طفل غزاوي يفقد أطرافه بقصف إسرائيلي ونمل الخيام يهدد حياته

طفل غزاوي يفقد أطرافه بقصف إسرائيلي ونمل الخيام يهدد حياته

المحرر: حسن معروف - غزة

رغم تخطي المآسي الإنسانية في غزة أي حدود للعقل والمنطق، واستمرار عمليات القتل والتجويع للشعب الفلسطيني، والتي خلفت مئات آلاف المصابين الذين أصبحوا من ذوي الإعاقة في طرفة عين، تواصل “جسور” رصد معاناتهم ومحاولة تخفيفها قدر الإمكان، فإن أعجزنا درب عن الوصول إليهم سلكنا ألفا غيره.

الطفل أحمد العبادلة قبل إصابته بسلاح جيش الاحتلال

بأي ذنب قصفت؟

من بين أطفال غزة الحزينة، يعيش الطفل أحمد العبادلة، البالغ من العمر 13 عامًا، مأساة إنسانية مزدوجة، بعد أن فقد والده وأخويه شهداء أمام عينيه في أول أيام عيد الأضحى المبارك. أحمد الذي كان يرافق عائلته في زيارة عادية، تعرض وأسرته لقصف وحشي من قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن إصابات بالغة نقل على إثرها إلى مستشفى ناصر في غزة فاقدًا للوعي، ليبدأ رحلة طويلة من الألم الجسدي والنفسي.

طفل يصمد صمود الأبطال

تروي شقيقته، في تصريحات خاصة لـ “جَسور”، أن أحمد أصيب بجروح بالغة شملت تهتكًا كاملاً في مفصل يده اليمنى مع قطع جميع أوتارها، وكسور في عظام قدمه اليسرى، وتآكل في مفصل قدمه اليمنى من الجهتين. خضع أحمد لعمليات جراحية معقدة، واضطر الأطباء لأخذ رقعة جلدية من فخذه اليمنى لترميم قدميه، إضافة إلى جراحة في الصدر لإزالة شظية استقرت في رئته.

وأضافت “رغم خروجه من المستشفى بعد 40 يومًا من العلاج المكثف، لا يزال أحمد يعاني من التهابات شديدة وآلام مستمرة، خاصة بعد اكتشاف النمل يتغذى على جروحه أثناء إقامته في خيمة غير صالحة للعيش”، لتتكالب عليه المصائب وتنكسر نصال الأزمات على نصال الأزمات.

الطفل أحمد العبادلة قبل أن يتحول لحطام بفعل قنابل جيش الاحتلال

حصار غير آدمي يهدد حياة أحمد

وتابعت العبادلة المكلومة في والدها وأشقائها بأمر عسكري من قوات الاحتلال: “بعد خروجه من المستشفى، لم يجد أحمد ملاذًا سوى خيمة محاطة بالحشرات والنمل، مما زاد من معاناته الجسدية والنفسية. يعتمد الطفل حاليًا على المسكنات، الفيتامينات، الحديد، الكالسيوم، والمنومات لتحمل الألم ورغم ذلك لا يقو على النوم، إضافة إلى دهانات لعلاج التهابات الرقع الجلدية،  ومع غياب الطعام، يعاني أحمد من نقص التغذية الذي يهدد تعافيه”.

ووفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تُعتبر حالة أحمد حرجة وتتطلب تدخلاً طبيًا عاجلاً يشمل جراحات عظام وأعصاب، تركيب مفاصل صناعية، وتأهيل بدني ونفسي طويل الأمد.

وأوضحت شقيقته أنه يحتاج إلى السفر لخارج القطاع لتلقي العلاج في مركز طبي متخصص، حيث إن الإمكانيات الطبية المحدودة في غزة لا تكفي لتلبية احتياجاته، كما أن الخروج لم يعد رفاهية لدى الغزويين، ولا بد من تدخل دبلوماسي واتصالات عالية المستوى.

لم يفقد أحمد الأمل رغم المأساة، يناشد الطفل العالم ليساعده على السفر للعلاج، واستعادة حركة أطرافه، والعيش كأي طفل في الثالثة عشرة من عمره، كما يطمح أحمد أن يكون سندًا لوالدته التي فقدت زوجها وأبنائها، في ظل ظروف معيشية قاسية.

الأشعة تظهر تهتك يد أحمد العبادلة

عائلة أحمد تناشد المجتمع الدولي والجمعيات الإنسانية  والمنظمات الإغاثية، والأفراد إلى مد يد العون لإنقاذ حياة هذا الطفل، فالحالة مسجلة لدى منظمة الصحة العالمية، وهناك حاجة عاجلة لتوفير التمويل اللازم للسفر والعلاج.

المقالة السابقة
القومي للإعاقة يزور مراكز تدريب ذوي الإعاقة بأحياء القاهرة
المقالة التالية
بريطاني من ذوي الإعاقة يستعد لتسلق أعلى قمة جبل قرغيزستان