هندي قصير القامة يتحدى المستحيل ليصبح طبيبًا. هو الشاب غانيش باراي. الذي ولد في قرية غورخي الصغيرة. بمنطقة بهفناجار لعائلة متواضعة. والده، فيثال، مزارع بسيط، وأمه، ديفوبين.
كانت الأم دائمًا هى مصدر الإلهام والدعم لحلمه الكبير منذ صغره. منذ أيام المدرسة. كان غانيش يحلم بأن يصبح طبيبًا، رغم معاناته من قصر القامة المفرط. والإعاقة الحركية التي تشمل 72% من جسده.
هندي قصير القامة لا يعرف الاستسلام
ورغم التحديات الجسدية التي واجهها الشاب الـهندي قصير القامة. غانيش منذ طفولته. لم يفقد الأمل، بل ازدادت عزيمته يومًا بعد يوم. في عام 2018، رفضت حكومة ولاية غوجارات قبوله في دورة الطب البشري. مشككة في قدرته على تحمل متطلبات الدراسة الصارمة، رغم تفوقه الأكاديمي الكبير.
فقد حصل الشاب الـهندي قصير القامة غانيش على 87% في امتحان الصف الثاني عشر. و233 علامة في امتحان القبول الوطني (NEET). ومع ذلك. لم يكن هذا الرفض نهاية الطريق، بل كان بداية معركة قانونية واجهها بإصرار لا يلين.

في هذه المرحلة، كان الدعم من مدير مدرسته، دالبات كاتاريا، ووصي المدرسة، ريفاتسينه سارفايا. حاسمًا. إذ موّل كاتاريا القضية القانونية لغانيش، والتي وصلت في النهاية إلى المحكمة العليا الهندية.
وهناك، حكمت المحكمة لصالح الطلاب ذوي الإعاقة، مستندة إلى قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لعام 2016. وأمرت الحكومة بمنحهم الحق في التسجيل.
ومنذ ذلك الوقت. بدأت رحلة غانيش التعليمية في كلية بهفناجار الطبية تزدهر. فقد شارك بفاعلية في الأنشطة اللاصفية. ونال احترام زملائه ومدرسيه. وأصبح مثالًا حيًا على أن الإرادة الصلبة والعزيمة الحقيقية يمكن أن تتغلب على أصعب العقبات. كما أثبت أن الشخص لا يقاس بقامته، بل بصلابته وعزيمته على تحقيق حلمه.
رحلة الطبيب الملهم غانيش
اليوم، يقف الشاب الـهندي قصير القامة في أروقة كلية بهفناجار الطبية، متدربًا بين أطباء المخضرمين والمتدربين الجدد، لكنه يبرز بينهم بفضل شخصيته القوية وروحه المتفانية. يبلغ طوله ثلاثة أقدام فقط. ويزن 18 كجمًا، ما يجعله بالكاد يصل إلى سرير المريض، ويضطر للتمدد أحيانًا أثناء الفحص. ومع ذلك، فإن ابتسامته وهدوءه يخففان صدمة المرضى. ويجعلانه مصدر ارتياح لهم، حتى لو فاجأهم مظهره في البداية.
خلال فترة تدريبه، اكتسب غانيش خبرة كبيرة جدًا. فقد بدأت مهامه السريرية في سنته الثانية، وتزامنت مع بداية جائحة كوفيد-19، مما أضاف تحديات إضافية لكنه واجهها بشجاعة وثبات. ويستذكر عميد الكلية، الدكتور هيمانت ميهتا، تفاصيل اجتهاده: «كان يجلس في الصف الأمامي ويشارك بحماس في الدروس، وكان يحظى بدعم زملائه المستمر».

بالإضافة إلى ذلك، يخطط غانيش للتخصص في طب الجلد لأنه يرى فيه مجالًا أقل ضغطًا من حيث عبء العمل، ومع ذلك لم يغفل اهتمامه بالطب العام، وطب الأطفال، والطب النفسي، ويأمل أن تكون هذه التخصصات بدائل متاحة إذا لم تتح له الفرصة في طب الجلد.
العزيمة تغير المصير
وعلى المستوى الإنساني، يحمل غانيش رغبة كبيرة في خدمة المجتمعات الريفية المحرومة، إدراكًا منه للحاجة الماسة إلى الرعاية الطبية في هذه المناطق. وبينما يواجه تحدياته الجسدية اليومية، يظل مثالًا حيًا على قوة الإرادة البشرية وقدرتها على التغلب على الصعاب.
إن قصة غانيش بارايا ليست مجرد نجاح شخصي، بل هي رسالة لكل من يواجه تحديات في حياته: بالصبر، والإصرار، والعمل الدؤوب، يمكن تحويل المستحيل إلى إنجاز ملموس. لقد أثبت غانيش أن العزيمة والإيمان بالحلم قادران على تغيير المصير، وأن أي عقبة مهما كانت كبيرة يمكن تجاوزها بالإرادة والتصميم.


.png)

















































