سمات الإعاقة العاطفية.. خمس سمات تخبرك بأن طفلك في خطر

سمات الإعاقة العاطفية.. خمس سمات تخبرك بأن طفلك في خطر

المحرر: محمود الغول - مصر
سمات تخبرك بأن طفلك مصاب بإعاقة عاطفية

وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، يعاني حوالي 15% من سكان العالم من شكل من أشكال الإعاقة. ومع تزايد الوعي، يتجه الاهتمام بشكل متزايد نحو الإعاقات غير المرئية، وأبرزها الإعاقة العاطفية التي تتميز بسمات واضحة قابلة للتمييز.

والإعاقة العاطفية هي من أكثر المجالات تعقيدا في الطب النفسي والتربية الخاصة، نظرا لتداخل أسبابها وتشابك مظاهرها وصعوبة تشخيصها.

تعرف الإعاقة العاطفية بأنها اضطراب يؤثر على قدرة الفرد في التعامل مع المواقف اليومية أو التعبير عن مشاعره بطريقة متوازنة، وهو ليس مجرد مرض نفسي. بل حالة وظيفية تؤثر على الأداء الأكاديمي والاجتماعي للطفل أو المراهق.

فالاضطراب النفسي من وجهة نظر طبية هو خلل في التفكير أو المشاعر أو السلوك له دلالات سريرية.

تعريفات الإعاقة العاطفية

أما من الناحية التعليمية، فالإعاقة العاطفية تعرف بوصفها عائقا يحول دون تحقيق الطالب لأدائه الدراسي والاجتماعي بشكل طبيعي. وهو ما تؤكده أنظمة التعليم الخاصة مثل قانون IDEA الأمريكي.

وبالنسبة لسمات الإعاقة العاطفية، تشير وزارة التعليم الأمريكية إلى أن الطفل يعتبر مصابا باضطراب عاطفي عندما تظهر عليه واحدة أو أكثر من خمس سمات لفترة طويلة تؤثر على تحصيله الدراسي وسلوكه اليومي، وهي:

صعوبة مستمرة في التعلم لا يمكن تفسيرها بعوامل أخرى مثل الذكاء أو الإعاقة الحسية.

مشاكل في بناء علاقات إيجابية مع الأقران والمعلمين.

مشاعر أو سلوكيات غير ملائمة في مواقف طبيعية.

حالة دائمة من الحزن أو الاكتئاب.

ظهور أعراض جسدية أو مخاوف مفرطة مرتبطة بالمشاكل الشخصية أو الدراسية.

ويفرق الخبراء بين نوعين من السلوكيات المرتبطة بالإعاقة العاطفية. الأول هو السلوكيات الخارجية، مثل العدوانية والعنف والعصيان وهي موجهة نحو الآخرين.

والثاني هو السلوكيات الداخلية مثل الخوف والقلق والانسحاب الاجتماعي والاكتئاب وهي موجهة نحو الذات.

هذا التصنيف يساعد في فهم طبيعة الحالة واختيار أسلوب التدخل المناسب لها. إلا أن أحد أبرز التحديات في هذا المجال يتمثل في التمييز القانوني بين الإعاقة العاطفية وسوء التكيف الاجتماعي.

إذ إن القوانين التعليمية في بعض الدول تستبعد الأطفال الذين يعانون من سوء التكيف الاجتماعي من خدمات التربية الخاصة. ما يحرم فئات واسعة من الدعم رغم حاجتهم الواضحة إليه.

 أسباب الإعاقة العاطفية والسلوكية

تعد الإعاقة العاطفية والسلوكية نتاج تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية، فالعامل الوراثي يلعب دورا مهما.

وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي لاضطرابات المزاج أو القلق أو فرط الحركة (ADHD) أكثر عرضة للإصابة. وتظهر عليهم سمات الإعاقة العاطفية.

ويعود ذلك إلى اختلال في كيمياء الدماغ، خاصة في الناقلات العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والنورإبينفرين. وهي المسؤولة عن تنظيم المزاج والانفعالات والسلوك.

أما العوامل البيئية فتتجلى بوضوح في تجارب الطفولة السلبية، التي تشمل التعرض للإهمال أو العنف الأسري أو فقدان أحد الوالدين أو مشاهدة صراعات مستمرة في البيئة المنزلية.

وأظهرت دراسات طويلة الأمد أن الأطفال الذين يتعرضون لهذه التجارب في سنواتهم الأولى أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق واضطرابات السلوك لاحقا. لأن الدماغ في مرحلة النمو يكون أكثر حساسية للتجارب الصادمة.

وتؤدي هذه الصدمات إلى اضطرابات في ما يعرف ب الوظائف التنفيذية، وهي القدرات العقلية المسؤولة عن اتخاذ القرار وضبط الانفعالات وتنظيم السلوك.

وبذلك فإن الإعاقة العاطفية ليست مجرد مشكلة نفسية سطحية. بل هي في جوهرها خلل في التنظيم العصبي والنفسي يتطلب تدخلا علاجيا شاملا ومستمرا.

سمات الإعاقة العاطفية واستراتيجيات العلاج

يتطلب التعامل مع الإعاقة العاطفية نهجا متعدد الجوانب يجمع بين الدعم النفسي والعلاج السلوكي والتربية الخاصة. ومن أهم الأساليب المستخدمة حاليا:

نظام الدعم السلوكي الإيجابي

هو إطار مدرسي يهدف إلى تعزيز السلوك الإيجابي من خلال التعليم والتكرار والمكافأة بدلا من العقاب.

يقوم النظام على ثلاث مستويات:

دعم عام لجميع الطلاب لترسيخ القواعد الإيجابية.

دعم إضافي للطلاب الذين يواجهون صعوبات محددة.

تدخل مكثف للحالات الأكثر تعقيدا.

وأظهرت أبحاث عديدة أن تطبيق هذا النظام يقلل من المخالفات السلوكية والإيقافات المدرسية، ويحسن الجو العام داخل الفصول.

طالع: «الخشبة المدرسية».. مسرح صغير يفتح آفاقًا واسعة لدمج الطلاب ذوي الإعاقة

العلاج السلوكي المعرفي

يعتبر من أكثر أنواع العلاج النفسي نجاحا، ويستند إلى فكرة أن المشكلات النفسية تنشأ من أنماط التفكير غير السليمة.

يساعد هذا العلاج الأطفال والمراهقين على التعرف إلى أفكارهم السلبية وتغييرها، وتعلم مهارات التعامل مع القلق والغضب والإحباط بطريقة واقعية.

ويستخدم CBT بشكل فردي أو جماعي، وغالبا ما يدمج مع أنشطة مدرسية تعزز مهارات حل المشكلات وضبط النفس.

الإعاقة العاطفية قد تمنهع الطفل من التواصل الجيد مع أقرانه
الإعاقة العاطفية قد تمنهع الطفل من التواصل الجيد مع أقرانه

الخطة التعليمية الفردية

وهي وثيقة قانونية يتم إعدادها لكل طالب يعاني من إعاقة عاطفية أو سلوكية، وتحدد الخدمات التعليمية والعلاجية التي يحتاجها. مع وضع أهداف واضحة في مجالات مثل التحصيل الأكاديمي، وتنمية المهارات الاجتماعية، وتنظيم المشاعر.

تراجع الخطة دوريا بمشاركة المعلمين والأخصائيين وأولياء الأمور لضمان تحقيق التقدم المطلوب.

رغم التقدم العلمي في فهم الإعاقة العاطفية، إلا أن الأنظمة التعليمية تعاني من نقص حاد في الكوادر المتخصصة القادرة على تقديم الدعم النفسي والتربوي لهذه الفئة من الطلاب.

فالمعلمون في المدارس العامة غالبا غير مدربين على التعامل مع الاضطرابات العاطفية والسلوكية. ما يؤدي إلى تزايد حالات الفصل أو الإهمال بدلا من العلاج.

كما أن بعض الأنظمة ما زالت تتعامل مع هذه الحالات بمنظور العقاب، دون إدراك أن السلوك المضطرب هو عرض لمشكلة نفسية أعمق تحتاج إلى تدخل مهني.

وتزداد المشكلة في البيئات الفقيرة أو المتأثرة بالنزاعات، حيث تكون تجارب الطفولة السلبية أكثر انتشارا وأشد تأثيرا.

وحسب منظمة اليونسيف، فإن الإعاقة العاطفية ليست عجزا دائما بقدر ما هي نداء لفهم أعمق للإنسان من الداخل فهي تذكرنا بأن وراء كل سلوك مضطرب طفلا يبحث عن الأمان. وأن العلاج لا يكمن فقط في العقاقير أو القوانين، بل في بناء بيئة رحيمة تتيح له التعبير عن ذاته بأمان.

ولكي تفي الأنظمة التعليمية بالتزامها في تقديم تعليم مناسب للجميع. لا بد من اعتبار الصحة النفسية جزءا لا يتجزأ من العملية التعليمية، ومنح كل طفل يعاني من اضطراب عاطفي أو سلوكي فرصة جديدة للحياة والتعلم والنمو.

المقالة السابقة
مؤتمر دولي في إندونيسيا يبحث آليات توظيف ذوي الإعاقة
المقالة التالية
ختام بطولة ألعاب البوتشا لذوي الإعاقة في الإمارات

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوو الهمم (2) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)