طفل أسترالي يتحدى المستحيل ويمارس التزلج رغم إعاقته الذهنية. يقف لويد بنّ. ذو السنوات الثماني. على لوح التزلج بينما يركض إلى جانبه متطوعان يحملان إطارًا مخصصًا لدعم الأطفال ذوي الإعاقات المعقدة.
يتحرك اللوح بثبات فوق أرضية ملعب التزلج. وتلامس نسمات الهواء وجهه في لحظة يبدو فيها وكأن العالم كله يتسع له. ورغم أن لويد يعيش بمرض جيني نادر. يجعله غير قادر على الحركة أو الكلام. ويعاني إعاقة ذهنية شديدة. إضافة إلى اعتماده على أنبوب تغذية. فإنه وجد طريقًا غير متوقع نحو المتعة.
طفل أسترالي يتحدى المستحيل من أجل المتعة والتحدى
ووفقًا للمتخصصين فإن نحو 30% من الأطفال المصابين بـ إعاقة ذهنية شديدة ومعقدة لا يتجاوزون سن الخامسة. ما يجعل وجوده ونشاطه اليوم انتصارًا إنسانيًا خالصًا.
وتقول والدته مايا بنّ، مؤسسة «رير وير أستراليا» التي تصمّم ملابس مُكيّفة للأطفال ذوي الإعاقة، إن ابنها محب للمخاطرة ومولع بموسيقى الروك الصاخبة. وتضيف أنها اصطحبته مؤخرًا إلى حفل لفرقة AC/DC . في ملبورن، حيث تُعد أغنية «Hells Bells» المفضلة لديه على الإطلاق.
وتوضح الأم أنها لاحظت سريعًا انجذابه للتزلج باعتباره نشاطًا يرضي ميوله المغامرة. وعندما تلقت رسالة بريدية من مجموعة «المناصرة للأطفال ذوي الإعاقة» بشأن جلسات تزلج مدعومة. اتخذت قرار التسجيل فورًا رغم أن البرنامج مخصص لمن هم أكبر من 12 عامًا. ووصفت الأم تعبير “طفل أسترالي يتحدى المستحيل من أجل المتعة والتحدى. بأنه وصف حقيقي.
وتصف مايا الموقف بقولها إنها اتصلت مباشرة. وأخبرتهم أن ابنها عاشق للمخاطرة. وبحاجة لتجربة تتيح له الشعور بالحرية. وتؤكد أنهم تجاوبوا معها على الفور. وفتحوا باب المشاركة أمامه.

وتشير مايا إلى أن استخدام كلمات مثل «شامل». و«متاح» لا يعني في كثير من الأحيان توفير فرصة حقيقية للأطفال. مثل لويد الذين تُعد احتياجاتهم أكثر تعقيدًا من غيرهم.
وتقول بأسى إن كثيرًا من الأنشطة تستبعد أطفالًا مثل ابنها ممن يعانون إعاقة ذهنية شديدة.دون قصد. لكنها تؤكد أن لويد يريد الاستمتاع مثل أي طفل آخر. وتضيف أن المتعة بالنسبة له يجب أن تكون مختلفة قليلًا. وتعتبر أن هذا أمر طبيعي طالما وُجد أشخاص مستعدون للمحاولة وابتكار حلول مناسبة.
الرياضة تبني الجسور قبل أن ترفع المعنويات
وفي سياق متصل، تستعد ملبورن لانطلاق مهرجان الرياضة والترفيه لذوي الإعاقة في دورته الخامسة عشرة، وهو حدث يُوفّر للمشاركين من مختلف القدرات فرصة لتجربة أنشطة رياضية وترفيهية مُيسّرة.
ويتضمن البرنامج مباراة في الرجبي بـ الكراسي المتحركة وموسيقى يقدمها DJ كوبر، وهو منتج ودِي جي مصاب بالشلل الدماغي حقق شهرة واسعة.
وسيشارك في المهرجان أيضًا بيتر أوغونييمي، القادم من نيجيريا. والذي يقول إن الرياضة أنقذت حياته بعدما قضى طفولته يزحف إلى المدرسة بسبب إصابته بشلل الأطفال. وتمكن لاحقًا من التحول إلى لاعب كرة سلة بالكراسي المتحركة. ولاعب في دوري AFL.

ومن جانب آخر، يتحدث ماثيو بريت، مدير رياضات التزلج في YMCA، عن الإطار المخصص لجميع القدرات الذي ظهر لأول مرة في فعالية «مومبا».
ويقول بريت إنه أدرك فورًا أن هذا الابتكار قادر على تغيير حياة الكثير من الأطفال الذين لا يستطيعون التزلج بمفردهم.
الشمولية وإزالة الحواجز
ويرى أن جلسة التزلج في ملعب ريفرسايد. بمشاركة لويد. كانت واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في مسيرته المهنية. ويؤكد أن ثقافة التزلج ترحب بكل من يملك الجرأة على التجربة. ويعتبر أن توفير أداة تسمح للأطفال غير القادرين على التزلج ذاتيًا. بالدخول إلى الساحة خطوة مهمة نحو رياضة أكثر انفتاحًا. .
أما ديف ويلز، الرئيس التنفيذي لمنظمة «ريك لينك أستراليا»، فيؤكد أن الشمولية ليست مجرد فتح الأبواب. بل إزالة الحواجز وإتاحة الفرص المتساوية. ويشير إلى أن الرياضة ليست ترفًا. بل وسيلة لبناء الروابط. وتعزيز الإحساس بالانتماء داخل المجتمع. .
وتختم مايا حديثها بأن الإطار المخصص أعطى ابنها أول لمسة حقيقية من عالم التزلج. وتقول إنه أصبح شغوفًا به فورًا. وتؤكد أنه لولا الدعم والموقف الإيجابي لما حدث شيء من هذا.
وتضيف أن إنشاء مساحات تسمح لأطفال مثل لويد بالانتماء لا يغير عالمهم فقط. بل يرفع وعي المجتمع كله. وتعتبر أن التزلج في هذه الحالة لم يعد مجرد رياضة بل جسرًا يوصل بين العوالم الإنسانية. وتقول أخيرًا إن شعور لويد أثناء التزلج يمكن اختصاره بكلمتين: «فرح خالص».


.png)

















































