في واحد من أحدث الأفلام الوثائقية البريطانية التي تسلط الضوء على ثورة التكنولوجيا في مجال الإعاقة. يكشف وثائقى جديد بعنوان«رؤية المستقبل Seeing into the Future». وهو العمل المعروض على قناة BBC Two. عن طفرة غير مسبوقة تعيد رسم ملامح الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة فاقدي البصر والمصابين بإعاقات حركية.
يقود المشاهدَ في هذه الرحلة الممثل الكوميدي البريطاني كريس ماكوسلاند. وهو كفيف، ليقدّم رؤية عميقة عن كيفية تحوّل التقنيات الحديثة. وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي. إلى أدوات تمنح ملايين الأشخاص مستوى جديدًا من الحرية والاستقلال والاندماج في المجتمع.
هذا الفيلم التلفزيوني لا يكتفي باستعراض ما تحقق. بل يفتح نافذة واسعة على ما ينتظر العالم خلال السنوات القليلة المقبلة. حيث تبدو التقنيات المساعدة في طريقها لتحقيق نقلة تاريخية في حياة ملايين الأشخاص حول العالم.
من أجل فاقدي البصر هاتف يتحوّل إلى «عين ناطقة»
يبدأ الفيلم بمشهد بسيط لكنه صادم في قوته. حيث ماكوسلاند يمسك قميصًا ويسأل هاتفه الذكي: «ما هذا القميص؟». فيرد الجهاز: «قميص رمادي يحمل شعار Deftones»
هذه القدرة الفائقة على التعرف على الأشياء، وتحديد الألوان. وحتى معرفة ما إذا كانت الملابس تحتاج إلى كي، تمثل نقطة تحول لفاقدي البصر. ويصف ماكوسلاند هاتفه بأنه: «عين لها فم»
ورغم أن الشاشات الزجاجية بلا أزرار بدت يومًا ما أكثر الأجهزة إقصاءً للمكفوفين. فإنها أصبحت، بفضل الذكاء الاصطناعي، الأداة الأكثر إتاحة في حياتهم اليومية.
نظارات ميتا الذكية تقرأ العالم لحامليها
يتوجّه ماكوسلاند إلى الولايات المتحدة لزيارة منشآت ميتا. حيث يجرب النظارات الذكية الجديدة القادرة على تقديم وصف حيّ ولحظي لما يحيط بالمستخدم.
هذه النظارات، التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، تُحدث نقلة مهمة. لأنها تُحرّر يدَي فاقدي البصر وتمنحهم تجربة بصرية صوتية مستمرة.
تصف النظارات المشهد من حوله، وتحدد الأشخاص والأشياء، وتلتقط التفاصيل الدقيقة، مما يجعل حياتهم أكثر استقلالًا وأمانًا.
ويعلق ماكوسلاند: «الشيء الوحيد الذي يفتقر إليه المكفوفون دائمًا هو يدايان حرتان»
وفي معهد MIT، يطلع ماكوسلاند على ابتكارات مذهلة في مجال تكنولوجيا النانو. حيث تعمل فرق علمية على تطوير أجهزة جزيئية. قد تتمكن في المستقبل من إصلاح الخلايا التالفة داخل جسم الإنسان، بما في ذلك خلايا العين.
كما يجرب جهازًا مساعدًا على المشي يُثبت على الساق. ويمنح مستخدمه قوة إضافية أثناء الحركة. ويشبه الدعامة التي استخدمها «بروس واين» في فيلم The Dark Knight Rises. لاستعادة قوته. فهذه التقنيات لا تعزز الحركة فحسب. بل تمنح الأشخاص ذوي الإعاقات الحركية فرصة للعيش باستقلالية أكبر.
السيارات ذاتية القيادة رحلة للمرة الأولى دون مرافق
من أكثر المشاهد تأثيرًا في الوثائقي هو تجربة ماكوسلاند للسيارة ذاتية القيادة.
ولأول مرة في حياته، يستطيع رغم كف بصره، أن يستقل سيارة وحده دون سائق أو مرافق. السيارات الذاتية تُجري حسابات معقدة بسرعة الضوء، وتكوّن نماذج ثلاثية الأبعاد للبيئة المحيطة بدقة مذهلة.
ويقول ماكوسلاند: «الثقة في سيارة ذاتية القيادة ليست مختلفة كثيرًا عن الثقة في سائق لا أعرفه»
ومن المتوقع أن تبدأ هذه السيارات بالانتشار في المملكة المتحدة خلال العام المقبل.
ويرصد الوثائقي الجديد جانبًا طريفًا يتعلق بالفجوة الثقافية بين بريطانيا والولايات المتحدة. خصوصًا عند التعامل مع تكنولوجيا فائقة الحداثة.
وعلى الرغم من التطور اللافت. لا تزال أجهزة الذكاء الاصطناعي تفتقر إلى حس الدعابة. كما يُظهر الفيلم في مشاهد مضحكة. خاصة عندما تحاول النظارات الذكية تفسير ما تراه بجدية مفرطة.
ويطرح الفيلم أيضا أسباب أهمية مشاهدة هذا الوثائقي، ومن أهم هذه الأسباب:
_لأنه يعرض مستقبل التقنيات المساعدة لذوي الإعاقة وقدرتها على تغيير حياة ملايين الأشخاص.
_ولأنه يقدّم فهمًا واقعيًا لكيفية توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الاستقلال والكرامة.
_ولأنه يطرح الأسئلة الأخلاقية حول دور الشركات التقنية الكبرى ومسؤولياتها تجاه المجتمع.


.png)


















































