دراسة: ذوو صعوبات التعلّم والتوحد يموتون قبل غيرهم بـ20 عامًا

دراسة: ذوو صعوبات التعلّم والتوحد يموتون قبل غيرهم بـ20 عامًا

المحرر: سماح ممدوح حسن - إنجلترا

أفاد تقرير نشره موقع BBC، إن الأشخاص ذوي صعوبات التعلّم والتوحّد في إنجلترا يموتون وهم أصغر من باقي السكان بما يقارب 20 عامًا.

ووجد التقرير أن 39% من وفيات الأشخاص ذوي صعوبات التعلّم والتوحّد صُنّفت على أنها وفيات يمكن تجنّبها في عام 2023، أي ما يقرب من ضعف النسبة لدى عامة السكان.

وقالت هيئة الخدمات الصحية الوطنية بإنجلترا، إنها تعمل على توسيع نطاق تدريب الطواقم الصحية والتعرّف المبكر على المرضى ذوي صعوبات التعلّم لتوفير رعاية أكثر ملاءمة لهم.

وتشير مؤسسة “مينكاب” الخيرية إلى أن حوالي 1.5 مليون شخص في المملكة المتحدة لديهم صعوبة في التعلّم، والتي تُعرّف بأنها قصور عقلي دائم يُكتشف عادةً بعد الولادة مباشرة أو خلال سنوات الطفولة المبكرة.

وقد أُنشئت مراجعة وفيات ذوي صعوبات التعلّم LeDeR عام 2015 لفهم أسباب الوفاة المبكرة لهؤلاء الأشخاص ولماذا تحدث نتيجة أسباب يمكن تجنّبها.

أحدث الأبحاث التي قادها فريق من “كلية كينجز لندن” حلّلت بيانات 3,556 حالة وفاة في عام 2023، وقارنتها بالسنوات السابقة.

ووجدت الدراسة أنه رغم وجود بعض التحسّن الطفيف وارتفاع متوسط العمر إلى 62.5 عامًا، فإن ذوي صعوبات التعلّم والتوحّد ما زالوا يعانون من فجوات كبيرة في معدلات الحياة.

وقالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة “مينكاب” جون سباركس:”هذه الأرقام الصادمة تُظهر أن الأشخاص ذوي صعوبات التعلّم يموتون أصغر من عامة السكان بـ19.5 عامًا. في هذا الوقت، لا ينبغي أن يُحرم أحد من العلاج المناسب أو أن يموت مبكرًا لهذا السبب.”

وفي عام 2023، كانت أكثر أسباب الوفاة التي يمكن تجنّبها بين ذوي صعوبات التعلّم هي الإنفلونزا والالتهاب الرئوي وسرطانات الجهاز الهضمي وأمراض القلب.

ديفيد لودج البالغ من العمر 40 عامًا، عاش مع إعاقات متعددة منها التوحّد، والديسبراكسيا أو صعوبة تنسيق الحركات، والديسارثريا أو اضطراب النطق، التي منعته من القدرة على الكلام.

في يناير 2022 نُقل إلى مستشفى “هال رويال إنفرماري” بعد أن وُجد على الأرض مصابًا بجفاف شديد بجانب جثة والده بيتر الذي كان قد توفي فجأة.

تقول شقيقته الدكتورة كيري لودج استشارية الطب النفسي”عندما وصل أخي إلى المستشفى لم يسعفوه بشكل عاجل كما ينبغي. فأي رجل في الأربعين من عمره لم يأكل أو يشرب منذ أيام كان سيُعامل فورًا بشكل مختلف، لكن مع ديفيد لم يحدث ذلك. بل وضعوه في غرفة جانبية وكأن الهدف مجرد إبعاده عن الأنظار”.

وأظهر التحقيق لاحقًا وجود تقصير كبير في رعايته. فلم يُعرض عليه مسكن للألم ولم تُجر له فحوص أساسية، وتم تحويله إلى وحدة دخول المرضى بدلًا من العناية المركزة حيث توفي بعد ساعات.

وأضافت شقيقته”لم يتلقى الرعاية اللازمة فقط لأنه يعاني من صعوبة في التعلّم. أعتقد أنه لو لم يكن كذلك لكان عولج بشكل مختلف تمامًا ومن الصعب جدًا أن نعيش مع هذه الحقيقة.”

من جانبها، اعتذرت متحدثة باسم “شراكة هومبر الصحية” وهي الهيئة المشرفة على المستشفى، لعائلة لودج. وقالت إن إجراءات المستشفى تغيّرت لضمان معاملة المرضى ذوي صعوبات التعلّم برعاية وتعاطف كاملين.

وكشف التقرير الأخير أن 37% من وفيات الأشخاص ذوي صعوبات التعلّم أو التوحّد ارتبطت بتأخير في الرعاية أو العلاج، بينما لم تُستوفِ إرشادات التشخيص والعلاج في 28% من الحالات.

وقال أندريه ستريدوم كبير الباحثين في التقرير وأستاذ الإعاقات الذهنية في كلية كينجز لندن، إن بعض التقدّم قد تحقق في خدمات الهيئة الصحية لوطنية، لكنه شدد على الحاجة إلى مبادرات مثل الفحوصات الصحية السنوية ودعم أفضل للمرضى عند دخول المستشفى.

أما ريتشارد كيجان-بول، وهو مساعد باحث يعاني من صعوبة في التعلّم من جامعة كينجستون وشارك في إعداد التقرير، فقال لـBBC  إنه شعر أن النتائج “مزعجة للغاية”.

“لا يزال الأشخاص ذوي صعوبات التعلّم يموتون صغارًا في المستشفيات، ولا يحصلون على الدعم والرعاية المناسبين. قد أكون أنا أو أحد أصدقائي، ولهذا يجب التعامل مع هذه الوفيات بجدية أكبر.”

من جهتها، قالت متحدثة باسم الهئية الصحية الوطنية إن التقرير يُظهر إحراز بعض التقدم، لكن من الواضح أن هناك حاجة لبذل المزيد لتلبية احتياجات هذه الفئة.

وأضافت” تلقى أكثر من ثلاثة ملايين من العاملين في قطاع الصحة والرعاية تدريبًا لتحسين الخدمات المقدمة لمرضى صعوبات التعلّم والتوحّد. كما أُضيفت ميزة، العلم الرقمي للتعديلات المعقولة، لجميع ذوي الإعاقة لضمان التعرف عليهم وتوفير الرعاية المناسبة لهم عند تلقي خدمات.”

وفي بيان أمام مجلس العموم، وصف وزير الصحة ستيفن كينوك الفجوة في متوسط الأعمار بين ذوي صعوبات التعلّم وبقية السكان بأنها “غير مقبولة”، لكنه أشار إلى أن نسبة المراجعات التي كشفت عن ممارسات جيدة في هيئة الصحة الوطنية ارتفعت بنسبة 10% منذ عام 2021، مؤكدًا التزامه بدفع المزيد من الإصلاحات.

المقالة السابقة
«الخطوط الكويتية» تطلق فئة السفر على الدرجة السياحية بحقيبة اليد فقط
المقالة التالية
من وحي سيد مكاوي.. القاهرة تحتضن ندوة حول الدمج الفني لذوي الإعاقة

وسوم

أصحاب الهمم (45) أمثال الحويلة (390) إعلان عمان برلين (393) اتفاقية الإعاقة (536) الإعاقة (95) الاستدامة (856) التحالف الدولي للإعاقة (832) التشريعات الوطنية (651) التعاون العربي (413) التعليم (50) التعليم الدامج (45) التمكين الاقتصادي (60) التنمية الاجتماعية (854) التنمية المستدامة. (56) التوظيف (42) التوظيف الدامج (699) الدمج الاجتماعي (611) الدمج المجتمعي (125) الذكاء الاصطناعي (64) العدالة الاجتماعية (55) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (416) الكويت (64) المجتمع المدني (845) الولايات المتحدة (49) تكافؤ الفرص (844) تمكين (60) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (501) حقوق الإنسان (60) حقوق ذوي الإعاقة (74) دليل الكويت للإعاقة 2025 (367) ذوو الإعاقة (115) ذوو الاحتياجات الخاصة. (817) ذوي الإعاقة (388) ذوي الهمم (44) ريادة الأعمال (381) سياسات الدمج (830) شركاء لتوظيفهم (375) قمة الدوحة 2025 (478) كود البناء (370) لغة الإشارة (43) مؤتمر الأمم المتحدة (329) مجتمع شامل (837) مدرب لغة الإشارة (578) مصر (37) منظمة الصحة العالمية (598)