نيجيريا – جسور- سماح ممدوح حسن
في احتفالية خاصة بيوم الأمم المتحدة ،للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومتناهية الصغر(MSME) لعام 2025، طالبت مؤسسة “بناة الأمل لذوي الإعاقة الجسدية” بضرورة إنهاء التمييز المجتمعي، ودعم رواد الأعمال من ذوي الإعاقة في نيجيريا، مؤكدة على مساهماتهم المتزايدة في الاقتصاد الوطني.
وخلال الفعالية التي أُقيمت في منطقة موشين بمدينة لاجوس، أكدت مؤسسة المنظمة الدكتورة، كريستيانا أكينرينمادي، أن الهدف هو الاحتفاء بالقدرات وليس القيود، قائلة: “نحن هنا اليوم لا لنحتفل بالقيود، بل بالقوة. نريد من العالم أن يرى أن في الإعاقة قدرة”.
وأضافت: “يمنحنا يوم MSME فرصة لعرض مهاراتنا ومساهماتنا في التنمية الوطنية”.
ورغم أن معظم أنشطة المؤسسة تعتمد على التمويل الذاتي، شددت أكينرينمادي، وهي مصرفية سابقة ورائدة أعمال ومدربة كفيفة، على الحاجة الماسة إلى دعم الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة، مشيرة إلى التحسن الكبير في جودة منتجاتهم مع مرور الوقت، مؤكدة: “انتقلنا من بيع الصابون السائل في زجاجات مياه بلاستيكية إلى استخدام عبوات ذات علامة تجارية. جودة إنتاجنا تتحسن، وكذلك رؤيتنا للمستقبل”.
ودعت أكينرينمادي إلى إنهاء التمييز المجتمعي وزيادة إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في التخطيط الاقتصادي، مؤكدة أن كثيرًا من منتجاتهم باتت قريبة من الوصول إلى معايير التصدير.
ومن القصص الملهمة التي تم عرضها خلال الفعالية، تجربة السيدة كيندي أديجبوياي، وهي رائدة أعمال كفيفة تنتج رقائق البطاطس والخضروات الطازجة في منزلها. وروت أديجبوياي كيف تعلمت صناعة رقائق البطاطس من جارتها، وكيف أن غياب المعدات الحديثة، مثل الفرن، أدى إلى زيادة تكاليف الإنتاج، قائلة: “أُنفق أكثر من 15 ألف نيرة نيجيرية في كل مرة دورة الإنتاج. أسعار الزيت مرتفعة، ومن دون فرن، تصبح العملية مرهقة للغاية”.
ورغم التحديات، أكدت أديجبوياي استمرارها في البيع، مطالبة الحكومة بتنظيم معارض دورية لرواد الأعمال من ذوي الإعاقة، ومشيرة إلى ضرورة تغيير الصورة النمطية السلبية عنهم: “البعض يظنون أن الشراء منا قد يصيبهم بالإعاقة. هذا الفكر يجب أن يتغير. الإعاقة ليست معدية. نحن نظيفون، قادرون، بل ونوظف أيضًا أشخاصًا أصحاء”
كما سرد بايو أولوولي تيوون، الحرفي الكفيف، تجربته مع التحديات التي واجهها بعد فقدان بصره في عام 2016 بسبب حالة طبية. وقال: “كنت صانع أثاث قبل أن أفقد بصري. رفضت أن أكون عبئًا على أحد، فتدربت على صناعة المنتجات الجلدية. اليوم، أصنع حقائب لابتوب وحقائب مدرسية وصابونًا”.
وعبر تيوون عن أسفه لقلة الإقبال على منتجاته، مشيرًا إلى أن التمييز لا يزال قائمًا: “بعت صابونًا اليوم، لكن لم أبع حقيبة واحدة. كثير من الناس يتجاهلون منتجاتنا بسبب حالتنا الصحية. دعم الحكومة لنا كمشترٍ رئيسي لمنتجاتنا سيحدث فرقًا كبيرًا”.
وسرد تيوون واقعة مؤلمة تعرض لها في إحدى وسائل النقل العام، حيث غادر أحد الركاب الحافلة بمجرد أن علم أنه كفيف، مضيفًا: “كان موقفًا مهينًا، لكن الركاب الآخرين استنكروا تصرفه. العمى ليس مرضًا. نحن لا نطلب الشفقة، بل فرصًا متكافئة”.
وشهدت الفعالية أيضًا كلمات من ممثلي وكالة تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في نيجيريا (SMEDAN)، وجمعية الصناعات الصغيرة النيجيرية، ومؤسسة “ليفينج فاين” للصحة النفسية، حيث أكد الجميع التزامهم بتقديم المزيد من الدعم لرواد الأعمال من ذوي الإعاقة.