«صوت أصم»: رواية تكشف تفاصيل عالم الصم وطرق كسر عزلتهم

«صوت أصم»: رواية تكشف تفاصيل عالم الصم وطرق كسر عزلتهم

المحرر: سماح ممدوح حسن - مصر
الصحفي المصري محمد كامل وصاحب رواية صوت أصم

رواية «صوت أصم» للصحفي المصري محمد كامل. تقدم تجربة إنسانية خاصة. مستوحاة من تجربته الخاصة مع أخيه الأصم، تكشف سطورها تفاصيل عالم الصم وضعاف السمع. ومعاناتهم اليومية في مجتمع لا يتقن لغتهم.

وترصد الرواية محاولات الصم للاندماج في المجتمع، وكيف تتحول لغة الإشارة إلى جسر للتواصل، إضافة إلى التحديات التي يواجهونها بسبب غياب الوعي المجتمعي.

في حواره مع “جسور” يطرح الكاتب رؤيته حول دور الأدب في تعزيز الدمج وبناء الوعي بقضايا ذوي الإعاقات السمعية. وإبراز معاناة الصم، وأيضا كواليس روايته الذاتية جدا.

الصحفي المصري محمد كامل وصاحب رواية صوت أصم
رواية صوت أصم للصحفي المصري محمد كامل

ماهى فكرة الرواية؟

جاءت فكرة رواية «صوت أصم» من شعورٍ إنساني عميق. ومسؤولية تجاه فئة كبيرة تعيش بيننا لا يستمع لها أحد. رأيتُ في لغة الصم وضعاف السمع عالمًا مليئًا بالمشاعر والتفاصيل، وأناس يسعون يوميًّا للاندماج في مجتمع لا يتقن لغتهم. ولا يُنصت لهم.

الرواية لم تكن مجرد عملٍ أدبي، بل صرخة إنسانية تربط بين عالم يسمع بلا إنصات. وعالم يشعر بعمق، ونداء لإعادة النظر في حقوق هذه الفئة. وفهم معاناتها، بوصفها نتيجة لغياب الوعي وسياسات الدمج الحقيقية، لا مجرد إعاقة.

تجربتي مع أخي الأصم عنوانها «الصمت ليس غيابا»

ما السر وراء اختيار اسم صوت أصم؟

لأنه يجمع بين مفارقة لغوية ومعنى إنساني عميق. أردتُ أن أقول إن الأصم يملك صوتًا مختلفًا. يُسمَع بالقلب لا بالأذن.

العنوان صدمة مقصودة تُوقظ القارئ منذ اللحظة الأولى، وتفتح أمامه باب التساؤل والتأمل. وهو أيضًا إعلان مبكر عن رسالة الرواية: أن الصمت ليس غيابًا، وأن لكل إنسان صوته الخاص حتى لو لم يُنطق بالكلمات.

كيف أثرت تجربتك الشخصية مع أخيك في بناء عالم روايتك؟

تجربتي مع أخي «إسلام» كانت حجر الأساس، فقد منحتني نافذة على عالمٍ يعتمد على العيون والإحساس بدل الأذنين والكلمات. من خلاله رأيت التفاصيل الصغيرة التي غالبًا ما تُغفل: نظرة تحتاج إلى تفسير، ابتسامة تحمل معنى، وإشارات تختصر جملة كاملة. أدركتُ أن التحدي الأكبر للصم وضعاف السمع ليس الإعاقة نفسها، بل تعامل المجتمع معهم.

لحظاته اليومية، من المدرسة إلى التواصل مع المؤسسات. تحولت في الرواية إلى مرآة تُظهر للقارئ ما قد لا يراه من الخارج. وجعلت «إسلام» البوصلة التي وجَّهتني نحو تقديم صورة إنسانية صادقة وواقعية لهذه الفئة. بعيدًا عن المبالغة أو الشفقة.

الصحفي محمد كامل مؤلف رواية صوت أصم
الصحفي محمد كامل مؤلف رواية صوت أصم

ما المشهد أو اللحظة التي شعرت فيها بأن القارئ يدخل إلى عالم الصم فعليًا؟

أدركتُ أن الصم ليس غيابَ الصوت، بل لغة كاملة بإيقاعها ومشاعرها ومعانيها. نقطة التحوّل كانت في محاولة «إسلام» التواصل بلغة الإشارة وسط عالم لا يفهمه، حيث يصبح الصمت بطل الرواية ولغة الإشارة وسيلة لكسر عزلة فرضها المجتمع. يكشف المشهد للقارئ فجوة التواصل الحقيقية: المشكلة ليست في عدم سماع «إسلام»، بل في عدم إنصات العالم له. يعيش القارئ مع شعوره بالاختناق والعزلة، ويتلمّس معاناته خطوة بخطوة، ليصبح جزءًا من الحكاية، لا مجرد متفرج.

لغة الإشارة بوابة خروج الصم من العزلة

كيف حاولت الصمت إلى لغة للتواصل والفكر الداخلي؟

في «صوت أصم»، حرصتُ على تحويل الصمت من مجرد حالة جسدية إلى لغة وفكر، ليشعر القارئ بأنه مساحة مفعمة بالحياة والمشاعر. تم ذلك عبر ثلاثة مستويات: أولًا، الصمت كـ«صوت داخلي» يعكس ما يدور في ذهن «إسلام» من تساؤلات ومشاعر وفهم للعالم دون الاعتماد على السمع.

ثانيًا، لغة الإشارة كجسر للتواصل، حيث تتحول الإيماءات والنظرات إلى جمل ومعانٍ كاملة. ثالثًا، خلق «مشاهد صامتة» بأسلوب سينمائي يمكّن القارئ من رؤية العالم كما يراه «إسلام»، عبر التفاصيل الصغيرة التي تشكّل لغته الحقيقية.

ما العقبات التي تواجه الصم وتحتاج لتسليط الضوء عليها؟

مشكلة الصم وضعاف السمع ليست الإعاقة نفسها، بل غياب وعي المجتمع وانعدام الاستماع والتفهّم. أبسط الإجراءات اليومية — في المدارس، المستشفيات، الجامعات، والمرافق العامة — تتحول إلى معارك بسبب نقص مترجمي الإشارة وغياب سياسات الدمج. كما يعانون من نقص الخدمات الثقافية والفنية، ويجدون صعوبة في الوصول إلى المعلومات الأساسية، مما يحد من استقلاليتهم ويزيد شعورهم بالعزلة. هذه العقبات اليومية شكّلت محور الرواية، لتسليط الضوء على أن التحدي الحقيقي هو غياب فهم المجتمع وإقصاؤه الصامت لهذه الفئة، لا الإعاقة نفسها.

هل حاولت الرواية اصلاح هذا الوضع المختل؟

الرواية تنطلق أولًا من البعد الإنساني، لتُظهر الإنسان قبل الإعاقة، مع معاناته اليومية وإصراره وقدرته على الإبداع والتواصل بطرق مختلفة. في الوقت نفسه، تهدف إلى رفع الوعي المجتمعي بحقوق الصم وضعاف السمع وتشجيع دمجهم الكامل في التعليم، والمؤسسات، والثقافة والفنون. فهي ليست مجرد حكاية، بل صرخة ونداء لفتح حوار حقيقي حول فهمهم واحترام كرامتهم.

الأدب يعمق الوعي بقضايا ذوي الإعاقة

ما دور الأدب في دمج ذوي الإعاقة بشكل عام اجتماعيًا وتعليميًا؟

الأدب يمكن أن يكون جسرًا لدمج ذوي الإعاقة السمعية وذوي الاحتياجات الخاصة اجتماعيًا وتعليميًا، عبر تمكين الآخرين من فهم تجاربهم ومشاعرهم بعمق. كما يرفع الوعي المجتمعي، يكسر الصور النمطية، ويبرز الاختلاف كمصدر قوة وإبداع. على الصعيد التعليمي، يوفر الأدب قصصًا حية تساعد الطلاب والمجتمع على التعامل بوعي واحترام، وتشجع تطوير سياسات دمج فعّالة وبيئات تعليمية متكيفة مع احتياجاتهم، ليصبح الأدب أداة للتغيير الاجتماعي والتربوي، وليس مجرد فن للمتعة.

هل أجريتَ مقابلات مع أشخاص صم وضعاف سمع آخرين قبل الكتابة؟

لدي عدد كبير من الأصدقاء من الصم وضعاف السمع، ما منحني فهمًا أعمق لعالمهم بعيدًا عن تجربة أخي فقط. اكتشفت أن كل شخص يواجه تحدياته اليومية بطريقته، وأن المعاناة لا تقتصر على السمع، بل على نقص التواصل والوعي من المحيطين. الصم ليسوا ضعفاء، بل يمتلكون قدرة مذهلة على التعبير والإبداع والصمود، وما يحتاجونه هو مجتمع يفهمهم ويحتويهم. كما أن لغة الإشارة ليست مجرد وسيلة تواصل، بل ثقافة كاملة، وتمكينهم يتطلب توفير مساحات حقيقية للتفاعل والتعليم والعمل والإبداع.

هل واجهتك تحديات أثناء البحث عن تفاصيل يوميات الصم؟

التحدي لم يكن في التجربة اليومية نفسها، بل في نقل التفاصيل الصغيرة — نظرات، إشارات، تعابير، أصوات صامتة — بدقة وصدق، دون مبالغة أو اختزال، ليشعر القارئ وكأنه يعيش مع الشخصيات. سعيتُ لموازنة البعد الإنساني العميق مع الواقع اليومي، وإظهار كيف يتحول الصمت إلى لغة كاملة، ما جعل الرواية أقوى لأنها مبنية على حيوات وتجارب حقيقية، وليس الخيال وحده.

صمت الصم لغة وقوة داخلية

كيف تصف الصمت في الرواية: كعائق أم كقوة داخلية؟

الصمت ليس فراغًا أو نقصًا، بل لغة وقوة داخلية للتفكير والتعبير بطرق مختلفة عن الصوت المعتاد. يتيح للصم، وخاصة «إسلام»، فهم العالم بعمق، والتحرك بإحساس، والتواصل بما يتجاوز الكلمات، ويصبح وسيلة لإظهار الإصرار والإبداع والتعبير عن الذات والمشاعر، ومقاومة العزلة التي يفرضها المجتمع.

كيف جسدتَ الصراع الداخلي بين الرغبة في التواصل مع الآخرين والعزلة المجتمعية؟

من خلال لحظاته اليومية، أظهرتُ كيف يتوق «إسلام» للتواصل بلغة الإشارة ويصطدم بعدم فهم المجتمع، وكيف تتحول العزلة إلى تجربة للتأمل والفهم الداخلي. الصراع ليس فقط شعورًا بالوحدة، بل بين الرغبة في الانتماء وواقع يفرض حدودًا غير مرئية، ليصبح القارئ شاهدًا على التحدي اليومي للصم وضعاف السمع، ويدرك أن المعركة الحقيقية هي إيجاد صوت يُسمع ويُفهم، لا مجرد التغلب على الإعاقة.

الصحفي المصري محمد كامل وصاحب رواية صوت أصم
غلاف رواية صوت أصم للصحفي المصري محمد كامل

كيف ترصد الرواية أثر المجتمع على الأصم؟ 

العوامل المجتمعية مثل نقص الوعي، غياب سياسات الدمج، ونظرات الشفقة تؤثر على شعور الصم بالانتماء والثقة بالنفس، وتشكل جزءًا من تجربتهم في إثبات الذات. لكن الرواية تؤكد أن القوة الحقيقية للصم تنبع من الداخل: القدرة على الإبداع والصمود وفهم أن اختلافهم ليس ضعفًا. «إسلام» مثال على ذلك، فهو يواجه العقبات ويثبت وجوده بطرق مبتكرة، مما يبرز أن الإمكانات تبدأ من الداخل قبل أن تتأثر بالمجتمع.

رحلة «إسلام» اليومية لتحويل العقبات إلى فرص

كيف تعالج الرواية قضية التقبل الذاتي والتمكين الشخصي للصم؟

ركزت الرواية على التقبل الذاتي والتمكين الشخصي، لإظهار أن الصم وضعاف السمع ليسوا ناقصين، وأن القوة تأتي من الاعتراف بقدراتهم والثقة بالنفس، لا من التوافق مع توقعات المجتمع. جسدت ذلك من خلال رحلة «إسلام» اليومية في مواجهة العقبات وتحويل الصعوبات إلى فرص، وإظهار الصمت والإعاقة كمصدر قوة وإبداع. والتعبير بلغتهم الخاصة لمنحهم استقلالية وثقة. الرواية رسالة بأن وجودهم مهم، وصوتهم يستحق أن يُسمع، والتمكين يبدأ من الداخل قبل أن يأتي من المجتمع. كما تهدف الرواية إلى إلهام المؤسسات التعليمية والمجتمعية لإعادة النظر في دمج الصم وضعاف السمع، وإدراك أن تحدياتهم ليست فردية بل نتيجة غياب السياسات والفهم الحقيقي لاحتياجاتهم. وأأمل أن تشجع على توفير مترجمي الإشارة، وتطوير برامج دمج فعّالة، وإتاحة فرص المشاركة الكاملة في التعليم، والثقافة، والفنون، والعمل.

 منحت الرواية بعدا بصريا ودراميا.. هل قصدت ذلك؟

كتبت الرواية بأسلوب قريب من السيناريو. باستخدام الحوار ووصف المشاهد والإضاءة والحركة كأنها لقطات فيلمية، ليعيش القارئ الأحداث وكأنه يشاهد فيلمًا. الهدف كان منح الرواية بعدًا بصريًا ودراميًا قويًا، يجعل المشاهد والعواطف أكثر تأثرًا، ويتيح إمكانية تحويلها مستقبلًا إلى عمل سينمائي أو درامي أو مسرحي.

 كيف ترى دور الإعلام الآن في تسليط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة؟

الإعلام وحده لا يكفي لتغيير الوعي، بل يجب أن تلعب الدراما والسينما والمسرح دورًا فعالًا في نقل تجاربهم الإنسانية بطريقة حية ومؤثرة. يجب أن تُعرض لهم أعمال يمكنهم فهمها بلغة الإشارة، وتُتاح لهم الفرصة للمشاركة في الإنتاج الفني، ليكون الفن أداة للتواصل والدمج الاجتماعي، وتمكين الصم من العيش الكامل للثقافة والفن والمشاركة بإبداعهم في المجتمع.

الإعلام يكرر خطيئة تقديم ذوي الإعاقة كمصدر إلهام استثنائي

هل تقصد أن الإعلام فشل في كسر الصور النمطية حول ذوي الإعاقة؟

يلعب الإعلام دورًا مهمًا في تسليط الضوء على قضايا الصم وضعاف السمع. خاصة من خلال المؤتمرات والفعاليات الرسمية والتغطيات الخاصة التي تبرز التحديات والنجاحات. هذه الفعاليات تمنح الصم فرصة للتعبير عن أنفسهم ونشر الوعي، لكن يبقى هناك قصور في التغطية اليومية والمستمرة لقضاياهم الحقيقية. يجب أن يسلط الضوء على واقعهم اليومي وقدراتهم ومساهماتهم في المجتمع، مع الحفاظ على كرامتهم، وإبراز إصرارهم وابتكارهم في مواجهة التحديات، بدلًا من تقديمهم كضحايا أو مصدر إلهام نمطي.

الأخطاء الشائعة للإعلام كيف يمكن تجنبها؟

تكرار تقديم ذوي الإعاقة كضحايا أو مصدر إلهام استثنائي،  والتركيز على حالات فردية فقط، يختزل شخصياتهم. ويغفل وإبداعهم وقدرتهم على الصمود. أحيانًا يُستغلون في الفن والإعلام للسخرية أو الكوميديا الرخيصة، ما يكرّس الصور النمطية ويقلل احترامهم ويزيد من عزلة هذه الفئة، بدلًا من عرض حياتهم اليومية وقدراتهم وإبداعهم بشكل كامل.

كيف يمكن الموازنة بين جذب القراء وتسليط الضوء على الحقيقة؟

ينبغي الالتزام بالإنسانية والصدق في السرد، مع احترام كرامة ذوي الإعاقة، وتقديمهم كأفراد كاملين لهم حياة ومشاعر وقدرات وإبداع خاص، بدلًا من تقليصهم إلى قصص مأساوية أو حالات استثنائية. التركيز على التحديات اليومية والإنجازات والجهود المبذولة للتكيف والابتكار، مع الاستناد إلى تجاربهم المباشرة، يجعل السرد مصدقا. ويتيح للقراء فهم تجربتهم بعمق دون استغلال أو مبالغة عاطفية.

هل لديك مشروع مستقبلي جديد يسلّط الضوء على قضايا ذوي الإعاقة؟

نعم. أسعى لتناول قصص وتجارب متنوعة لفئات مختلفة من ذوي الإعاقة. ليس فقط الصم وضعاف السمع، بل أيضًا ذوي الإعاقات الحركية أو الذهنية. لعرض حياتهم اليومية وطموحاتهم وإبداعهم. بعيدًا عن الصور النمطية أو الشفقة.

المقالة السابقة
برنامج تدريبي شامل لتعزيز طرق العمل مع ذوي الإعاقة بالأردن

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)