مبادرة صينية لتحسين حياة كبار السن من ذوي الإعاقة بالمناطق الريفية

مبادرة صينية لتحسين حياة كبار السن من ذوي الإعاقة. في القرى والمناطق الريفية بالصين. بدأ تنفيذها هذا الشهر، حيث تتجه الجهود مؤخرًا إلى الوصول بالرعاية إلى منازلهم. بدلًا من انتظار انتقالهم إلى مراكز متخصصة.

مبادرة صينية لتحسين حياة كبار السن تصل إلى المنازل

انطلقت حافلة صغيرة من البلدة. وسارت لأكثر من ساعة على الطريق الرئيسي. قبل أن تنعطف إلى مسار ترابي ضيق. وصولًا إلى قرية تتبع محافظة فنغنينغ في مقاطعة خبي شمالي الصين.

وفي الثامن من ديسمبر. رافقت صحيفة «غلوبال تايمز» فريقًا من مؤسسة الصين لتنمية حقوق الإنسان. لتسليم سرير ذكي مخصص إلى وانغ يونشيانغ. البالغ من العمر 69 عامًا. وهو من كبار السن من ذوي الإعاقة الشديدة. ويعيش في منزله بالريف.

وأوضح أحد مختصي رعاية المحتضرين لزوجة وانغ. التي تتولى رعايته بمفردها منذ سنوات. كيفية استخدام جهاز التحكم لضبط السرير. بما يسهل تقليبه وتحريك أطرافه. مؤكدًا أن الأزرار موضحة بالرموز في حال عدم القدرة على القراءة. واستوعبت الزوجة التعليمات بعناية. محاولة حفظ كل التفاصيل.

سياسات داعمة لكبار السن من ذوي الإعاقة

وخلال السنوات الأخيرة. أطلقت أكثر من مبادرة صينية. لتحسين حياة كبار السن من ذوي الإعاقة في المناطق الريفية. إذ دعت توصيات اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني الخاصة بالخطة الخمسية الخامسة عشرة. إلى توسيع التأمين على الرعاية طويلة الأجل. وتحسين نظام رعاية كبار السن ذوي الإعاقات الوظيفية. وتوسيع خدمات إعادة التأهيل ورعاية المحتضرين. وفق وكالة «شينخوا».

وفي هذا السياق. أطلقت مؤسسة الصين لتنمية حقوق الإنسان مبادرة صينية لتحسين حياة كبار السن من ذوي الإعاقة الشديدة أو الجزئية. المقيمين في منازلهم بالمناطق الريفية. من خلال دعم مالي ومادي موجه. وتدريب متطوعين محليين. وتمكين مهني في مجالات إعادة التأهيل والرعاية. إلى جانب بناء آليات مستدامة. لتحسين جودة حياتهم بشكل ملموس.

تحديات الرعاية في القرى

وقال الطبيب تشو تسنغدينغ. نائب رئيس الأطباء في مستشفى رويجين التابع لجامعة شنغهاي جياو تونغ. أثناء فحص وانغ. إن تقرحات الفراش لديه قد شُفيت بالكامل. مؤكدًا أهمية المتابعة المستمرة.

ويعاني وانغ من ضمور في المخيخ منذ ست أو سبع سنوات. كما أُصيب سابقًا بالتهاب الكبد الوبائي «بي». وتعرض قبل عام لكسر في الحوض جعله مشلولًا. وهو مصنف ضمن الإعاقة الجسدية من الدرجة الثانية. ولا يستطيع التواصل بشكل طبيعي.

وأوضحت المؤسسة أن كثيرًا من الحالات المشابهة ما زالت قائمة. رغم تحسن السياسات. بسبب اتساع المناطق الريفية. وتباعد التجمعات السكانية. وضعف الموارد الاقتصادية نسبيًا. ما يدفع العديد من كبار السن من ذوي الإعاقة إلى البقاء في منازلهم.

ومع تطور البرنامج. باتت كل زيارة منزلية تضم مختصين طبيين. يقدمون فحوصات مباشرة. وتوجيهات مهنية فردية. إلى جانب توثيق شامل لاحتياجات كل حالة. تمهيدًا لدعم لاحق أكثر دقة.

كما شمل البرنامج تدريب عشرات الكوادر الطبية المحلية. وتقديم خدمات دعم نفسي لمقدمي الرعاية. إلى جانب إدخال خدمات تطوعية متخصصة في رعاية المحتضرين. لتخفيف المعاناة الجسدية والنفسية عن كبار السن من ذوي الإعاقة وأسرهم.

دائرة دفء تتسع

وتوجت هذه الجهود بإطلاق مبادرة صينية لتحسين حياة كبار السن من ذوي الإعاقة. إذ تشير تقارير رسمية إلى أن 180 مليون شخص مشمولون بتأمين الرعاية طويلة الأجل. واستفاد أكثر من 2.36 مليون شخص من ذوي الإعاقة من هذه البرامج حتى نهاية 2023.

وفي فنغنينغ. لعب المتطوعون المحليون دورًا محوريًا في إنجاح المبادرة. حيث تسعى الفرق القائمة عليها إلى إنشاء قاعدة تطوعية دائمة. لضمان استمرارية الدعم.

وفي إحدى اللحظات المؤثرة. أظهر فانغ تساي. البالغ من العمر 87 عامًا. تحسنًا غير متوقع. بعد عام من ملازمة الفراش. إذ حاول الاستجابة للطبيب بأصوات خافتة. وبدت لمعة أمل في عينيه.