مالك نادي كرة يتبرع بـ50 مليون دولار لإنشاء مركز متخصص في أبحاث “التوحد”

فيلادلفيا – جسور –  فاطمة الزهراء بدوي

في خطوة وُصفت بأنها واحدة من أكبر المبادرات الخيرية في مجال أبحاث التوحد على مستوى الولايات المتحدة، أعلن جيفري لوري، مالك نادي فيلادلفيا إيغلز لكرة القدم الأميركية، عن تبرعه وعائلته بمبلغ 50 مليون دولار لإنشاء مركز شامل مخصص لدراسة التوحد وأسبابه وخيارات علاجه عبر مراحل الحياة المختلفة.

المبادرة الجديدة التي يُرتقب أن تُحدث تحولًا كبيرًا في فهم اضطرابات طيف التوحد، ستُكرَّس لتأسيس “مركز أبحاث التوحد مدى الحياة” (Lifespan Autism Research Center) والذي سيتخذ من ولاية بنسلفانيا مقرًا له، وسيجمع بين باحثين في علم الأعصاب، الطب النفسي، الوراثة، وعلم النفس التنموي، بالإضافة إلى متخصصين في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة.

وقال لوري في بيان رسمي: “التوحد مسار حياة بأكملها، ومع الأسف، لا تزال فجوات الفهم والتمويل ضخمة.. نحن بحاجة ماسة إلى تسريع وتيرة البحث العلمي، وتطوير أدوات تشخيص وعلاج تتناسب مع الاحتياجات المتغيرة للأشخاص على طيف التوحد من الطفولة حتى الشيخوخة”.

وأكد أن هذا التمويل هو امتداد لجهوده المتواصلة منذ أكثر من عقد لدعم مجتمع التوحد، والتي توجت سابقًا بإطلاق “مبادرة التوحد في إيغلز” (Eagles Autism Foundation)، وهي مؤسسة تابعة للنادي جمعت أكثر من 25 مليون دولار منذ تأسيسها في 2018.

وسيركز المركز الجديد على ثلاثة محاور رئيسية:

1- البحث العلمي متعدد التخصصات: دراسة الأسباب الجينية والبيئية للتوحد، مع تطوير استراتيجيات وقائية وعلاجية قائمة على الأدلة.

2- رعاية مستمرة عبر الحياة: تصميم برامج دعم وتشخيص تشمل جميع المراحل العمرية، وخاصة المراهقة وسن الرشد، وهي مراحل تعاني من نقص شديد في الخدمات المتخصصة.

3- دمج التقنيات الحديثة: استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الأنماط السلوكية والبيانات الطبية، وتطوير أدوات تشخيص رقمية تساعد على الكشف المبكر والدقيق.

وقد لاقت الخطوة ترحيبًا واسعًا من الأوساط الأكاديمية والطبية في الولايات المتحدة. وقالت الدكتورة ماريا كوفمان، مديرة مركز الأبحاث العصبية في جامعة بنسلفانيا: “هذه المبادرة ستضع فيلادلفيا في صدارة مدن العالم في مجال أبحاث التوحد، وستُسهم في إحداث نقلة نوعية في الفهم المجتمعي والعلمي لهذه الحالة المعقدة”.

ومن المتوقع أن يبدأ العمل في المركز قبل نهاية عام 2025، على أن تُنشر نتائج أولية لأبحاثه خلال السنوات الثلاث الأولى من انطلاقه.. كما ستُتاح أبوابه للتعاون مع الجامعات والمراكز البحثية الأخرى محليًا ودوليًا.

يُذكر أن جيفري لوري لطالما عبّر عن التزامه الشخصي بدعم قضايا التوحد، متأثرًا بتجربة عائلية قريبة، ما دفعه لتحويل منصة ناديه الرياضي إلى منبر لرفع الوعي وإحداث تأثير ملموس في المجتمع.