أمريكا – جسور- سماح ممدوح حسن
يواجه عملاق التجارة الإلكترونية أمازون، اتهامات متصاعدة، من موظفين من ذوي الإعاقة، يعملون في المناصب الإدارية بالشركة، تتعلق بممارسات “تمييز منهجي” و”قمع تنظيمي” داخل بيئة العمل.
وفي رسالة رسمية وقّعها أكثر من 200 موظف، أُرسلت إلى الإدارة العليا وعلى رأسها الرئيس التنفيذي آندي جاسي، أكد الموظفون أن الشركة تستخدم أنظمة ذكاء اصطناعي في التعامل مع طلبات التسهيلات الوظيفية، بما يخالف قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA) .
وأوضح الخطاب أن الطلبات المقدمة من الموظفين للحصول على ترتيبات خاصة، مثل العمل من المنزل أو تسهيلات في بيئة العمل، غالبًا ما تُقابل بالرفض أو التجاهل، دون أي مبررات واضحة، وغالبًا عبر أنظمة إلكترونية أو شبه إلكترونية.
ولم تتوقف شكاوى الموظفين عند هذا الحد، بل امتدت إلى اتهام الشركة بحذف رسائلهم على منصة Slack الداخلية، والتي كانوا يستخدمونها للتنسيق وتبادل الآراء حول حقوقهم. وأكد أحد الموظفين، الذي تم فصله أثناء التحقيق في هذه القضية، أنه فقد إمكانية الوصول إلى حسابه، وتم منعه من التواصل مع زملائه.
وقال الموظف الذي طلب عدم كشف هويته “بعد حذف الرسائل وفصلي من العمل، أصبح الجميع خائفين من التعبير عن آرائهم، هناك مناخ من الخوف داخل الشركة”.
أمازون من جهتها، نفت هذه الاتهامات، مؤكدة التزامها بحقوق الموظفين في التنظيم والمطالبة بتحسين ظروف العمل. وأوضحت أن سياساتها تحظر فقط استخدام أنظمتها الإلكترونية في أغراض الدعوة أو الترويج لأي أنشطة غير متعلقة بالعمل، لكنها لا تمارس أي تمييز ضد الأشخاص ذوي الإعاقة.
وفي ردها على مزاعم استخدام الذكاء الاصطناعي في رفض طلبات التسهيلات، شددت أمازون على أن جميع القرارات تتخذها فرق بشرية متخصصة في شؤون ذوي الإعاقة.
الجدير بالذكر أن هذه الأزمة تأتي في سياق سلسلة من الشكاوى والدعاوى القضائية التي طالت أمازون في السنوات الأخيرة، تتعلق بمعاملة الموظفين من ذوي الإعاقة سواء في مقار الشركة أو في مخازنها حول العالم.
وكانت الشركة قد روّجت سابقًا لحصولها على تصنيف “أفضل بيئة عمل لذوي الإعاقة” من جهة غير ربحية تموّلها، وهو ما أثار تساؤلات إضافية حول مصداقية هذا التصنيف في ظل الشكاوى الحالية.