Skip to content

وزير الثقافة المصري يحضر لقاء “تحدي الإعاقة” بمكتبة القاهرة الكبرى

وزير الثقافة المصري يحضر لقاء “تحدي الإعاقة” بمكتبة القاهرة الكبرى

مصر- جسور – فاطمة الزهراء بدوي

تنظم مكتبة القاهرة الكبرى، لقاءً ثقافيًا بعنوان “نبض الخير وتحدي الإعاقة”، مساء غدا السبت 21 يونيو، بمقر المكتبة في قصر الأميرة سميحة حسين بحي الزمالك، بالتعاون مع مؤسسة “ناهد نبض الخير” تحت رعاية وزير الثقافة المصري  أحمد فؤاد هنو، وبإشراف الفنان خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي،

يهدف اللقاء إلى تسليط الضوء على قصص النجاح التي كتبها ذوو الإعاقة بأقلام الإرادة والصبر، متجاوزين تحديات الواقع، ومثبتين أن الإعاقة لا تقف حائلًا أمام الحلم إذا توفرت البيئة الداعمة. ويأتي هذا اللقاء في إطار توجه الدولة المصرية نحو تمكين ذوي الهمم، وتعزيز حضورهم في الحراك الثقافي، وإعادة تعريف مفهوم الدمج ليكون أكثر عدلًا وفعالية.

يدير النقاش الكاتب يحيى رياض يوسف، مدير قصر الأميرة سميحة بمكتبة القاهرة الكبرى، ويفتح باب المشاركة أمام الجمهور، من مثقفين وأكاديميين وأسر وأشخاص من ذوي الإعاقة، لتبادل الرؤى بشأن سبل تطوير السياسات الثقافية المعنية بهذه الفئة، وتحسين فرص وصولها إلى المعرفة والفنون.

لا يقتصر اللقاء على كلمات الحضور، حيث يتضمن جلسات حوارية مع شخصيات تحدت الإعاقة ونجحت في مجالات مختلفة، من الفن إلى الرياضة إلى ريادة الأعمال. كما سيتم عرض تجارب لمبادرات شبابية تهدف إلى تمكين ذوي الإعاقة بصريًا وسمعيًا وحركيًا، من خلال التكنولوجيا أو التدريب أو الفنون التعبيرية.

وقد صرح أحد منظمي الفعالية أن اللقاء يمثل خطوة عملية نحو ترسيخ ثقافة التمكين بدلًا من الشفقة، مؤكدًا أن قصص أصحاب الهمم تستحق أن تُروى في المساحات العامة، وأن تتحول إلى مصادر إلهام حقيقية للمجتمع.

مقر اللقاء، قصر الأميرة سميحة حسين، يحمل في ذاته رمزية تاريخية وثقافية. فالقصر، الذي شُيد عام 1902، اشترته الأميرة سميحة (ابنة السلطان حسين كامل) في أربعينيات القرن الماضي، وحولته إلى صالون فكري وفني، استضاف كبار الكتاب والفنانين حتى وفاتها عام 1984. بعد ذلك، أصبح القصر معلمًا ثقافيًا بارزًا حين افتُتح رسميًا في 1995 كمكتبة عامة تحت اسم مكتبة القاهرة الكبرى، واحتفظ بروحه المعمارية الفريدة التي تمزج بين الطراز الإسلامي والمملوكي والأوروبي.

تتميز المكتبة ببرجها الدائري، وزخارفها النباتية، والمقرنصات التي تُزيّن سقوفها، فضلًا عن سورها الحجري المزخرف، مما يجعلها واحدة من أجمل مباني حي الزمالك. أما من حيث الوظيفة، فتضم المكتبة آلاف الكتب في مجالات الفكر والفن والتاريخ، بالإضافة إلى قاعات محاضرات، ومعارض فنية، وندوات ثقافية تستقطب جمهورًا واسعًا من الباحثين والطلبة والمبدعين.

من جهة أخرى، أوضحت مؤسسة “ناهد نبض الخير” أن هذا التعاون مع وزارة الثقافة ومكتبة القاهرة الكبرى يأتي ضمن خطة المؤسسة لدعم ذوي الإعاقة من خلال العمل الثقافي والمجتمعي، معتبرة أن الحضور إلى مثل هذه الفعاليات يتيح لهم مساحة للاندماج والتعبير عن الذات خارج الأطر النمطية.

يلقي الحدث الضوء أيضًا على الأهمية المتزايدة لدور المؤسسات الثقافية في دعم القضايا المجتمعية، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالفئات الأكثر تهميشًا. فبخلاف تقديم الكتب والأنشطة الترفيهية، تُعيد المكتبات اليوم تقديم نفسها كمراكز للوعي المدني، وتفتح أبوابها أمام قصص لا تُروى في الإعلام التقليدي.

ومن المتوقع أن يشهد اللقاء حضور عدد من الفنانين والكتاب والمبادرات المجتمعية، إضافة إلى ممثلي مؤسسات معنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ما يعكس رغبة متنامية في تكامل الجهود الرسمية والأهلية لبناء مشهد ثقافي أكثر شمولًا.

المقالة السابقة
الهند تطلق مبادرة لدعم ذوي الإعاقة والمسنين بكراسي متحركة ودراجات ثلاثية
المقالة التالية
إعمار غزة .. مبان تراعى احتياجات مبتوري الأطراف وذوي الإعاقة