«أنا قادر».. أصوات الأشخاص ذوي الإعاقة في ميانمار تلهم المجتمع

تحتفل ميانمار باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة. مؤكدة أن الإعاقة لا تعني العجز. وبالتالي، يعيش العديد من الأشخاص ذوي الإعاقة في ميانمار حياة مليئة بالنشاط والتعلم والعمل والإبداع. كما يلهمون الآخرين بصبرهم وإصرارهم على مواجهة التحديات.

تروي كايثي كين، البالغة من العمر 32 عامًا، تجربتها مع الإعاقة التي أصابتها بعد حمى شديدة في طفولتها. قالت: «نشأت في بلدة صغيرة، وكان عدد الأشخاص ذوي الإعاقة قليلًا جدًا. لم يفهم أحد وضعنا حقًا. كثيرًا ما كنت أسأل نفسي: لماذا يحدث هذا لي فقط؟ شعرت بالرغبة في الاستسلام»

كانت المناسبات والمهرجانات أصعب لحظاتها، وأوضحت: «عندما كان أقراني يذهبون للاحتفال في مهرجان  Thingyan. كنت أرغب في الانضمام إليهم، لكن لم أستطع. حاولت والدتي اصطحابي، لكنني كذبت وقلت إنني لا أرغب في الذهاب لتجنب أن أكون عبئًا»

تدريبات حياتية لذوي الإعاقة في ميانمار

تغيرت حياتها بعد الانتقال إلى يانجون والانضمام إلى دورة تدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة. وأضافت: «مقابلتي للآخرين الذين يمرون بتجارب مشابهة ساعدتني على الاسترخاء واستعادة قوتي. تعلمت ألا أستسلم وألا أبقى مكتئبة»

اليوم، تخيط كايثي وتصنع الحرف اليدوية المصنوعة من الصوف إلى جانب زوجها. وتبيع منتجاتها في المهرجانات والأسواق المحلية.

بدأت هذا المشروع في عام 2019، وأصبح يوفر لها دخلًا ثابتًا. وقالت: «الآن أستطيع الضحك والاستمتاع بحياتي»

كما يروي مونج مينت، البالغ من العمر 49 عامًا، مؤسس فرع مدينة ميكتيلا لمؤسسة شوي مين ثا. تجربته مع الإعاقة بعد بتر ساقه نتيجة لدغة أفعى في شبابه. قال: «في البداية شعرت بالاكتئاب وبكيت كثيرًا».

جاءت نقطة التحول بعد انضمامه إلى دورة تدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة. حيث ساعده لقاء أشخاص يمرون بتجارب مماثلة على التغلب على الاكتئاب.

واليوم، يربط أكثر من 100 شخص ذوي إعاقة بالمانحين وشبكات الدعم في منطقته. وأضاف: «استمروا في حياتكم. حتى لو كنا معاقين، فإن عقولنا لا تنكسر، لذلك نحن قادرون على فعل ما نريد»

الهدف من المؤسسة تحسين جودة حياة ذوي الإعاقة

وتعد يامين هتوت، البالغة من العمر 27 عامًا، مثالًا آخر على الإصرار والتفوق. فقدت بصرها عندما كانت تبلغ 11 شهرًا بسبب حمى شديدة. قالت: «كنت مهتمة بالتعليم، لكن لم أستطع متابعة الدراسة بسبب بصري. لذلك ركزت على اهتماماتي في الرياضة والغناء»

وأضافت: «تنافست في كرة الهدف Goalball وفزت بالميدالية البرونزية في دورة ألعاب الآسيان للمعاقين في سنغافورة عام 2015 بعد التدريب في الصين. بعد هذه المنافسة، بدأت العمل كمدلّكة، وأنا أمارس هذا العمل منذ حوالي 10 سنوات»

وقالت أيضًا: «أقوم بتسجيل أغاني ونشرها على فيسبوك وتيك توك»

وأضافت: «لا تحزن بسبب نقاط ضعفك. الجميع قادر. افعل ما تريد، فأنت لست وحدك»

وأكد ميات ثو وين، مؤسس مؤسسة شوي مين ثا في ميانمار. أن الهدف من عمل المؤسسة هو تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة. وتمكينهم من الحصول على وظائف، وكسب الدخل، والاعتماد على أنفسهم.

وقال: «الإعاقة جزء من الحياة. علينا قبول وجودنا لأنه لا يمكن تغييره. إذا شعرت بالاكتئاب، فلتشعر به، لكن لا تظل فيه طويلاً. مستقبلنا بأيدينا»

وبالتالي، تعكس هذه القصص جهود الأشخاص ذوي الإعاقة في ميانمار. وتسلط الضوء على قدرتهم على التغلب على التحديات، وإثبات أنفسهم، والمساهمة في المجتمع بطريقة فعّالة.

كما تؤكد أهمية توفير برامج التدريب والدعم المستمر لهم، وفتح الفرص أمامهم لتحقيق إمكاناتهم الكاملة. بما يعزز قيم الشمولية والعدالة الاجتماعية في جميع أنحاء المجتمع.