لا مكان آمن في غزة.. «اليونيسف»: أطفال مبتورو الأطراف يكافحون وسط الغبار

لا مكان آمن في غزة.. «اليونيسف»: أطفال مبتورو الأطراف يكافحون وسط الغبار

المحرر: عبد الصبور بدر - غزة

قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» جيمس إلدر إن الوضع الإنساني في قطاع غزة بات «أسوأ من أي وقت مضى»، مؤكداً أن المنطق الذي يُفرض على سكان القطاع «وحشي ومتناقض»، في ظل استمرار الدمار ونزيف المعاناة الذي يطول الأطفال والنساء وكبار السن دون استثناء.

و أوضح إلدر أن مدينة غزة لا تزال مأوى لعشرات الآلاف من الأطفال الذين يعيشون وسط الأنقاض في مشهد يختزل المأساة اليومية لسكان القطاع.

و وصف المشهد قائلاً: «أطفال حفاة يدفعون أجدادهم على الكراسي المتحركة بين الركام، وأطفال مبتورو الأطراف يكافحون وسط الغبار، وأمهات يحملن أطفالاً منهكين تنزف جلودهم من شدة الطفح الجلدي».

وأضاف أن «الأطفال يرتجفون من شدة الغارات الجوية، ثم يرفعون رؤوسهم نحو السماء محاولين تتبع النيران القادمة من المروحيات والطائرات الرباعية».

وأشار المتحدث الأممي إلى أن السؤال الذي يُطرح عليه في كل مكان داخل غزة، سواء من النساء أو كبار السن أو حتى من الأطفال، هو: «أين نذهب؟»، مؤكداً أن الإجابة ما زالت كما كانت منذ ما يقرب من عامين: «لا مكان آمناً في قطاع غزة».

وشدد إلدر على أن حجم المعاناة تجاوز كل التصورات الإنسانية، في ظل انهيار البنية التحتية والخدمات الصحية الأساسية واستمرار الحصار الذي يمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من العائلات التي تعيش في ظروف قاسية.

وأكد ممثل «اليونيسف» أن الأطفال في غزة يعانون من صدمات نفسية حادة نتيجة استمرار القصف وفقدان أفراد الأسرة، مشيراً إلى أن الآلاف منهم باتوا يواجهون سوء تغذية حاداً وأمراضاً جلدية وتنفسية في غياب الرعاية الطبية اللازمة. وأضاف أن الأوضاع داخل مراكز الإيواء التي لجأت إليها العائلات الفلسطينية تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الكريمة، حيث يزدحم فيها الناس دون مياه نظيفة أو غذاء كافٍ أو خدمات صحية أساسية.

وحذرت المنظمة من أن استمرار الوضع الحالي سيؤدي إلى «كارثة إنسانية غير مسبوقة» في غزة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لتأمين ممرات إنسانية آمنة وضمان وصول الإغاثة إلى جميع المتضررين. وأكدت أن حماية المدنيين، وخاصة الأطفال، يجب أن تكون أولوية مطلقة في أي تحرك سياسي أو ميداني يتعلق بالقطاع.

إعاقات خلفها القصف

تتحول براءة الطفولة في غزة إلى مأساة يومية، إذ يعيش مئات الأطفال الذين فقدوا أطرافهم نتيجة القصف الإسرائيلي معاناة لا تنتهي. كثير منهم بُترت أذرعهم أو سيقانهم تحت الأنقاض أو داخل المستشفيات التي تفتقر إلى المعدات الطبية. هذه الإصابات لم تحرمهم من الحركة فقط، بل سرقت منهم إحساس الأمان والطفولة.

غياب الرعاية والتأهيل

يعاني الأطفال المبتورون من غياب برامج التأهيل والدعم النفسي، بعد أن دُمّرت المراكز المتخصصة أو توقفت عن العمل. ولا يجد الأهالي وسيلة لتوفير الأطراف الصناعية أو العلاج الفيزيائي، فيما تظل المستشفيات عاجزة أمام الأعداد المتزايدة من المصابين. تقول منظمات الإغاثة إن مئات الأطفال ينتظرون دورهم في قوائم طويلة لتلقي الرعاية الطبية.

حياة بين الركام والألم

يعيش هؤلاء الأطفال بين الركام، يحاولون التكيف مع واقع قاسٍ دون مساعدة كافية. بعضهم يستخدم أدوات بدائية للتحرك، وآخرون يعتمدون على أقاربهم في أبسط تفاصيل حياتهم اليومية. ومع استمرار الحصار وانقطاع الإمدادات، تبدو فرصهم في الحصول على حياة كريمة شبه معدومة. ورغم الألم، تبقى ابتساماتهم الصغيرة دليلاً على إرادة لا تُكسر وسط ركام الحرب.

المقالة السابقة
غدا.. «دمج كبار السن وذوي الإعاقة» في اقتصاد الرعاية العربي ببيروت
المقالة التالية
مصر.. «التضامن» تهدي جامعة الأزهر طابعة «برايل» دعمًا للطلاب المكفوفين

وسوم

أمثال الحويلة (397) إعلان عمان برلين (463) اتفاقية الإعاقة (608) الإعاقة (142) الاستدامة (1102) التحالف الدولي للإعاقة (1075) التشريعات الوطنية (847) التعاون العربي (517) التعليم (83) التعليم الدامج (66) التمكين الاقتصادي (90) التنمية الاجتماعية (1097) التنمية المستدامة. (84) التوظيف (65) التوظيف الدامج (830) الدامج (56) الدمج الاجتماعي (637) الدمج المجتمعي (164) الذكاء الاصطناعي (86) العدالة الاجتماعية (74) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (511) الكويت (87) المجتمع المدني (1080) الولايات المتحدة (63) تكافؤ الفرص (1072) تمكين (89) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (527) حقوق الإنسان (77) حقوق ذوي الإعاقة (95) دليل الكويت للإعاقة 2025 (373) ذوو الإعاقة (158) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1040) ذوي الإعاقة (533) ذوي الهمم (58) ريادة الأعمال (396) سياسات الدمج (1060) شركاء لتوظيفهم (386) قمة الدوحة 2025 (652) كود البناء (452) لغة الإشارة (72) مؤتمر الأمم المتحدة (342) مجتمع شامل (1067) مدرب لغة الإشارة (640) مصر (90) منظمة الصحة العالمية (663)