يستعد مسرح مركز فيرست أونتاريو للفنون الأدائية بمدينة سانت كاثرينز الكندية، في الخامس من أكتوبر المقبل، لاحتضان فعالية استثنائية تحمل اسم” فن بلا قيودArts Unbound” حيث يجتمع عشرة مؤدين من ذوي الإعاقة النمائية لعرض مواهبهم الفنية في أجواء مستوحاة من برامج اكتشاف المواهب العالمية.
الحدث هو ثمرة شراكة بين منظمة كوميونيتي ليفينج جريمسبي، لنكولن وويست لنكولن، ومهرجان ميوزيك نياجرا. ويهدف إلى كسر الصور النمطية عبر تسليط الضوء على قدرات فنية غالبًا ما تُحجب خلف التشخيصات الطبية.
من بين المشاركين يبرز اسم كونور ماكفي، شاب في الثالثة والعشرين من عمره من بيمسفيل وهو مصابًا بمتلازمة داون. بدأ رحلته مع الكمان في سن الثانية عشرة، واكتشفت أسرته مبكرًا موهبته الفطرية في تمييز النغمات.
منذ ذلك الحين واصل ماكفي تطوير مهاراته حيث عزف في دور رعاية المسنين، وشارك في نادٍ للكمان مع اثنين من كبار الموسيقيين في كندا، إلى جانب تعلمه آلات أخرى كالكلارينيت والفلوت والطبلة خلال دراسته الثانوية.
وبعيدًا عن الموسيقى يعمل ماكفي في مطاعم محلية ويشارك في أنشطة رياضية متعددة منها التجديف وكرة القاعدة ضمن الأولمبياد الخاص. وتؤكد معلمته جينيفر ميلفن أنه مثال حي على ما يمكن أن يحققه الفن حين يحاط صاحبه بالدعم والتشجيع.
تقول كانديس كيم منسقة خدمات المجتمع في المنظمة”أردنا أن نتيح منصة تُمكّن ذوي الإعاقة من اكتساب الثقة عبر الأداء أمام جمهور حقيقي، وأن نغيّر عقلية المجتمع تجاه إمكاناتهم.”
الفعالية تأتي ضمن احتفالات المنظمة بمرور 60 عامًا على تأسيسها بعد نجاح تجربة مماثلة سابقة في مدينة برلنجتون. وقد أثبتت التجربة أن الجمهور يخرج متأثرًا ومندهشًا من المواهب، في حين يشعر المشاركون بالفخر لمجرد وجودهم على المسرح.
هذا العام تقدم 25 متسابقًا للمشاركة، وتم اختيار عشرة نهائيين من بينهم موسيقيون ومطربون وراقصة مميزة هي إميلي أربك-كوهين، بطلة الجمباز الإيقاعي التي حققت إنجازًا تاريخيًا عام 2024 حين أصبحت أول رياضية من الأولمبياد الخاص تشارك في عرض “كسارة البندق” مع الباليه الوطني الكندي.
اللجنة التحكيمية تضم شخصيات بارزة من مجالات الفن والرياضة بينهم الفائز بـ”كنديان آيدول” برايان ميلو. وراقصة الباليه السابقة آمبر آرمسترونج. ومدربة الغناء العالمية تيريزا ديفيليبّو. والراقصة من السكان الأصليين ريفر كريستي وايت ولاعب الأولمبياد الخاص إيوان باركلي.
ورغم أن الحدث يحمل طابعًا تنافسيًا مع جائزة وكأس للفائز، إلا أن المنظمين يؤكدون أن روح التشجيع والدعم المتبادل بين المشاركين هي ما يميز هذه التجربة.
ويطمح القائمين على المهرجان بتحويله إلى فعالية سنوية تُثري الحياة الثقافية في إقليم نياجرا، وتفتح أبوابًا جديدة أمام فنانين لم يُتح لهم من قبل فرصة الوقوف على خشبة مسرح احترافي وسط تصفيق جمهور يقدّر إبداعهم.