.png)
أصبح مصطفى عبدالغفار، من مصابي متلازمة أشر، رئيس لجنة شطرنج الصم وضعاف السمع بالاتحاد المصري للشطرنج، ليصبح ذلك الحلم الذي ظلّ يطارده خمس سنوات كاملة واقعًا حقيقيًا.
ومنذ فترة قصيرة كانت مصطفى مع موعد لتحقيق حلمًا آخر، إذ أصبح أول حكم دولي للشطرنج من المصابين بهذا المرض الوراثي. الذي يجمع بين فقدان السمع وتدهور البصر.
حلمًا تلو الآخر يتحقّق، طالما كانت الإرادة حاضرة والثقة بالنفس لا تنضب، وفي هذا السياق كانت «جسور» دائمًا حاضرة مع الملهم المصري مصطفى عبدالغفار. لتروي لنا آخر نجاحاته. وعبقريته في تحريك قطع اللعب، حتى يصل في النهاية إلى غايته.
رئيس لجنة شطرنج الصم: متلازمة أشر لم تضع للحلم حدود
يقول رئيس لجنة شطرنج الصم لـ«جسور»: «بدأت قصتي عندما كنت أشاهد لاعبي الشطرنج. فأعجبت باللعبة. ودخلت إلى موقع عالمي متخصص يشارك فيه لاعبون صم من مختلف دول العالم. ولم أجد اسم مصر بينهم. وقتها قلت لنفسي: لماذا لا يكون للصم المصريين حضور في هذه اللعبة؟ وبدأت أحاول جمع الشباب الصم وتدريبهم، لم أفكر في قصة متلازمة أشر أو غيرها».
ويضيف: «قبل خمس سنوات لم يكن معي إلا خمسة لاعبين فقط. نظّمت بهم أول بطولة صغيرة. ثم بدأت الدائرة تكبر بالتدريج حتى وصلنا اليوم إلى أربعة وستين لاعبًا، جمعتهم بالجهد وحده. دون أي دعم».
ويتابع: «بعد كل إحباط كنت أبدأ طريقي من جديد. وكانت زوجتي أول من يدعمني. وتؤكد لي أن حياتي لن تتوقف عند مرحلة بعينها أو شخص بعينه. وإن بوسعنا أن نحقق شيئًا أفضل».
ويكمل مصطفى عبدالغفار، أحد مصابي متلازمة أشر، حديثه قائلاً: «دخلت يومًا إحدى البطولات وتعرّفت على الكابتن جابر. رئيس الحكام. كان اللقاء مهمًا. فقد كنت أحلم بإنشاء اتحاد مستقل لشطرنج الصم وضعاف السمع. لكنه أخبرني أن هذا الأمر يحتاج إلى ميزانيات ضخمة. وأنا لم أكن أجد أي دعم مادي».
ويضيف: «اقترح عليّ بديلًا واقعيًا: إنشاء لجنة للصم داخل الاتحاد المصري للشطرنج. كانت فكرة جديدة. وشعرت أنها باب يمكن أن يدخل منه حلمي وقابلت رئيس الاتحاد خلال بطولة لذوي الإعاقة في نادي الصيد. وعرضت عليه الفكرة. لكنه رفض لأنني لم أكن أحمل مؤهلًا عاليًا. خرجت وقتها حزينًا. لكنني قلت لنفسي إن الوقت قد يحمل محاولة أخرى».
تكريم يمنح الأمل وفرصة جديدة
ويستطرد رئيس لجنة شطرنج الصم: «التغيير الحقيقي جاء حين تواصلت معنا الصديقة هبة يسري، وهي من ضعاف السمع ورئيسة نادي روتاري إيجي ديف. وطلبت أن أدرب مجموعة من الصم في اليوم العالمي للغة الإشارة. كما أخبرت زوجتي أنها ستكرمني على جهدي».
ويتابع: «ذهبت بالفعل، ودربت المجموعة، وتم تكريمي، وشعرت بأن الطريق يفتح من جديد. وبعدها قامت زوجتي بمخاطبة رئيس الاتحاد مرة أخرى، وأرسلت له صور التدريب وفيديو التكريم. وبالتالي كان رده إيجابيًا للغاية، وطلب أن نبدأ بالإجراءات الرسمية».
يقول مصطفى: «قدّمت الأوراق المطلوبة، وبقيت فترة في الانتظار. وخلال ذلك ظهر إعلان على صفحة الاتحاد عن تدريب لحكام الشطرنج. لذلك تواصلت مع الكابتن جابر وسألته إن كان بإمكاني الالتحاق. فرحّب بالفكرة، وخضت التدريب، ونجحت، وأصبحت حكمًا دوليًا».
ويصف مصطفى اللحظة الحاسمة: «انتظرت شهرًا ونصف، وكانت زوجتي هي من تتابع الأمر. فاتصلت برئيس الاتحاد وسألته عن مصير اللجنة. وكنت خائفًا من الرفض مرة أخرى، لكن المفاجأة أنه قال لها: تم تشكيل اللجنة، ومبروك. عندها شعرت بفرحة لا توصف، وقلت إن الوقت قد حان للعمل الحقيقي».
بطولات للصم وضعاف السمع
ويقول مصطفى: «هدفي هو إقامة بطولات للصم وضعاف السمع في كل محافظات مصر. كما نخطط أنا وأصدقائي للمشاركة في العديد من البطولات باسم مصر. بالإضافة إلى التواصل مع الاتحاد العالمي للصم ICCD للمشاركة في بطولاته الرسمية».
ويستطرد: «حصلت أيضًا على موافقة من رئيس الاتحاد لتنظيم نشاطات شطرنج تجمع بين اللاعبين الصم واللاعبين السامعين، دون تحميل الاتحاد أي تكلفة».
ويختتم رئيس لجنة شطرنج الصم حديثه قائلًا: «أشكر الله أولًا، ثم زوجتي التي كانت سندي ودعمي في كل الخطوات. كما أشكر أصدقائي وأصدقاء زوجتي الذين وقفوا إلى جواري، والكابتن جابر رئيس الحكام، واللواء مختار عمارة رئيس الاتحاد المصري للشطرنج، والكابتن وجيه على موافقتهم ودعمهم في تشكيل لجنة الصم وضعاف السمع».
