دراسة: النمو السريع يفاقم تدهور الحركة لدى مرضى «الضمور العضلي»

دراسة: النمو السريع يفاقم تدهور الحركة لدى مرضى «الضمور العضلي»

المحرر: محمود الغول - مصر
روين، تشارلي، وماكس فيرتين، ثلاثة أشقاء يعانون من ضمور العضلات دوشين، في بطولة جولف في صيف 2022

دراسة تكشف عن ارتباط النمو السريع بتباطؤ وظائف الحركة لدى مرضى الضمور العضلي دوشين (DMD) الذين يتلقون الكورتيكوستيرويدات.. تابع التفاصيل في هذه السطور.

كشفت دراسة سريرية حديثة عن رؤى جديدة حول كيفية تأثير النمو وتغيرات الوزن على وظيفة الحركة لدى الفتيان المصابين بـ الضمور العضلي دوشين (DMD) الذين يخضعون للعلاج بالكورتيكوستيرويدات، وتشير البيانات المستخلصة من المرحلة الثالثة للتجربة السريرية إلى أن هناك علاقة مباشرة بين السمات الأساسية للمريض، مثل الطول والعمر، وتطور حالته الصحية.

فقد وُجد أن الفتيان الذين يكونون أطول من المتوسط لأعمارهم يظهرون معدل نمو أبطأ بعد بدء العلاج، في حين يرتبط العمر الأكبر بزيادة أكبر في الوزن، خاصةً مع تقدم المرض واقترابهم من مرحلة فقدان القدرة على المشي.

تُبرز هذه النتائج أهمية مراقبة هذه العوامل بعناية، وتؤكد على ضرورة أن يأخذ الأطباء طول الطفل في الاعتبار قبل بدء العلاج بالكورتيكوستيرويدات. فمن الممكن أن يكون الفتيان الأطول قريبين بالفعل من الحد الأقصى لطولهم قبل بدء سن البلوغ، ما يفسر تباطؤ نموهم. أما بالنسبة للفتيان الأكبر سنًا، فيشير الباحثون إلى أن «التحكم في الوزن يُعد مفتاحًا أساسيًا للحفاظ على وظيفة الحركة مع تقدم مرض الضمور العضلي الدوشيني»، وفق موقع musculardystrophynews.

منهجية الدراسة والنتائج الرئيسية

جاءت هذه البيانات من تجربة سريرية متعددة المراكز تدعى FOR-DMD، وهي تجربة للمرحلة الثالثة (NCT01603407) شملت فتيان تم تشخيصهم بمرض DMD وتتراوح أعمارهم بين 4 و7 سنوات من خمسة بلدان مختلفة. تم تقسيم المشاركين عشوائيًا إلى ثلاث مجموعات علاجية: جرعة يومية من بريدنيزون، أو جرعة متقطعة من بريدنيزون (10 أيام علاج و10 أيام راحة)، أو جرعة يومية من دواء Emflaza (ديفلازاكورت).

ركز الباحثون على تتبع مسارات النمو، الوزن، ومؤشر كتلة الجسم، بالإضافة إلى تقييم وظائف الحركة باستخدام مجموعة من الاختبارات الموحدة. شملت هذه الاختبارات قياس الزمن المستغرق للنهوض من وضعية الاستلقاء، والوقت اللازم لإكمال مسافة 10 أمتار (32.8 قدمًا) مشيًا أو جريا، بالإضافة إلى مقياس NorthStar Ambulatory Assessment واختبار المشي لمدة ست دقائق.

رسم بياني يظهر مقارنة الوزن عند ذكور مصابين بدوشين عولجوا بالكورتيكوستيرويدات لمدة 6 أشهر مقارنة بذكور لم يستخدموا الستيرويدات
رسم بياني يظهر مقارنة الوزن عند ذكور مصابين بدوشين عولجوا بالكورتيكوستيرويدات مع ذكور لم يستخدموا الستيرويدات

 

ارتباط مباشر بين النمو ووظائف الحركة

حللت الدراسة بيانات 194 فتى من كندا، وألمانيا، وإيطاليا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة، والذين بدأوا العلاج بالكورتيكوستيرويدات بمتوسط عمر 5.8 سنوات وتمت متابعتهم لمدة ثلاث سنوات. كما تم تتبع 32 فتى من هذه المجموعة لمدة خمس سنوات، مع التأكيد على أنه لم يكن أي من المشاركين يتلقى علاجًا بهرمون النمو.

أظهرت النتائج أن الفتيان الذين كانوا أطول من المتوسط عند بدء العلاج بالكورتيكوستيرويدات نموا بشكل أبطأ مع مرور الوقت. وكان معدل النمو يتناقص شهريًا لكل وحدة طول إضافية فوق المتوسط. ومن المثير للاهتمام أن الفتيان الذين تناولوا جرعة يومية من دواء Emflaza نموا بشكل أبطأ، في حين أن الفتيان الذين تناولوا جرعة متقطعة من بريدنيزون نموا أسرع من أولئك الذين تناولوا الجرعة اليومية من بريدنيزون.

عند بداية العلاج، كان الفتيان بالفعل أثقل من المتوسط لأعمارهم، كما لاحظت الدراسة أن الفتيان الأكبر سنا يميلون إلى زيادة الوزن بمعدل أسرع، وهو ما انعكس أيضًا في نتائج مؤشر كتلة الجسم. فقد زاد الوزن بمعدل أسرع لكل سنة إضافية من العمر عند بداية العلاج. وفيما يتعلق بالأدوية، اكتسب الفتيان الذين تناولوا Emflaza وزنا أبطأ من الذين تناولوا الجرعة اليومية من بريدنيزون، بينما لم يلاحظ أي اختلاف كبير بين الجرعة اليومية والمتقطعة من بريدنيزون في هذا الشأن.

تأثيرات النمو على الأداء الوظيفي

كانت أي زيادة في درجات الطول أو الوزن، والتي تقارن بمتوسط النمو للعمر والجنس، مرتبطة بأداء أسوأ في اختبارات الحركة. كانت هذه الارتباطات ضعيفة خلال فترة المتابعة التي استمرت ثلاث سنوات، ولكنها أصبحت أقوى بشكل ملحوظ عند المتابعة لمدة خمس سنوات، وهو الوقت الذي يقترب فيه العديد من الفتيان من فقدان قدرتهم على المشي.

طالع: جامعة كولومبيا تكرم 3 علماء طوروا علاجات لمرض ضمور دوشين العضلي

طالع: «ضمور العضلات دوشين» في مصر.. قصص كفاح في مواجهة تكلفة الأمل الخيالية

تشير هذه النتائج بشكل قاطع إلى أن تغيرات النمو والوزن مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بوظيفة الحركة لدى الفتيان المصابين بـ الضمور العضلي الدوشيني. وبما أن زيادة الوزن يمكن أن تؤدي إلى تفاقم ضعف وظائف الحركة، يوصي الباحثون بأن تكون الإدارة الدقيقة للوزن جزءا رئيسيًا من خطة العلاج، حيث قد يساعد ذلك في الحفاظ على القدرات الوظيفية للمريض.

خلاصة الدراسة.. وتوصيات

على الرغم من أن الباحثين يشددون على ضرورة تأكيد هذه النتائج ببيانات من العالم الواقعي، إلا أن الدراسة «تؤكد على أهمية مراقبة تغيرات الوزن وفهم كيفية تأثير السمات الأساسية على النمو ووظائف الحركة».

تقدم هذه الأبحاث دليلًا ملموسًا للأطباء وأولياء الأمور حول كيفية التعامل مع هذه التحديات، وتُسلط الضوء على أن العلاج لا يقتصر فقط على الجرعات الدوائية، بل يمتد ليشمل مراقبة شاملة للنمو البدني لضمان أفضل النتائج الممكنة للمرضى.

المقالة السابقة
«التضامن الاجتماعي» بمصر تحيي اليوم العالمي للشلل الدماغي ببرامج دعم وتمكين شامل
المقالة التالية
ماراثون عمّان 2025 يجمع العدّائين وذوي الإعاقة في حدث رياضي فريد.. 17 أكتوبر

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (463) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (142) الاستدامة (1102) التحالف الدولي للإعاقة (1075) التشريعات الوطنية (847) التعاون العربي (517) التعليم (83) التعليم الدامج (65) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1097) التنمية المستدامة. (84) التوظيف (64) التوظيف الدامج (830) الدامج (56) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (163) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (73) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (511) الكويت (86) المجتمع المدني (1080) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1072) تمكين (88) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (77) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (158) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1040) ذوي الإعاقة (531) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (396) سياسات الدمج (1060) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (652) كود البناء (452) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1067) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (88) منظمة الصحة العالمية (663)