دعا منتدى الأشخاص ذوي الإعاقة في الكومنولث CDPF ، حكومات الكومنولث إلى جعل دمج الأشخاص ذوي الإعاقة وضمان إمكانية الوصول أولوية أساسية على جدول أعمالها خلال اجتماع قادة الكومنولث المقرر في دولة أنتيجوا، وهى دولة صغيرة فى منطقة الكاريبي العام المقبل 2026.
تأتي تلك الدعوة في ظل استمرار حرمان أكثر من 430 مليون شخص من ذوي الإعاقة في 56 دولة عضو، معظمها مستعمرات بريطانية سابقة، من الوصول المتساوي إلى الخدمات والفرص.
وتمثل CDPF الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع الدول الأعضاء. وقد وجهت الدعوة لاعتماد خطة عمل لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة خلال قمة رؤساء حكومات الكومنولث CHOGM في دولة أنتيجوا، بهدف جعل قضايا الإعاقة أولوية واضحة في عمل الكومنولث خلال السنوات المقبلة.
وقال الأمين العام للمنتدى، ريتشارد رايزر: «مهمتنا هي ضمان التنفيذ الكامل للحقوق المنصوص عليها في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي صادقت عليها 55 من أصل 56 دولة، بما في ذلك باربادوس»
وأضاف أن دولة باربادوس وهى أيضا دولة جزرية كاريبية، أحرزت تقدمًا ملحوظًا من خلال إصدار قانون الأشخاص ذوي الإعاقة والسياسات المرتبطة به، بينما لا تزال العديد من الدول الكاريبية متأخرة في وضع أطر مماثلة.
وأوضح رايزر: «الوضع لم يتطور في معظم الدول الأخرى. نحن الآن، في الكاريبي ومناطق أخرى من الكومنولث، نسعى للحصول على اتفاق على خطة عمل دمج الأشخاص ذوي الإعاقة من قبل رؤساء الحكومات عند اجتماعهم في أنتيجوا، بحيث تصبح الإعاقة أولوية واضحة في عمل الكومنولث. حاليًا، لا يتم حتى ذكر هذه القضايا في خطة العمل للخمس سنوات القادمة»
وتتزامن قمة أنتيجوا مع الذكرى العشرين لاتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ومع ذلك فإن أكثر من 430 مليون شخص من ذوي الإعاقة في الكومنولث ما زالوا يواجهون حواجز كبيرة في الحصول على التعليم والصحة والعمل والسكن وجميع مجالات الحياة.
وأكد رايزر أن هؤلاء الأشخاص «يستحقون الحماية من التمييز وأن يُعاملوا على قدم المساواة، بالضبط كما التزمت الحكومات عند تصديقها على الاتفاقية»
وحث رايزر الحكومات على «إعادة النظر في الوثيقة التي صادقت عليها وجعلها واقعًا ملموسًا من خلال التعاون عبر الكومنولث»، مؤكدًا أن التجارب تختلف كثيرًا بين الدول المتقدمة والنامية والأقل نموًا.
وشدد على أهمية التوعية العامة والتعليم وفق المادة 8 من الاتفاقية لتغيير التصورات الخاطئة تجاه الإعاقة، مضيفًا: «يجب أن نتوقف عن رؤية الإعاقة كشيء مخيف أو يثير الشفقة»
وأشار إلى استمرار وجود العديد من الحواجز، مثل الوصاية المفرطة والتمييز في أماكن العمل. مشيدًا بالشركات التي اعتمدت سياسات الدمج.
وقال: «غالبًا ما يختار أصحاب العمل الشخص غير المعاق بدل المعاق، وهذا خطأ. الأشخاص ذوي الإعاقة الذين يصلون إلى مستوى مؤهل قد أثبتوا بالفعل كفاءتهم والتزامهم وإصرارهم. ستحصل الشركات على قيمة أفضل عند توظيفهم».
وأشاد بجهود شركة التجزئة Massy لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل متعمد.
من جانبها، دعت نائبة رئيس المنتدى كيري-آن إيفيل جميع حكومات الكومنولث إلى إظهار القيادة الحقيقية من خلال الالتزام بالوصول والشمول على جميع المستويات.
وأشارت إلى التحديات الكبيرة التي واجهها الأشخاص ذوي الإعاقة خلال قمة CHOGM 2022 في رواندا، حيث لم تكن هناك ترتيبات للمشاركة الفاعلة في العديد من البرامج والمناقشات، وحتى في المنتدى المخصص للإعاقة لم تتوفر ترجمة للغة الإشارة إلا إذا أحضر المشاركون أجهزتهم الخاصة، وكانت الغرف غير مهيأة لاستيعاب الكراسي المتحركة.
وأكدت إيفيل أن خطة العمل المقترحة ستضمن عدم تكرار مثل هذا الاستبعاد، وقالت: «نريد من كل دولة في الكومنولث الالتزام بجعل أنظمتها ومرافقها متاحة. المدارس وأماكن العمل ووسائل النقل والمباني الحكومية. الشمول ليس صدقة إنها حق»
وأضاف رايزر أن تدريب القيادة الشبابية الإقليمي الذي عُقد مؤخرًا في باربادوس، وجمع ناشطين شباب من 12 دولة كاريبية في الكومنولث، أظهر قوة المشاركة الشاملة.
مضيفًا: «لدينا ناشطون شباب يمتلكون الآن المعرفة والتقدير للعودة إلى مناطقهم ودفع حكوماتهم لدعم خطة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة. جميع وكالات الأمم المتحدة تعاملت مع الإعاقة بجدية لأكثر من عقد من الزمن، لكننا لا نرى الكومنولث يفعل ذلك. ما زال يعاملنا بطريقة سطحية وهذا ليس ما نريده. نريد أن نُعامل بعدل»
تأتي هذه الدعوة في وقت حاسم قبيل قمة أنتيجوا 2026، مع التأكيد على ضرورة تحويل الالتزامات النظرية إلى إجراءات عملية ملموسة تعزز الشمولية والوصول والمساواة لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة في الدول الأعضاء بالكومنولث.