Skip to content

مع الاستعداد لإطلاق المتحف الكبير.. هل المتاحف المصرية جاهزة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة؟

مع الاستعداد لإطلاق المتحف الكبير.. هل المتاحف المصرية جاهزة لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة؟

لا توجد تعليقات

القاهرة: نهى بكر

تُعد المتاحف ركيزة أساسية في حفظ التراث الثقافي والتاريخي، وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى نشر المعرفة بين جميع فئات المجتمع، بما فيهم ذوو الاحتياجات الخاصة. ومع تزايد الوعي العالمي بأهمية دمج هذه الفئة في الأنشطة الثقافية، أصبح تجهيز المتاحف المصرية لاستقبالهم أمرًا ضروريًا. ومع ذلك، ورغم بعض الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة عند زيارة المتاحف المصرية، مما يطرح تساؤلات حول مدى جاهزية هذه المؤسسات لاستقبالهم.

وقد شهدت السنوات الأخيرة بعض التطورات الإيجابية في تجهيز المتاحف المصرية لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث بدأت بعض المتاحف الكبرى في تحسين بنيتها التحتية وتوفير بعض الخدمات المخصصة لهم.

وخلال جولة قامت بها محررة “جَسور” في عدد من المتاحف المصرية، خلصت لعدد من الملاحظات.

المتحف المصري الكبير: العالم كله يتطلع بشغف لافتتاحه والذي تقرر يوم 3 يوليو القادم. وقد بدا المتحف مؤهلا تماما لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، بدءا من مجانية تذكرة الدخول لذوي الاحتياجات الخاصة ومرافق مروراً بخلق بيئة كاملة ملائمة لتقديم الخدمة لكل أنواع الإعاقة.
مما يجعل من تجربة زيارة المتحف أكثر شمولية، مثل تقديم مجسمات لمسية ليستطيع المكفوفون التعرف على المعروضات عن طريق اللمس، إلى جانب تهيئة الممرات الخاصة بالكراسي المتحركة.

المتحف القومي للحضارة المصرية: يُعد من أكثر المتاحف المصرية تجهيزًا لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يحتوي على مصاعد كهربائية وممرات مخصصة للكراسي المتحركة. كما تتوفر به شاشات تفاعلية ولغة إشارة لمساعدة الزوار من الصم وضعاف السمع.

مكتبة الإسكندرية: ورغم كونها ليست متحفًا بالمعنى التقليدي، فإنها تضم متحفًا للآثار وتوفر خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، مثل المصاعد والممرات الخاصة، إلى جانب لوحات تعريفية بلغة برايل للمكفوفين متطورة جدا

ورغم بعض التحسينات، إلا أن العديد من المتاحف المصرية لا تزال غير مهيأة بالكامل لاستقبال ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن بين هذه المتاحف:

المتحف المصري بالتحرير: رغم كونه من أهم المتاحف في مصر، إلا أنه يعاني من نقص المصاعد الكهربائية المناسبة، كما أن الممرات غير ممهدة بالكامل للكراسي المتحركة، ما يجعل التنقل داخل المتحف صعبًا بالنسبة لذوي الإعاقة الحركية.

متحف الفن الإسلامي: لا يحتوي على ممرات كافية لذوي الإعاقات الحركية، كما أن اللوحات التعريفية للغة برايل متوفرة ولكن  ناعمة جدا مع الاستخدام المستمر مما يجعل تجربة المكفوفين محدودة.

متحف الإسكندرية القومي: لا يوفر مترجمي لغة الإشارة أو جولات صوتية للمكفوفين، ما يقلل من إمكانية استفادة الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة من التجربة المتحفية.

غياب الأدوات التكنولوجية المساعدة

في الوقت الذي تعتمد فيه المتاحف العالمية على التكنولوجيا الحديثة لتحسين تجربة الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة، لا تزال معظم المتاحف المصرية متأخرة في هذا المجال. فمثلاً:

لا تتوفر تطبيقات صوتية تساعد المكفوفين على التجول داخل المتاحف بسهولة.

لا توجد شاشات تفاعلية في أغلب المتاحف لتمكين الصم وضعاف السمع من التعرف على المعروضات من خلال لغة الإشارة.

و قلة الكوادر المدربة على الرغم من وجود بعض المرشدين المدربين في عدد من المتاحف، فإن هذه الخدمة ليست متاحة على نطاق واسع. فمثلاً، لا يتوفر في معظم المتاحف مترجمو لغة إشارة دائمون، مما يسبب صعوبة في تواصل الزوار من الصم مع المرشدين السياحيين.

وعلى الجانب الآخر تسعى كبريات المتاحف العالمية لتقديم تجربة شاملة ومتكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة، يليق بالمتاحف المصري أن تطبقها بشكل كامل.

مثل متحف اللوفر (فرنسا): يقدم جولات خاصة للمكفوفين تمكنهم من لمس بعض المجسمات، بالإضافة إلى لوحات تعريفية بلغة برايل ومسارات مخصصة للكراسي المتحركة.

متحف المتروبوليتان (الولايات المتحدة): يحتوي على برامج مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة تشمل جولات تفاعلية، ومترجمي لغة الإشارة، وتطبيقات إرشادية للمكفوفين.

المتحف البريطاني (المملكة المتحدة): يوفر خريطة خاصة توضح أفضل المسارات لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى توفير أجهزة سمعية وأدلة إرشادية للمكفوفين.

ومن اللافت للنظر أن المتاحف المصرية بدأت في تنفيذ بعض التحسينات، إلا أن هذه الجهود لا تزال محدودة ولا تشمل جميع المتاحف. إذ يجب تحسين البنية التحتية، مثل توفير مصاعد كهربائية وممرات ممهدة لجميع المتاحف، خاصةً في المتحف المصري بالتحرير ومتحف الفن الإسلامي.

وتجهيز دورات المياه والمرافق العامة بحيث تكون مناسبة لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة.

تعزيز استخدام التكنولوجيا، وتطوير تطبيقات صوتية خاصة بالمكفوفين لمساعدتهم في التجول داخل المتحف.

توفير شاشات تفاعلية تحتوي على لغة الإشارة لمساعدة الصم وضعاف السمع على فهم المعلومات المعروضة وعمل تطبيق ب تقنية ال Qr كود بجانب كل لوحة عرض لتسهيل الشرح على الشخص الاصم بحيث يظهر له فيديو توضيحى للقطع بلغة الإشارة لا يزداد عن 15 ثانية لكل قطعة.

تدريب الموظفين والمرشدين السياحيين، وموظفي المتاحف بشكل عام، حول كيفية التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة. مع تعيين مترجمي لغة الإشارة بشكل دائم داخل المتاحف الكبرى.

توفير برامج تفاعلية ومحتوى مخصص وإدخال مجسمات لمسية في جميع المتاحف الكبرى ليتمكن المكفوفون من الشعور بالآثار.

تنظيم جولات خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة تتضمن مرشدين مؤهلين وأدوات مساعدة مثل السماعات الخاصة وضعاف السمع، وتوعية المجتمع بأهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الأنشطة الثقافية، وإطلاق حملات توعوية عبر وسائل الإعلام حول ضرورة تجهيز المتاحف لاستقبال هذه الفئة.

تشجيع الشراكات مع المنظمات المعنية بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة لدعم تحسين خدمات المتاحف لهم.

المقالة السابقة
أتوبيس الفن الجميل» يطوف بذوي الهمم داخل متحف الفن الإسلامي
المقالة التالية
سياسات مبتكرة لتنظيم استخدام المضادات الحيوية في المنشآت الصحية الكويتية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed