ العربي، وباللغة الأجنبية للقارئ الأجنبي، وأيضًا برايل للقارئ الكفيف، وفي العدد القادم ستصدر بلغة رابعة، هى اللغة الصينية.

وعن السبب وراء اختيار اللغة الصينية بالتحديد أوضحت: الحقيقة هذا طلب من إحدى الشخصيات، وهو صيني مقيم بدولة الكويت، لتمسك الصينيين بلغتهم.
وأكدت العنزي في حديثها أن المجلة لا تتحدث فقط عن اختراعات وابتكارات ذوي الإعاقة وإنجازاتهم، إنما أيضًا عن المشاريع التنموية، وعن الرؤية في دولتنا العزيزة الكويت، وعن التطور الموجود حولنا في العالم من ابتكارات واختراعات، وعن رجال الأعمال، وعن المساهمات والمبادرات، وعن الحلول المبتكرة، فهي مجلة شاملة لكل ما يخص التعايش والتنمية في المجتمع.
وعن كيفية الوصول لأصحاب الإعاقات الأخرى كالإعاقة البصرية، قالت: أنشأنا موقعًا إلكترونيًا ونُتيح به المجلة بشكل كامل ومسموع، فأصحاب الإعاقة البصرية لو أرادوا أن يتصفحوا المجلة ولم يستطيعوا الحصول على نسخة برايل منها، وإن كان خارج نطاق دولة الكويت، مع أننا أصبحنا نرسل المجلة إلى السعودية وقطر والإمارات، وهذا كله على حسابنا.
وعن سبب الاقبال الكبير من قبل القراء على المجلة قالت: “لأنها متميزة بكونها الأولى من نوعها في العالم، فلم تختص أي جهة بهذا المجال قبلنا، وأصبحت المجلة منبرًا لأصحاب الإعاقات، ينظرون منها على أهم الإنجازات التي تحدث في الدول الأخرى، فالموجود بالكويت مثلا يعرف ما يحدث بالسعودية من أهم الإنجازات فى هذا المجال وأي الاختراعات التي توصل إليها العالم”.
وأكدت العنزي أن أهم التحديات التي واجهت جسور، بما أن المؤسسة والمجلة قائمة على الجهود الذاتية، هى التكلفة المالية الكبيرة، لكن الحمد لله هناك بعض الجهات تدعمنا في طباعة بعض الأعداد، فنحن دائمًا نبحث عن الاستدامة في المشروع، لكن تعاوننا مع الجهات الحكومية سهل ومرن وإيجابي، وتوجيهات مجلس الوزراء وسمو الأمير الله يحفظه ويطيل في عمره، في تذليل العقبات لوصول هذه الخدمة لأكبر شريحة ممكنة في المجتمع سهّلت لنا الكثير من الأمور.”
وتحدثت العنزي عن التعاون بين المؤسسة وبين شركات أخرى، قالت:”مؤخرًا بدأت القطاعات الخاصة تدعم مبادراتنا التي تخدم ذوي الإعاقة، وليس الهدف منها الربح إنما تمكين ودمج هذه الفئة في المجتمع، أيضًا بعض الشركات قدمت بعض المقاعد الوظيفية لأولادنا من ذوي الإعاقة، وأنا أشكرهم على ذلك، وطلبنا منهم قبل توظيف هذا المعاق أن نهيئه لتقبل وجوده في الشركة وتهيئة الأماكن، دخوله وخروجه والمكتب والمرافق التي يستخدمها حسب نوع إعاقته”.
وعن الأثر الملموس الذي يظهر في المجتمع بعد كل المشروعات والمبادرات والأنشطة، وصفته بـ “أثر جميل جدًا جدًا ورائع، فلو تحدثنا عن الأثر المجتمعي، فأنا أرى اليوم أولادنا من ذوي الإعاقة خرجوا من عزلتهم، وتواجدوا خارج منازلهم، زادت شجاعتهم وكونوا صداقات وصارت لهم متطلبات واستحقاقات يرونها من حقهم ويطالبون بها، سواء على مستوى العائلة أو المجتمع، أيضًا على الصعيد العملي أو الوطني أو المجتمعي جهات كثيرة بدأت تطلب أن تنفذ مبادرات لذوي الإعاقة، كمنظمات حقوق الإنسان، وهذا مصر فخر بالنسبة لنا أنهم تواصلوا معنا، وأنا أذكرها أيضًا بالخير الأستاذة غادة الطاهر تواصلت معي مشكورة وأخذت نسخة من هذه المجلة بطباعة برايل وطلبت أن تعرضها في أحد المؤتمرات كنموذج يمثل دولة الكويت، واهتمامها بهذه الفئة، فهذا يسعدني أن هذا الجهد بدأ يأتي ثماره”.

وعن تماس أهداف ومشروعات جسور مع خطة كويت جديدة 2035 ومساهماتها في تنمية دولة الكويت قالت:”نحن نمنح هذه الفئة الفرصة ونستثمر فيهم في الرياضة وفي الاقتصاد وفي الابتكار وفي التعليم والتوظيف، فهم ثروة ولديهم طاقات جبارة.
وذكرت العنزي نموذجا ملهما، قالت”مر علي شخص من ذوي الإعاقة وكان يعاني صعوبات في النطق، بسبب مشكلة في العصب، لكن عندما سمعت منه وأصغيت له، وفهمت ما يريد، عرفت أنه مبتكر للعديد من المواقع والتطبيقات ومخترع لمواقع تخدم الكثير من القطاعات التعليمية عندنا في الكويت والمنصات مجانًا.
وأكدت أن ما يدفعها لهذا الصبر على الإنجاز الشاق هو الشغف والإيمان بالفكرة، وهما العنصران اللذان يمدانها بطاقة لا تنفذ.
وعن أهم قصص النجاح التي تستحضرها، روت قصة شخص يعاني من التصلب اللوحي وهو مرض يؤثر في الأعصاب، وكيف أن هذا الشخص، وهو مشلول بشكل كلي، ولا يستطيع الحركة، لكنه يشعر ويستوعب، لكن لا يتحرك منه سوى العين ولا يستطيع الكلام، أو التعبير عن حاجته إن كان جائعًا مثلا، لكني فعرفت أن هناك جهازًا لوحيًا يمكن برمجته على العين، ومن خلال هذا الجهاز يكتب الشخص احتياجه، وإذا كان الشخص مشخصًا بهذا المرض نستطيع تسجيل الصوت بحيث إذا تطورت المراحل في المرض وكتب شيء، يخرج صوته الحقيقي، وفررنا هذا الجهاز لاثنين من الحالات، وبالفعل غيّر هذا الجهاز حياة مريض كان يائسًا حتى تمنى الموت، وأصبح شخصا طبيعيا يؤلف كتبًا عن طريق هذا الجهاز، وصار ينزل من بيته ويخرج ويقول لمن حوله عن احتياجاته: أريد شرب القهوة، أريد الطعام، حوله الجهاز إلى شخص يحضر المؤتمرات.
واستطردت: هكذا نحن في جسور حلقة وصل، ففي كل العالم أي جهاز أو أي اختراع يخدم ذوي الإعاقة يرسلون لنا تفاصيله، ونحن نحاول بكل جهدنا إيصال هذه الاحتياجات، ولا تقتصر مساعي جسور على إعاقة معينة، بل تهتم بكل الإعاقات وتخدم الجميع وتسعى لتمكين ذوي الإعاقة من توظيف ودمج مجتمعي، فقط هي الإعاقات الحركية التي تعاني أكثر من غيرها ربما، بحسب توصيف العنزي، وتأتي الإعاقات الذهنية من بعدها.

وكشفت العنزي عن أسباب معاناة ذوي الإعاقة الحركية، وأنها تكمن في التنقل في بعض المرافق الأساسية، فمثلًا لدينا شخص رياضي وقد أرسل لي مقطع فيديو، وناشدنا في جسور قائلا” لو سمحتوا أنا أريد الانضمام للنادي الجميل، لكني لست قادرًا على الصعود، لأن المنحدرات غير مناسبة للكرسي المتحرك، وبالفعل استجبنا له وتحدثت مع أصحاب النادي وعرضت عليهم تعديل المنحدر على نفقتي الخاصة إن أرادوا، لكنهم استجابوا وعدلوه في اليوم التالي، وهكذا أصبحنا حلقة وصل.
ووجهت العنزي مناشدة ودعوة للجميع بشأن ذوي الإعاقة، قالت فيها “نحن بحاجة إلى أن ننقل نظرتنا من الشفقة على ذوي الإعاقة إلى الإيمان بقدراتهم، الدمج ليس إحسانًا بل استثمار وطني في طاقات بشرية قادرة على العطاء”.
وعرضت على المشاهدين قنوات التواصل مع جسور لمن أراد التواصل والمساهمة في المبادرات، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لجسور، وأكدت ترحيب المؤسسة بكل المبادرين، وأكدت أولادنا من ذوي الإعاقة يستحقون التمكين والدعم، ونحن فقط نعطيهم استحقاقهم في وجودهم معنا في المجتمع.