.png)
طفلة فلسطينية رضيعة، لم تكمل عامها الأول، ولدت وسط خيام النازحين، وسط الركام والدخان ودوي المدافع، أصيبت بسوء التغذية وفقدان الوزن وتحولت إلي هيكل عظمي، وتين وكل أشقائها يعانون ألم الجوع وسط حصار مفزع لقطاع غزة، وتجويع ممنهج من قبل جيش الاحتلال، في حضن أم لا حول لها ولا قوة، عاجزة عن توفير الخبز والحليب لصغارها، بعد استشهاد زوجها.
تقول الأم غدير سعيد شعبان لـ “جسور” إن وتين أصيبت بسوء تغذية خطير نتيجة نقص الطعام لها ولأشقائها الخمسة، رغم أنها لم تكن تعاني من أمراض مزمنة، لكن حالتها تسوء يوما بعد يوما، والأطباء حذروا من أن جسدها الصغير مهدد لأن يتحول إلى هيكل عظمي، إن استمر نقص الحليب والغذاء والعلاج.
غدير التي فقدت زوجها حسين ندا، عقب استشهاده في الحرب الأخيرة، هي أم لـ 6 أشقاء، أصغرهم وتين، والأكبر محمد حسين ندى ١٤ سنة، ومهند 13 سنة، ومعتز ١٢ سنة، وجود ٩سنوات ، وجاد ٦سنوات، تعيش مأساة يومية متكررة بحثا عن الغذاء لأطفالها والدواء لصغيرتها التي تعاني من إسهال وارتفاع مستمر في درجات الحرارة.
تضيف بنبرة يأس وحزن:” ما في مستلزمات طبية أو دواء، بس أعطوني مكملا غذائيا، هنا الوضع صعب، غلاء فاحش، والحليب غير موجود وإذا موجود ما بقدر أشترى العلبة بـ ٣٠٠ شيكل، وكل الأطعمة التي يحتاجها الأطفال مثل الفاكهة والبيض واللحوم وحتى الأسماك والخضار، غير موجودة أو غالية”.
وتستطرد أم وتين:” أولادي أيتام من حقهم يعشيو زي أي طفل بالعالم، أسرتي بتعيش في خيمة مصنعة من خشب وقماش، ونحن نقيم في الشارع، في الشتا بنتغرق والصيف حار جدا، كنت أقيم في خانيونس
وعن ليلة استقبال نبأ استشهاد زوجها تقول غدير “ليلتها بكيت وقلت يارب أجرني في مصيبتي، واخلفني خيرا منها، يارب صبرني، وقتها استيقظ أطفالي وانا أبكي ولا أعرف كيف سأخبرهم بأنهم أصبحوا أيتام ولن يروا أبيهم مرة أخرى، بعد استشهاده في غارة إسرائيلية، قلت لهم :” بدي أحكيلكم بس ما تعيطو وأخذتهم في حضني وقلتلهم ادعو لبابا، الدعاء بيوصلو وبيزعل إذا بكيتو”.
