كشف مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية، عن ارتفاع غير مسبوق في حالات بتر الأطراف بين المصابين في مستشفيات القطاع، نتيجة تفشي بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية وتدهور الوضع الصحي بشكل عام.
وقال أبو سلمية في تصريح لقناة المملكة، إن الأطباء يضطرون إلى اللجوء لعمليات البتر بسبب تعذر التئام الجروح الناجم عن سوء التغذية وضعف المناعة والاكتظاظ داخل المستشفيات، محذرًا من أن القطاع الصحي وصل إلى مرحلة “حرجة للغاية” بعدما فقدت المضادات الحيوية فعاليتها وأصبحت الإصابات عرضة لالتهابات خطيرة تؤدي إلى مضاعفات قاتلة.
وأضاف أن البنية التحتية الطبية تعاني من انهيار شبه كامل في ظل انعدام المستلزمات الأساسية مثل المضادات الحيوية والشاش المعقم وأدوات الجراحة، مشيرًا إلى أن المستشفيات تعمل بطاقة تفوق 250% من قدرتها، فيما امتلأت أقسام الطوارئ والعناية المركزة بالكامل، مع غياب أسرّة إضافية للمرضى.
وأوضح أن العدوان الإسرائيلي المتواصل أدى إلى قصف أبراج وعمارات سكنية، وأخرج عيادات الشيخ رضوان من الخدمة، وهي كانت تقدم خدماتها الصحية لنحو 300 ألف مواطن. كما تعاني المستشفيات من نقص حاد في وحدات الدم بسبب الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات التي تحتاج غالبًا إلى أكثر من وحدة يوميًا.
ولفت أبو سلمية إلى العجز الواضح في الطواقم والتخصصات الطبية الحساسة مثل جراحة المخ والأعصاب والأوعية الدموية والصدر والتجميل، خاصة بعد استشهاد واعتقال عدد من الكوادر الصحية. كما توقفت نحو 60% من معامل التحليل عن العمل لغياب المواد التشخيصية ما أدى إلى انتشار أمراض معدية ومعوية وحالات شلل وأمراض جلدية لم يتم تشخيصها بعد.
وعن أوضاع النازحين، أكد أبو سلمية أن المخيمات تفتقر إلى مياه الشرب والنظافة، وتشهد تفشيًا للجوع بين السكان الذين أُجبروا على ترك منازلهم وممتلكاتهم.
وختم بالقول إن المنظومة الصحية في غزة لم تعد قادرة على استيعاب المزيد من الضحايا، وكل قصف جديد يخلّف أعدادًا كبيرة من الجرحى والشهداء، لتتفاقم الكارثة الإنسانية مع استمرار الحصار والعدوان الإسرائيلي.