في شمال ولاية كنتاكي بالولايات المتحدة، قرر الزوجان «شيلبي هولواي» و«تيم موراي» تحويل تجربتهما مع التقزم إلى رسالة أمل وتغيير، عن طريق تمزيق الصورة النمطية بشجاعة، ونشرا الوعي حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، خاصة المصابين بالتقزم.
وبحسب موقع Spectrum News 1، يقود الاثنان حملة مجتمعية لافتة بعنوان «Mascots Matter» أو «التمائم مهمة»، تهدف إلى إلغاء استخدام التمائم أو الرموز المدرسية التي تستهزئ بحالات التقزم، واستبدالها برموز تحترم التنوع والاختلاف.
بدأت رحلة «تيم موراي» مع التحدي منذ عام 2021، حين التحق بصالة رياضية في مدينة نيوبورت لممارسة رياضة «كروس فيت». وبرغم طوله الذي لا يتجاوز أربعة أقدام وخمس بوصات، استطاع أن يصبح رياضيًا ناجحًا حصد عدة ميداليات، ويقول بابتسامة: «حين تلعب كرة السلة وأنت أقصر من منافسيك بكثير، ستدرك أن القوة لا تُقاس بالطول بل بالإصرار».
أما «شيلبي هولواي»، شريكته في الحياة، فكانت هي الأخرى رياضية في شبابها. وتقول إن التقزم لم يكن عائقًا أبدًا، بل كان سببًا في أن تكون أكثر شجاعة، موضحة: «كنت أريد دائمًا أن أكون صوتًا لمن لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم». ومن هذا الدافع، بدأت في التواصل مع المدارس والمنظمات للتوعية بأهمية المساواة واحترام جميع الفئات.
أحدثت الحملة التي يقودانها تأثيرًا حقيقيًا، فقد ساعدت «هولواي» حتى الآن أربع مدارس في ولايات مختلفة على تغيير تمائمها القديمة التي كانت تحمل إشارات مسيئة إلى أخرى أكثر احترامًا وشمولًا. وتقول: «عندما نستبدل تميمة مهينة بشيء إيجابي، فنحن نغيّر نظرة الأجيال القادمة بالكامل».
وتتابع «هولواي» دراستها العليا في جامعة ولاية أريزونا في مجال دراسات الإعاقة، وتؤكد أن هدفها هو جعل الحديث عن التقزم أمرًا طبيعيًا، بلا حرج أو سخرية.
وتكللت جهودهما بخطوة رسمية حين أعلن حاكم كنتاكي «آندي بشير» شهر أكتوبر شهرًا للتوعية بمتلازمة التقزم في الولاية. يقول «موراي»: «كنت فخورًا جدًا بهذا القرار. إنه شعور رائع أن ترى ولايتك تعترف بنا وتحتفي بنا».
يؤمن الزوجان أن الطريق ما زال طويلًا، لكنهما مستمران في عملهما حتى يصبح احترام الأشخاص ذوي الإعاقة أمرًا بديهيًا لا يحتاج إلى حملات. فهما يعرفان تمامًا أن التغيير يبدأ من الكلمة، ومن نظرة واحدة تُبنى على الفهم لا على الحكم.