تتزايد معاناة ذوي الإعاقة السودانين داخل معسكر كرياندونجو في أوغندا. حيث تكشف تقديرات أولية عن وجود أكثر من 400 شخص من ذوي الإعاقات المختلفة داخل ما لا يقل عن 15 تجمعاً يسكنها لاجئون سودانيون.
ويعاني هؤلاء أوضاعاً إنسانية معقدة تتفاقم يومًا بعد يوم، خصوصًا مع ارتفاع الإصابات المرتبطة بالحرب. مثل البتر والإعاقات الحركية والسمعية والولادة المبكرة.
وبحسب صحيفة«التغيير» أكدت الخبيرة في مجال الإعاقة سعدية عيسى إسماعيل دهب، وهي المنسق الإقليمي لمنظمة WAELE. أن حجم الانتهاكات ضد الأشخاص ذوي الإعاقة يتزايد بصورة واضحة في مناطق اللجوء داخل أوغندا والسودان. كما أشارت إلى أن الظروف القاسية داخل المعسكرات تدفع هذه الفئات إلى مستويات أعلى من الهشاشة.
نقص خدمات ذوي الإعاقة السودانين
وقالت دهب إنها رصدت نقصًا كبيرًا في خدمات الوصول للمعلومات داخل المعسكر، خصوصًا للأشخاص ذوي الإعاقات السمعية والبصرية. وشرحت أن هؤلاء يحتاجون إلى وسائل تواصل ميسرة. بينما تعتمد معظم المنظمات على أساليب لا تناسب طبيعة احتياجاتهم. ولذلك يتعرض الكثيرون لعزلة واضحة بسبب غياب أدوات الدعم الأساسية.
وأضافت دهب أن خدمات التأهيل والعلاج الطبيعي والمعينات الحركية تكاد تختفي من معظم معسكرات اللجوء. مما يفاقم الإعاقات الحركية ويقلل فرص التعافي. وأكدت أن العديد من الحالات تحتاج لجلسات عاجلة، بينما لا يجد أصحابها أي مراكز مؤهلة بالقرب منهم.
وتحدثت دهب أيضًا عن مخاطر متزايدة تواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقة، إذ يتعرضن لأشكال مختلفة من العنف المبني على النوع.
وتقول إن الانتهاكات تشمل الاستغلال والتحرش والاعتداء. بينما يمنع الخوف والوصمة أغلب الضحايا من الإبلاغ. وهكذا تستمر المعاناة في صمت داخل بيئة لا توفر أي حماية فعالة.
ذوي الإعاقة يحصلون على القدر الأقل من المساعدات
وأشارت إلى ضعف كبير في أولويات توزيع المساعدات الإنسانية داخل المعسكر. وأوضحت أن ذوي الإعاقة يحصلون غالبًا على أقل قدر من الدعم. رغم حاجتهم لمواد غذائية خاصة وأدوات مساعدة وخدمات نقل. لذا تتزايد المشكلات المرتبطة بالغذاء والمأوى والنظافة، مما يضع أعباء إضافية على العائلات.
كما لفتت دهب إلى صعوبات كبيرة في الإحالة الطبية، حيث تواجه الحالات الخطيرة قوائم انتظار طويلة داخل المستشفيات القريبة. وتقول إن الوقت الضائع يشكل خطرًا مباشرًا على الأشخاص الذين يحتاجون لتدخل عاجل أو متابعة منتظمة.
وتطرقت دهب إلى واقع التعليم، مشيرة إلى أن الأطفال ذوي الإعاقات الذهنية ينقطعون عن الدراسة بسبب غياب الدمج. وأضافت أن المعسكر لا يضم مدارس مناسبة أو برامج تعليمية متخصصة، مما يترك الأطفال دون أي فرصة للتعلم أو التطور.
وأوضحت دهب أن غياب الإحصاءات الدقيقة يمثل تحديًا كبيرًا، لأن أعداد ذوي الإعاقة تتغير باستمرار. وتحدثت عن تحركات متواصلة بين مناطق اللجوء داخل السودان وخارجه، مما يصعّب تصميم برامج حماية فعالة. ولذلك تحتاج المنظمات إلى نظام بيانات مستقر ومرن يستجيب لتغيرات الاحتياجات.
وفي ختام حديثها، شددت دهب على ضرورة تعزيز التنسيق بين المنظمات الدولية والسلطات المحلية.
وأكدت أن الحلول تحتاج لخطط شاملة تشمل الدعم النفسي، وتحسين البنية العلاجية، وتوفير برامج تعليمية دامجـة، إلى جانب ضمان مشاركة ذوي الإعاقة في القرارات التي تخص حياتهم اليومية.


.png)

















































