حقق الطالب الماليزي محمد شاكر زيلاني 17 عامًا والمصاب بصعوبات التعلم، إنجازًا عالميًا جديدًا بحصوله على الميدالية الذهبية في فئة المحتوى الإلكتروني E-Conten ضمن منافسات التحدي العالمي لتكنولوجيا المعلومات للشباب من ذوي الإعاقة GITC 2025، الذي أُقيم في مدينة أولسان بكوريا الجنوبية.
وبحسب موقع New Straits Times تفوّق شاكر على 16 موهبة شابة من مختلف دول العالم، ليضيف إلى رصيده ثالث لقب عالمي على التوالي منذ عام 2023، ما يجعله من أبرز النماذج الملهمة لذوي صعوبات التعلم في ماليزيا والعالم.
مشروع «استكشاف الذكاء الاصطناعي» بالمركز الأول
شارك شاكر وهو طالب في مدرسة SMK Ketereh الثانوية، مع فريق مكوّن من سبعة طلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة من ولايات ترجكانو وبيراك وسيلانجور ونيجري سمبيلان وملقا.
وقدّم الفريق فيلمًا قصيرًا بعنوان Explore AI: Brighten the Future استكشاف الذكاء الاصطناعي: نحو مستقبل مشرق، وهو عمل مدته دقيقتان يستعرض كيف يمكن لتقنيات الذكاء الاصطناعي أن تسهم في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للأشخاص من ذوي صعوبات التعلم.
وتولّى شاكر مهام تصوير الفيديو وتحريره، إلى جانب مشاركته بالتمثيل مع زملائه، ما أبرز تعدد مهاراته التقنية والإبداعية في آن واحد.
وأوضح شاكر أن مستوى المنافسة هذا العام كان أصعب من الأعوام السابقة، مشيرًا إلى أن المهام كانت أكثر تعقيدًا وتتطلب مهارات بحث وتحليل بيانات متقدمة.
وقال في تصريحاته: «خضعنا لتدريب مكثف في مدينة كوانتان قبل المشاركة، تضمن مشروعات تحاكي المستوى الجامعي في البحث الإلكتروني والتحليل التقني. المنافسة كانت قوية جدًا لكن العمل الجماعي ساعدنا على تحقيق النجاح»
مسيرة ذهبية متواصلة منذ 2023
ويأتي هذا الإنجاز امتدادًا لمسيرة شاكر الحافلة بالنجاحات. إذ فاز في العام الماضي بميداليتين ذهبيتين في فئتي E-Tool Spreadsheet وE-Life Map خلال منافسات GITC في مانيلا عاصمة الفلبين.
وفي عام 2023، حقق أول ميدالية ذهبية له في الفئة نفسها خلال المسابقة التي أُقيمت في دبي، الإمارات العربية المتحدة.
وحصل شاكر على جائزة مالية قدرها 600 دولار أمريكي نحو 2850 رنجيت ماليزي، إلى جانب شهادة تقدير وميدالية ذهبية من المنظمة الدولية للتأهيل Rehabilitation International، ومقرها نيويورك بالولايات المتحدة.
رافقت والدته هابسه إسماعيل 70 عامًا ابنها إلى كوريا الجنوبية مع شقيقته، حيث عبّرت عن فخرها الكبير بما حققه قائلة:
«أنا سعيدة وفخورة جدًا به. الفوز بميدالية واحدة يجعل كل التعب يستحق العناء. كنت دائمًا أؤمن بقدراته وأدعمه باستمرار رغم صعوبات التعلم التي يواجهها»
وأكدت أن نجاح ابنها يُثبت أن صعوبات التعلم ليست عائقًا أمام الإبداع، بل يمكن أن تكون حافزًا للتفوّق والإصرار.
من جانبه، قال مدير المدرسة روك مان محمد إن المدرسة فخورة بإنجاز شاكر العالمي، واصفًا إياه بأنه نموذج يحتذى به لجميع الطلاب، خصوصًا أولئك الذين يواجهون صعوبات التعلم.
وأضاف:
«رغم أنه من طلاب برنامج التربية الخاصة المخصصة لذوي صعوبات التعلم، إلا أن موهبته الاستثنائية في تكنولوجيا المعلومات جعلته رمزًا للإلهام. لقد رفع اسم المدرسة وولاية كلنتان للمرة الثالثة على التوالي»
ووجّه الشكر إلى إدارة التعليم في ولاية كلنتان على دعمها المستمر، مشيرًا إلى أن ذلك كان عنصرًا أساسيًا في تمكين شاكر من تحقيق هذا الإنجاز الدولي.
يُعرف محمد شاكر في مدرسته بشغفه الكبير بالتقنية، فهو يساعد المعلمين وزملاءه في إصلاح الحواسيب وإزالة الفيروسات وحل مشكلات التطبيقات التعليمية.
ويطمح لأن يواصل دراسته في مجال تكنولوجيا المعلومات ليصبح خبيرًا متخصصًا يخدم مجتمعه ويسهم في تطوير الحلول التقنية لذوي صعوبات التعلم.
مشاركة ماليزية لافتة في المسابقة
لم يكن شاكر وحده من تألق في المسابقة، فقد فاز أيضًا محمد تاقف محمد ظريف، أحد الطلاب ذوي الإعاقة الحركية من ولاية ترجكانو، بالميدالية الذهبية في فئة E-Combination، مما يعكس التقدم الكبير الذي تحرزه ماليزيا في مجال تمكين طلابها ذوي الإعاقة عموما وذوي صعوبات التعلم خصوصا، وتطوير مهاراتهم التقنية عالميًا.


.png)


















































