التغيير السلوكي هو محور ورشة عمل إقليمية عقدت في عمان بالأردن. شارك في الورشة المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة المصري. تأتي المشاركة في إطار دور المجلس في رسم السياسة العامة للدولة في مجال الإعاقة.
واستهدفت الورشة صناع السياسات والكوادر الفنية من مختلف دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تهدف الورشة إلى دمج التغيير السلوكي والاجتماعي في البرامج والمناهج الأكاديمية.
دور مصر في دمج الأطفال ذوي الإعاقة
أكدت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس، أن مشاركة المجلس تأتي في إطار دوره في رسم السياسة العامة للدولة في مجال الإعاقة. حسب الصفحة الرسمية للمجلس في فيسبوك.
وأوضحت أن المجلس يضع على رأس أولوياته دمج وتنمية مهارات وقدرات الأطفال ذوي الإعاقة. هذا الهدف هو جزء لا يتجزأ من اختصاصات المجلس المنصوص عليها في قانون إنشائه رقم 11 لسنة 2019.
وفقا لما ذكرته الدكتورة إيمان كريم، قاد المجلس تغييرا كبيرا في ملف الأطفال ذوي الإعاقة في مصر. تمثلت جهوده في عدد من المبادرات المختلفة. منها مبادرة «خدماتي في محافظاتي» التي تقدم خريطة تفصيلية للخدمات المتواجدة داخل المحافظات.
كما أطلق مبادرة «حرفتنا من تراثنا» لتمكين ذوي الإعاقة اقتصاديا عبر الصناعات اليدوية والحرفية. كذلك، تم إطلاق مبادرة «أكتشفني» لاكتشاف مواهب الأطفال ذوي الإعاقة في الفن والمجالات المختلفة.
التغيير السلوكي والكشف والتدخل المبكر
شارك المجلس بشكل خاص في المسار الثالث من الورشة. يركز هذا المسار على «التغيير السلوكي والاجتماعي والكشف والتدخل المبكر لتعزيز نمو وتطور الأطفال ذوي الإعاقة». تضمنت الورشة محاور حيوية، تشمل فهم مفاهيم التغيير السلوكي والاجتماعي وتطبيقاتها العملية. كما ركزت على التفكير التأملي في تجارب الوصمة التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة. هدفت الورشة أيضا إلى تطوير مبادرات للمشاركة المجتمعية والدمج.
طالع: «القومي للأشخاص ذوي الإعاقة» يبحث إنشاء أول حديقة دامجة داخل الأندية المصرية
تم إعداد نموذج مبدئي لاستراتيجية شاملة تهدف إلى تغيير السلوك المجتمعي تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة. تم هذا العمل بأسلوب تشاركي يعكس أفضل ممارسات العمل الجماعي. شارك في صياغته ممثل المجلس بالتعاون الوثيق مع ممثل وزارة التضامن الاجتماعي وممثل منظمة اليونيسف في مصر. نال هذا النموذج استحسانا وتقديرا من قبل المشاركين من مختلف الدول. إن هذا العرض أبرز الخبرة المصرية المتراكمة في مجال التخطيط الاستراتيجي.
أشارت الدكتورة إيمان كريم إلى أن المجلس تعاون مع عدد من الوزارات والجهات المعنية المختلفة. قدم المجلس الخبرة الفنية لهذه الجهات بوسائل الإتاحة وسبل دمج التيسيرات المتنوعة في برامجها المختلفة. كما قدم التوعية اللازمة لهذه الجهات ولمقدمي الخدمة بها حول حقوق واحتياجات الأطفال ذوي الإعاقة. وشملت هذه التوعية آداب التعامل معهم ولغات التواصل معهم كلغة الإشارة.
حسب تصريحات الدكتورة كريم، تم التعاون مع وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي في تطبيق معايير التعليم الدامج. كما تم إطلاق مشروع «تعزيز الحقوق الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة». هذا المشروع يعمل على رفع وعي الكوادر الطبية ومقدمي الخدمات الصحية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
إضافة إلى ذلك، شارك المجلس بخبرته الفنية في مبادرة الدولة المصرية لاكتشاف وعلاج حالات سوء التغذية بين طلاب المدارس الابتدائية. كما يتم الآن التعاون مع الأزهر الشريف في تدريب عدد من الأئمة والوعاظ على لغة الإشارة لتمكين الصم وضعاف السمع من المشاركة في الشعائر والأنشطة الدينية.
إعداد مصفوفة شاملة للمتابعة والتقييم والرصد
على هامش فعاليات الورشة التدريبية، عقد ممثل المجلس سلسلة من اللقاءات المثمرة مع مسؤولي منظمة اليونيسف. تمحورت هذه اللقاءات حول إعداد مصفوفة شاملة للمتابعة والتقييم والرصد الدقيق لأوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر .
تهدف هذه المصفوفة إلى وضع مؤشرات قياس واضحة ومحددة لرصد التقدم المحرز في مجالات الصحة والتعليم والعمل والحماية الاجتماعية. هذا العمل يساعد على تحديد الفجوات والتحديات وتطوير استراتيجيات فعالة لمعالجتها. حسب بيان المجلس، تهدف المشاركة إلى تعزيز القدرات الوطنية في تصميم وتنفيذ برامج التدخل المبكر. كما تهدف إلى تطوير خطط عمل وطنية مبنية على الأدلة لدمج الأطفال ذوي الإعاقة، ومكافحة الوصمة الاجتماعية، وبناء شراكات استراتيجية مع المنظمات الدولية والإقليمية.


.png)
















































